أي حماقة هي الحرب! - جاك بريفير

أي حماقة هي الحرب! - جاك بريفير*

أتذكرين باربارا!
إذ كانت تمطر بلا توقف ذلك اليوم على «برست»
وكنت تسيرين مبتسمة، متفتحة، فرحة ومبللة تحت المطر.
أتذكرين باربارا!
إذ كانت تمطر بلا توقف على «برست»
عندما التقيتك في شارع «سيام»
مبتمسة وأنا أيضاً.
أتذكرين باربارا!
أنتِ التي لم أكن أعرفها
وأنتِ التي لم تكن تعرفني.
أتذكرين، أتذكرين مع هذا ذلك اليوم
ولا تنسي رجلاً احتمى بأحد الأزقة
ونادى باسمكِ.. باربارا
فركضت نحوه تحت المطر
مبللة متفتحة وفرحه
مرتمية بين ذراعيه.
أتذكرين ذلك باربارا
ولا تحنقي إذ أخاطبك بلا كلفة.
هكذا أتحدث مع كل الذين أحبهم
وإن لم أكن قد رأيتهم سوى مرة واحدة
أتذكرين باربارا!
ولا تنسي ذلك المطر الخفيف السعيد،
المتساقط على وجهك المبتهج
على تلك المدينة السعيدة
ذاك المطر الساقط على البحر،
على مخزن الاسلحة، على مركب «أوسان»
آه باربارا:
أي حماقة هي الحرب!
ماذا حل بكِ الآن؟
تحت هذا المطر الحديدي،
مطر النار والحديد والدم
وماذا عن ذاك الذي كان يضمك بعشق بين ذراعيه،
هل مات أم أختفى أم مازال حياً!
آه باربارا:
كانت تمطر بلا توقف على «بريست»
كما لم تمطر من قبل،
لم يعد ذلك كما كان إذ تخرب كل شيء
هو مطر الحِداد المخيف المؤسف
حتى إنها ليست ذات العاصفة
عاصفة الحديد والدم
هي ببساطة مجرد سحب، تنفق مثل ككلاب
كلاب تختفي برفقة خيط مائي على «برست»
ماضية لتتحلل بعيداً/ بعيداً جداً عن «برست»
التي لم يبق منها شىء.
* العنوان الأصلي للنص هو «باربارا»
    والعنوان أعلاه من وضع المترجم