مجموعة هائل: تراجعت عن إقامة فندق سياحي ومصنع جبس بعد سقوط 53 قتيلاً وجريحاً.. أجهزة الأمن تلزم الحياد حتى لا تصنف كعدو.. نائب مدير أمن الجوف: القضاء غائب، لاعتقاد أن الضعيف هو من يلجأ إليه: ثأري مع المرض فقط

مجموعة هائل: تراجعت عن إقامة فندق سياحي ومصنع جبس بعد سقوط 53 قتيلاً وجريحاً.. أجهزة الأمن تلزم الحياد حتى لا تصنف كعدو.. نائب مدير أمن الجوف: القضاء غائب، لاعتقاد أن الضعيف هو من يلجأ إليه: ثأري مع المرض فقط

 الجوف - مبخوت محمد
 رغم مضي قرابة عشر سنوات على مقتله، فإن ذاكرة علي عبدالله الجوفي، نائب مدير أمن محافظة الجوف -قائد الأمن المركزي بالمحافظة، ماتزال تحتفظ بمآثر الطبيب الشاب الذي لاح كمنقذ لأبناء منطقته، وغصة لفقده.
 «كان مفعماً بالأمل ومؤمناً أن العلم أساس النجاح والقضاء على مشاكل المجتمعات» قال الجوفي لـ«النداء».
 كان الطبيب شقيق أحد الزملاء الضباط للجوفي، بعد تخرجه من الاتحاد السوفيتي وعودته إلى المنطقة رفض التعاطي مع نصائح شقيقه. كان خائفاً عليه من نزاعات الثأر بين قبيلتهم وقبيلة أخرى، لكن إصرار الطبيب كان أقوى.
يتحسر الجوفي على مصير الطبيب، مستذكراً رده على كل من نصحه بمغادرة المنطقة: «ثأري مع المرض فقط، رسالتي هي مساعدة الحياة والخير لا الشر».
في أحد الصباحات قصد الطبيب كعادته المركز الصحي في مديريته حاملاً معه حقيبته الصغيرة وشرع بفحص أول حالة مرضية، لكن رصاصات الثأر اختطفته قبل أن يسجل أسماء الأدوية على (روشتة) المعاينة لمريض كان يرتجي الشفاء على يديه.
المتطلع، سقط والدماء صبغت رداءه الأبيض الصحي، وتبعثرت محتويات حقيبته بجوار جسده.
الجوفي أكد أن المحافظة ماتزال تفقد كثيراً من أمثال الطبيب (معلمين وطلاباً وإداريين ومهندسين... إلخ)، بسبب نزاعات الثأر، التي قال إنها العدو الأول للمؤمنين بها، وهو يرى أن نزاعات الثأر في الجوف ناتجة عن ضعف الوعي لدى أفراد المجتمع وغياب بعض الصفات الحميدة التي كانت تعيشها القبيلة. وأوضح أن المشائخ تركوا أفراد قبائلهم وانجروا وراء مصالح شخصية وتركوا القبيلة بعيداً عن دائرة اهتماماتهم ما أدى إلى الخروج على رأي الجماعة وعدم السماع للمشائخ.. وأضاف إن هناك من يستهين بأعمال الشر الأمر الذي ساهم في تكوين ثقافة لا تصنع لشيء قيمة مثل قتل النفس التي حرم الله وقطع الطريق وإخافة الناس.
وأرجع غياب القضاء في الجوف إلى الثقافة السائدة. قال: «الناس ينظرون إلى الشخص الذي يذهب إلى القضاء أنه شخص ضعيف وعاجز. هم يجسدون مقولة أن الفرد الذي لا يستطيع أخذ حقه بيده شخص لا يعرف القوة وعيب في حقه. والرجولة في أخذ الحق بحد السيف والبندق، أفضل من اللجوء إلى القضاء الذي يفترض أن يكون هو سيد الموقف وليس الأعراف التي يضعها بعض المشائخ وتصدر عليها أحكام نتج عنها مهادنة وضياع».
وأكد أن الضعف الحاصل في أداء الأجهزة الأمنية مرده إلى انعدام الثقة المتبادلة بين الجندي والمواطن وكذلك أن أغلب المجندين ينتمون إلى المديريات التي يعملون بها وأن قيامهم بضبط الأمور فيه مخاطرة وقد تخلق ثأراً مع أطراف أخرى واقترح أن لا يكون أبناء المديريات هم من الأجهزة الأمنية من أبناء نفس المديريات، حتى لا تحدث مشاكل تأخذ الطابع القبلي وتبادل عمليات الثأرات.
ولفت إلى أن المحافظة لم تشهد إحالة قضية ثأر واحدة إلى المحاكم ولدى الأجهزة الأمنية حالة واحدة فقط، ما يدل على الهوة الكبيرة بين ثقافة الثأر والنظر إلى القوانين. وأعرب عن استيائه للنتائج المدمرة لظاهرة الثأر مستشهداً بمثالين: الأول للخط الاسفلتي طريق صنعاء- الجوف -أرحب المتوقف العمل فيه منذ عشرين عاماً، والثاني -خط صنعاء الحزم لم يستكمل. وأن عدم تنفيذ المشاريع وتعثرها، وغياب التخطيط وضعف الأداء فيها سواء كانت مؤسسات تعليمية أومراكز صحية، زراعية... الخ عائدة إلى أعمال العنف والنزاعات التي لم تجن منها الجوف سوى المزيد من الدمار والخراب. وهي كذلك سبب غياب المشاريع الكبيرة مثل الجامعات وغيرها وكذا غياب تدفق رأس المال والاستثمار في المحافظة. وأشار إلى أن محافظ المحافظة السابق حاول أن يتواصل مع مجموعة هائل سعيد أنعم لغرض إقامة مشاريع استثمارية منها إقامة فندق واستخراج الجبس في إحدى المناطق، وبعد اقناع المستثمرين بالأمر وبينما هم في الطريق حدثت مجزرة رهيبة بين قبائل المرازيق وآل صيدة راح ضحيتها 53 بين قتيل وجريح وعندها اعتذروا للمحافظ عن الاستمرار في المغامرة.
 وبخصوص الحملة وشعار «إلا التعليم»، قال: «عمل جيد ومبادرة مباركة وضرورية ويجب أن يشترك فيها كل الأطراف ويكون هناك دور واضح لخطباء المساجد والأندية الرياضية والمشائخ وكل من له تأثير في المجتمع وتقام الكثير من الفعاليات الهادفة إلى نشر الوعي أولاً وقبل أي شيء وتقام المهرجانات والمناسبات بشأن حملة التوعية».
وأبدى أستعداداً كبيراً لمشاركة الجهات الأمنية لإنجاح الحملة داعياً جميع الأطرف إلى عدم استغلالها لأغراض حزبية وأن يكون الناس من مختلف توجهاتهم مشاركين فاعلين فيها مفضلاً أن تكون الحملة شعبية من الناس وإليهم وتكون الدولة داعمة.
وشدد على البدء بحملة التوعية وتهجير الطرقات والمدارس وقال: «أي طالب يحمل القلم يجب إتاحة الفرصة له وتوفير الأمان له في المدرسة والطريق ويجب وضع الضوابط الكفيلة بنجاح التهجير وبسط الأمان».
***
 
 الحرب أجهزت على «الآفاق» وأرسلت عياش إلى الحدود
 
الاستثمار في مجال التعليم صار أحد الطرق لامتلاك الثروة. غير أن إقامته في محافظة كالجوف، يصبح سبباً رئيساً للإفلاس.
 مطلع العام الفائت اعتقد عبدالوهاب عياش 24 عاماً، أن محافظته أرض خصبة لنمو تجارته على اعتبار أن الجوف خالية من أي معهد. كان متحمساً لفتح معهد وتقديم الدورات للطلاب في مجال الكمبيوتر واللغة الانجليزية، حالماً بانتشار فروع معهده في غالبية المديريات خلال عام.
بعد 4 أشهر من تدشين معهد الآفاق في مديرية الحزم كان الشاب الحالم يتسلل ضمن آخرين في الحدود صوب المملكة العربية السعودية.
قال عياش: «في الجوف لا توجد معاهد وكنت أعتقد أن فتح معهد سيلقى إقبال الطلاب وخاصة في الاجازة الصيفية، فكرت أن الطلاب سيعوضون الفجوة بالمعهد بسبب المشاكل القبلية التي تعرقل عملية التعليم».
لم يغفل عياش الاعداد الجيد قبل فتح معهد الآفاق. إذ واظب على أخذ دورات مكثفة في معهد تكساس للغات والكمبيوتر بصنعاء ثم أخذ دورات حول كيفية التدريس.
بأربعة أجهزة كمبيوتر وطابعة وآلة تصوير فتح المعهد، وخلال شهرين استقبل المعهد قرابة 15 طالباً وتفرغ عدد من المدرسين للمشاركة في التدريس، لكن البشائر لم تستمر: «بعد انتهاء الاجازة الصيفية للعام الدراسي قبل الفائت 2006/ 2007 بقيت وحيداً في المعهد أنا والكراسي وأجهزة الكمبيوتر»، قال عياش مبتئساً.
أحلام الشاب المتطلع لم تستمر طويلاً. قرر بيع أدوات المعهد وتوجه صوب الحدود السعودية وبعد ثمانية أشهر من الإقامة غير الشرعية رحل ضمن آخرين، وفي العاصمة صنعاء التحق بأحد المعاهد للغات والكمبيوتر.
في الجوف تزدهر تجارة السلاح وحفر القبور فقط.
هو يعتقد أن مشروعاً كهذا في الجوف يتطلب وعياً لدى أولياء الأمور والطلاب، فضلاً عن توفير وسائل النقل العام: «الحروب والثارات دمرت المحافظة وحرمتها من الاستثمارات وجهلت أبناءها».
عياش توجه مؤخراً لدراسة صيانة أجهزة الموبايل وينوي فتح محل صيانة خاص به، لكن حتى الآن لم يختر المكان الذي سيبدأ فيه عمله الجديد، لكن هو يستبعد أن يكون في الجوف.
 
***
 
طالبات من شبوة يكتبن عن الثأر

أسألك الرحيل.. أيها الثأر!
ظاهرة الثأرأصبحت تشكل خطراً حقيقياً يهدد الوحدة، ويضر بالاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي للمجتمع، إذا لم يتم معالجتها وإيجاد الحلول للحد منها، على اعتبار أن الثأر إحدى ظواهر التخلف في المجتمع اليمني، وهي إحدى العادات المتوارثة من العصر الجاهلي التي تعتبر أن الدم لا يمحوه إلا الدم، وذلك خلافاً لتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، حيث يقول الله تعالى في محكم كتابه العزيز «ولا تزر وازرة وزر أخرى»، و«من قتل نفساً بغير حق فكأنما قتل الناس جميعاً».
 الحل لهذه الظاهرة يتطلب أن تقف الدولة بكافة أجهزتها الأمنية والتشريعية والقضائية وقفة جادة وصادقة وحازمة، كذلك الأجهزة الإعلامية بتوعية المجتمع بأضرار وخطورة ظاهرة الثأر وما يسببه من دمار وتشريد ومآس للناس. اللهم إني أسألك الأمن والأمان.. آمين.
منال جمال فرج
ثاني ثانوي علمي – مدرسة أروى للبنات عتق
 
الثأر... أمر مؤلم
لقد ورثنا عن أجدادنا أشياء كثيرة، منها ما هو إيجابي مثل الكرم والجود، ومنها ما هو سلبي مثل الثأر الذي بدأ ينتشر بصورة مخيفة، فلا تمر علينا أسابيع إلا ونسمع أن هناك شخصا قُتل لأن عنده ثأرا، كما يقولون.
نسمع الكثير ولكننا لا نرى شيئا من العذاب والحرمان الذي يعيشه أصحاب القتيل، حيث يُتم أطفاله وترملت زوجته وانفطر قلبا والديه من الحزن عليه وترك في الأسرة فجوة كبيرة لا يمكن لأحد أن يغطيها. هكذا هو حال الأسر التي يُقتل أبناؤها بسبب الثأر.
الثأر نار يشتعل من ورائها الكثير من المخاوف وعدم الأمان ويزرع الرعب في قلوب الناس وبسببه يكثر الحقد والحسد، وبهذا لا يمكننا أن نقيم مجتمعا إسلاميا قائما على المحبة والتراحم بين الناس، مجتمعا قويا في مواجهة أعدائه.
كما أن من له ثأر لا يكتفي بقتل الجاني فقط، لكنه يتعدى إلى أكثر من شخص. يقتل أبرياء لا حول لهم ولا قوة وليس لهم يد في الموضوع. وقد يكون الثأر على شيء لا يستحق، أو بسبب اختلاف في وجهات النظر. وهناك الكثير من صور الثأر التي تكون بأسباب شخصية أو خاصة لمن لهم الثأر.
وفي محافظتي، شبوة، قد انتشر الثأر بكثرة في الآونة الأخيرة خصوصاً بين أبناء العمومة والإخوة.
ولحل هذه الأزمة علينا أن نتوحد جميعاً في تقديم حلول لهذه الأزمة، مثل نشر الوعي بين الناس وتنبيههم بعاقبة ما قد يكون عليه، والتذكير بالعقوبة في الدنيا والآخرة وجزاء من يقتل نفسا بغير حق. فقد نهانا ديننا الإسلامي عن التعرض للناس بالأذى في أموالهم وأنفسهم وأعراضهم، إلا في إطار الحق الذي شرعه الله لمواجهة الفساد كالقصاص الذي يصدر به حكم من القضاء أو في حالة الدفاع عن النفس أو العرض أو المال. أما القتل بغير حق فهو من الكبائر التي توعد الله عليها بالنار والعذاب الشديد، قال تعالى: «من يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً» الآية 93 من سورة النساء.
وعليك أخي القارئ أن تعلم أن الله لا يحرم أمرا إلا لحكمة. ولنبدأ نحن بأنفسنا وذلك بتربية أبنائنا على تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف الذي يحث على المودة والتراحم والتعاطف بين الناس.
إيمان سعيد احمد
ثاني ثانوي علمي - مدرسة اروى للبنات – عتق
 
الثأر... والتوعية
 الثأر يشكل عائقاً أمام المجتمع والمشاريع التنموية ويؤدي إلى انتشار الظلم والعدوان والبغض بين أفراد المجتمع وينعدم الأمن والاستقرار في المجتمع مما يؤدي إلى تشرد الأطفال والأسرة.
ومن نتائج الثأر على الأسرة والقبائل والمجتمع أنه يؤدي إلى تفرق الأسرة وأيضاً تدهور حالتها المادية والعملية، وقتل رب الأسرة وجعل الأسرة مشتتة. الثأر يخلف الفوضى ويؤدي إلى اضطرابات داخل الأسرة والمجتمع.
ومن أهم الطرق للعمل على التخفيف من الثأر هي توعية أفراد المجتمع بمخاطر الثأر وتشكيل لجان من العلماء والشخصيات الاجتماعية وقيام السلطة المحلية بدورها في معالجة مشكلة الثأر في المجتمع.
وقد قال تعالى: «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان». وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».
نسيبة علي عبد الله
أول ثانوي - مدرسة بلقيس للبنات – عتق.

***
 
 الحروب القبلية وثقافة الضرورة

غازي عبدربه القاضي
 
 
< الثأر (القتل المتبادل) يأتي نتيجة لخلاف قد يظهر في أي مكان.
 وكثيراً ما تحصل الخلافات، لكن حيث تكون هناك سلطة للدولة يطوق أي خلاف في حدوده الضيقة، بعكس أي خلاف ينشأ في مناطق قبلية، تسد منافذ الحلول ويحكم السلاح، لغياب الآليات الفاعلة في حل الخلافات حيث كان العرف القبلي مرجعية ملزمة تحكم في الخلافات ولكن مع المؤثرات المحيطة بالقبيلة فقد العرف كثيراً من سلطته على أفراد القبيلة في ظل سلبية الأجهزة المعنية في السلطة.
< غالبية المناطق القبلية لايزال الثأر كثقافة يمثل حضوراً قوياً فيها حتى في تنشئة الطفل الذي يعد نتاجاً لبيئته وقد لا يثير البعض أن حلم طفل في العاشرة من العمر هو أن يحمل السلاح ويستخدمه وقد تسمع طفلاً آخر يقول أنه سوف يقاتل مع قبيلته ويقتل أعداءها، فالمجتمع القبلي يعيش معظم أيام العام في توتر دائم والقضاء على ظاهرة كظاهرة الثأر لن يأتي بسهولة ونحن بحاجة إلى توجه رسمي حقيقي وجهد شعبي مساعد.
< كيف يمكن أن نفتح نوافذ الحلول السلمية للخلافات التي تنشأ متسببة في الثأر؟ كيف يمكن إقناع السلطة القادرة على ضبط المعتدي وحماية الضحية، فلا يمكننا أن نحارب ظاهرة الثأر في حين الخلافات القبلية خارج السيطرة.
< لأن المحارب يرى في حربه ضرورة لوجوده وبقائه وكثير من الحروب تسعى لغرض هيمنة طرف على آخر، بينما أجهزة الدولة غير معنية بخلافات القبائل وقتلاهم وقتالهم.
< كثير من أبناء القبائل يعربون عن استعدادهم للتجاوب مع أي جهود ترعاها الدولة ويرون أن لدى الدولة القدرة على نشر السلم في مناطق إذا ما توافرت الرغبة الرسمية، فالدولة يمكن لها أن تحفظ للطرفين ماء الوجه حيث لا غالب ولا مغلوب وفق ما يفرضه النظام والقانون.
< الدولة هي من عليه زرع ثقافة الاحتكام للقانون والقضاء والعرف. الدولة هي القادرة على خلق ثقافة جديدة في المجتمع القبلي من خلال تشجيع التعليم وإتاحة الفرصة لأبناء القبائل للخروج من محيطهم الاجتماعي إلى محيط أوسع كإتاحة الفرص أمامهم للعمل في المركز والاستقرار في المدينة وفتح أبواب الوظائف الحكومية الموصدة أمامهم وهناك المئات منهم على الأقل يستحقون ذلك كما يمكن الإسهام في رفع مستوى وعي شباب القبيلة عن طريق زيادة عدد المنح الدراسية لأبناء تلك المناطق للدراسة في الخارج وزيادة عدد المنح الداخلية لتشجيع الطلاب على الاحتكاك بأبناء المناطق المختلفة وتنمية قدراتهم العلمية والثقافية. كما أن المناطق القبلية بحاجة إلى جهود لا يمكن لجهات غير حكومية القيام بها تستهدف مكافحة الفقر كبرامج مشروع تنمية الصناعات والمشاريع الصغيرة الذي يطلب شروطاً تعجيزية من أبناء محافظات مثل مأرب كضمانة لقروضه (رهن ذهب).
< إن أبناء المناطق القبلية بحاجة إلى خلق بيئة وثقافة تستطيع تنمية القدرات الإيجابية لدى أفراد القبيلة. فظاهرة الثأر يمكن لها أن تتلاشى تدريجياً لو وجدت استراتيجية تهدف لوضع حد لهذه الظاهرة ولو بحثنا عن الجهود الرسمية للقضاء على الثأر، فلن نجد إلا النزر اليسير أهمه صلح قبلي لمدة عامين فرضه الرئيس في مأرب عام 2004، التزمت به أغلب القبائل ولم ترتكب فيه إلا خروقات محدودة. والخطوة الثانية كانت بسعي الحكومة لتشكيل لجنة لمكافحة الثأر وتلك الخطوة لم تتجاوز أحاديث موسمية في وسائل الإعلام.
< إن أي جهود حكومية لابد أن تتوافر لها أسباب عدة أولها النية ثم الرؤية والاستعداد لتحمل كل الأعباء المالية اللازمة لتصفية الحسابات القبلية وفرض سلطة النظام والقانون والكف عن استغلال الحروب والثارات لأغراض سياسية وأمنية.

***

في لقاء جمعهم بالشيخ حميد الأحمر:
مشائخ وأبناء حبور ظليمة يقررون تشكيل لجان لحل مشاكل وقضايا الثأر في المنطقة
 
يواصل الشيخ حميد بن عبدالله الأحمر عضو مجلس النواب مساعيه لحل قضايا الثار بين القبائل اليمنية. والجمعة الماضية أكد خلال لقائه بمشائخ واعيان ووجهاء ومسئولي وأعضاء المجالس المحلية بمديرية حبور ظليمة بمحافظة عمران,على أهمية إيجاد حلول ناجعة للمشاكل والثارات التي تحدث في القبيلة، مشددا على الدور الذي يضطلع به مشائخ ووجهاء واعيان وأبناء القبيلة في تجاوزها,ودعا إلى ضرورة تكاتف الجميع وتعاونهم لوضع حد لقضايا الثأر سواءً كانت داخل القبيلة أو خارجها, مبدياً استعداده لتقديم كافة التسهيلات اللازمة للخروج بمعالجات جذرية لقضايا ومشاكل المنطقة.
وأعرب المشائخ والأعيان عن بالغ تقديرهم للجهود التي يبذلها الشيخ حميد لحل قضايا القبيلة وتكفله بنفقات تسيير عمل اللجان المشكلة لإصلاح ذات البين, مؤكدين التفافهم وتأييدهم للقرارات التي سيخرج بها الاجتماع.
في اللقاء تم الاتفاق على تشكيل لجان خاصة تبحث في أسباب مشاكل وقضايا الثار, وكيفية حلها, والسعي لإصلاح ذات البين وحل مشاكل القبيلة الداخلية ومع غيرها من القبائل الأخرى.
يذكر أن الشيخ حميد أعلن عن تشكيل لجنة خاصة بقضايا الثأر بين القبائل اليمنية عقب وفاة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر -رحمه الله- أواخر العام الماضي، حيث تم الإعلان عن صلح عام لمدة سنة يتم خلالها التوصل لحل النزاعات والثأرات بين مختلف القبائل.