من يجرؤ على السؤال؟!

مرة أخرى اشتعلت أسئلة التوريث مصحوبة بأسئلة الطوائف والمذاهب والمناطق والقبائل والعشائر والعائلات، التي يتحدر منها رؤساء الجملكيات العربية- جمهوريات برسم التوريث.
ولوحت بعض الاقلام في الصحافة المصرية إلى الاسرة «المباركية»، وإلى محافظة «المنوفيه»، وغمزت بعض الصحافة اليمنية من قناة سنحان وبيت الاحمر والعصبية الزيدية، وبالتساوق والتزامن والتقاطع مع الموجة إياها، ألمحت بعض الاقلام السورية والعربية في الصحافة العربية اللندنية إلى آل الاسد والطائفة العلوية وجرى استحضار صدام حسين وأنجاله وآل المجيد وتكريت، ولم ينقطع التحويم حول صاحب الخيمة الاشهر والمعمر الاكبر والاسبق في احتلال منصب رئاسة جمهورية، بين اقرانه الحاليين، معر القذافي وأنجاله.
وكأنما جاء فوز باراك أوباما ليشعل موجة عارمة من التلميحات والتلويحات والتهويمات والغمزات التي لا تذهب إلى أبعد من التنفيس عن جملة من الهواجس والاختلاجات المحبوسة بحرارة انفعالية نخطية لا ترقى إلى مستوى تشكيل السؤال العقلاني القلق المستفز لخمول العقول، والمحرض لفضولها باتجاه التحديق فيما وراء الغبار المستثار بحوافر الذهول والانبهار بما صار في امريكا.
وتبعاً لهذا الانفعال كان اندراج القول بأن باراك حسين اوباما «معجزة» في إطار المألوفات، لأن قياس الامور بذبذبة المشاعر والعواطف يفتح المجال لكافة اشكال التخريف والهذيان والتفسيرات المسنودة بشبكة القراءة الاسطورية التي تميل على الدوام إلى «مؤامرة» أو إلى تدخل الخوارق، وتمتنع عن ممارسة القراءة العقلانية التي تتوسل ابتكار أوباما بنسخته اليمنية- مثلاً.
أوباما النسخة اليمنية المخترقة للقبائل والعشائر والطوائف والمناطق باتجاه مواطنة ودولة يسود فيها القانون ويحترم فيها حق الاختلاف والشراكة والقبول بالمهمش الاسود/ الخادم والمرأة و«المولد» ابن المهاجر اليمني والاسماعلي واليهودي والشافعي والزيدي و...الخ، على سواد أوباما النسخة اليمنية التي تغوينا بأن نجرؤ على السؤال: ترى هل بمقدورنا ممارسة لعبة الخيال والتطلع إلى يمن تزدهي بكافة مواطنيها وإلى دولة القانون وليس إلى دولة السلطة.. السلطنة، الطائفة، العصابة والعصبية؟!
ترى هل بمقدورنا القول بحلم يمني، ولا ضير من التماهي بالاحلام وبالحلم الامريكي الذي تراءى كمنجز ملهم ولاح في الافق وهو ينجز كحالة انسانية كونية تنعقد على التغيير.
mansoorhaelMail