قال إن استخدام الفتاوى لن يؤثر على الحراك الجنوبي.. العميد السعدي: السلطة تتحمل مسؤولية دفع الجنوبيين إلى خيارات أخرى

قال إن استخدام الفتاوى لن يؤثر على الحراك الجنوبي.. العميد السعدي: السلطة تتحمل مسؤولية دفع الجنوبيين إلى خيارات أخرى

حذر العميد علي السعدي القيادي في مجلس التنسيق الأعلى لجمعيات المتقاعدين الأمنيين والعسكريين من نتائج قمع الحراك السلمي في الجنوب ودفعه نحو خيارات أخرى.
وإذ شدَّد على تمسك الفعاليات والهيئات الجنوبية بالخيار السلمي وإصرارها عليه، حمل السلطة مسؤولية دفع الأمور نحو الانفجار المسلح.
وقال في تصريح لـ«النداء» إن السلطة تريد إسكات الصوت الجنوبي بالقوة، وذلك من شأنه أن يدفع الناس إلى التفكير بخيارات أخرى.
واتخذت السلطات إجراءات استباقية في عدن صباح الاثنين لمنع المواطنين من المشاركة في اعتصام بساحة الهاشمي في ذكرى 7 يوليو 94. وصف السعدي تلك الاجراءات بالوحشية، وقال إن الأجهزة الأمنية اعتقلت دون تمييز المتواجدين أو الوافدين إلى الشيخ عثمان، كأن لديها قراراً مسبقاً بفرزهم لاحقاً في المعتقلات. لافتاً إلى أن ما حصل من قمع للفعالية غير مسبوق منذ بدء الفعاليات الاحتجاجية قبل أكثر من عام. وعزا ذلك إلى عدم رغبة السلطة في إظهار إفرازات حرب 1994 التي حولت الجنوب إلى «فيد»، وهمشت أبناءه.
وقلَّل السعدي من أهمية إعلان الحكومة إلغاء أية مظاهر احتفالات بانتصار 7 يوليو. ورأى أن الإلغاء يندرج ضمن قرارات بإلغاء احتفالات في مناسبات أخرى، مضيفاً بأن السلطة ماتزال تتعامل مع 7 يوليو باعتباره يوم النصر، مشيراً إلى تصريحات مسؤولين في الدولة تمجِّد هذا النصر «الذي هو في الحقيقة يوم انتصار الجمهورية العربية اليمنية على الجنوب».
وبشأن ما ورد في مقال لحيدر أبو بكر العطاس نشرته صحيفة «الوسط» الأربعاء الماضي من تحذير لطرفي المعارضة في المشترك والحراك الجنوبي من مخطط للسلطة يقوم على المضاربة بينهما، شدَّد على أن « لا أحد يحاور باسم الجنوب إلا أبناء الجنوب».
وزاد: لن ينفع نظام صنعاء إذا حاول تحجيم القضية الجنوبية عبر اختيار من يشاء لتمثيل الجنوب، أحزاباً أو شخصيات».
وبخصوص ما يتردد عن توظيف السلطة لجماعات دينية للتحرك في المحافظات الجنوبية ضد الحراك الجنوبي، قال: «الوحدة لا يصونها إلا الحق والعدل، ولن يحمي الوحدة الأدعياء الذين يصفون أنفسهم بالعلماء والدعاة، ولا جبروت القوة العسكرية».
وأضاف: «الإسلام دين سماحة وتآخٍ، وليس موضوعاً للمتاجرة، وهؤلاء الذين يصدرون فتاوى يسيئون للإسلام». وتابع: «حتى وإن تم الدفع بهؤلاء للتحريض ضد الحراك الجنوبي فإنهم لن يؤثروا، لأن الناس ليسوا أغبياء».
وبشأن التعديلات الدستورية التي اقترحها الرئيس علي عبدالله صالح، أكد على أن الترقيع والمناورات المسرحية «لن تثنينا عن موقفنا، ونحن لسنا معنيين بها».
السعدي رحب بموقف الحزب الاشتراكي الذي يشترط إطلاق سراح المعتقلين الجنوبيين قبل العودة إلى الحوار مع السلطة، ووصفه بالموقف الإيجابي، لكنه نبه إلى أن للأحزاب أجندة سياسية خاصة بها، «ونحن لا ندعي الوصاية على أحد».