إبنة عبدالوهاب المؤيد تتساءل عن أخيها المختفي قسريا: أحي أنت أم ميت؟

تتجمد الدمعة في عيني إن مر خيالك المتعب في مخيلتي.
ابتلع الغصة وأقول: حسبنا الله ونعم الوكيل!
كل من علم بالاعتقال يقول: لؤي...!؟
ذلك الملاك...!؟
ولم الدهشة؟ قد تعرض لهذه المواقف عدد غفير من الملائكة.
فتجيب: لكن لؤي...؟ إلا لؤي!
قد أنهكتنا الأسئلة والمناشدات بلا جدوى.
قد بحت أصواتنا من الصراخ: أين أنت؟
أي جهة قد حضيت بشرف وجودك؟
قد أثقلت كاهلنا الهواجس والكوابيس أعريانا يا لؤي؟
أجائع؟
أعطشان؟
أحي أنت أم ميت؟
تعاتبك عيناي –أخي- أين أنت؟
لم يُجْدِ عتابي لهم «وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقراً».
لم يهزهم مصيرك المجهول، ولم يحركهم كبدك المتعب.
يا فلذة كبدي أنت.
قالوا إنك إرهابي! فضحكت، ماذا؟ مجرم؟ وماذا اقترف؟
أَلأنك محترم ملتزم تحب الرسول والآل، صرت مجرما؟
إذن أنا مجرمة.
ألأنك تكره الظلم وتبغض القتل وسفك الدماء أصبحت إرهابيا؟
إذن أنا إرهابية.
ألأنك قوي تؤمن بغد مشرق، قالوا عنصري مدمر مخرب يهدد الأمن.
فكلنا أصبحنا رغم أنوفنا مهددين للأمن العام!
وإلا بأي جرم يعتقلونك؟ فلا أعرف منك إلا التقوى.
منهكة وخائرة القوى أسأل:
كيف استطاعوا أن يواجهوا عينيك البريئتين؟
كيف بالله يمسحون ابتسامتك الخجولة؟
كيف أمسكوا يدك الحنونة ليقتادوك معهم؟ كأن يدك قد تطاولت!
فوالله لم تمس بيدك الشوك إلا وأحلته وردا. بأي جرم قيدت تلك اليدين الطاهرتين؟
والله أن رائحة جدك مازالت تفوح منهما.
وأن الله معك يا لؤي.
لم أجد سواك أعاتبه أخي، ولم أر سواك اللهم ربي وكيل.
وكفى بالله وكيلا.
ندى المؤيد