هي فقرة «يا ضاك»!

هي فقرة «يا ضاك»! - فكري قاسم

> كان بوسعهم أن ينتظروا ثلاثة شهور-فقط- فترة الاستئناف، ومن ثم يأخذون «عبدالكريم الخيواني» إلى السجن دون الحاجة لتلطيخ سمعة القضاء.
> ودون الحاجة، أيضاً، لتحوير منطوق الحكم وإضافة فقرة، لعل واضعها لم يكن يعرف جيداً أنها فقرة «فصعت» العمود الفقري لهيبة التقاضي، وأنها (الفقرة 17) حشرت العدالة في خانة الخصومة والانتقام من صحفي، كل ذنبه أنه -فقط- مجرد صحفي.
> عليك المخرج يا الله.. إلى أين تقودنا هذه الظروف «المحنة»؟ وهل نستحق من بلادنا كل هذا العناء وكل هذا الشقاء؟
> صرنا نحن الصحافيين، خصوصاً المعارضين، الهدف الأول، وكأننا منبع كل شر، وكأننا الجريمة التي ينبغي مكافحتها -تماماً- وتأديب عناصرها واحداً بعد الآخر.
والحمدلله.. سلطة «ديمقراطية» كهذه، لا تعدم وسيلة لإنهاكنا وتجويعنا ومرمطة أهالي أهلنا بين المحاكم والسجون.
> ومش هكذا وبس.. هناك الآن مصفوفة لـ«قانون العقوبات». «الله ما أشعفُه».
هذا القانون طُهي جيداً لجرنا إلى وحلٍ من الجرائم، ومن التهم التي يمكن، وبكل بساطة، تكييفها ضد أي شخص مُش عاجبهم.
خيرة الله أحسن من كل خيرة.
> لا بأس، وبالرغم من كل ذلك، علينا أن نتفاءل بأن القضاء ليس خصماً لأحد.
علينا لكي نتفاءل -ولو بالغصب- ألاَّ نحفر عميقاً كي لا نرى ما هو مروع!
سيظل القضاء هو وجهتنا الأولى، وستظل مسألة تحوير منطوق الحكم ضد الزميل الخيواني واحدة من شنائع الأمور التي لا ينبغي لعاقل أن يعتبرها مزحة.
هناك ألف طريقة يمكن عبرها أن يتم تصفية حسابات السياسة (ملعون أبو السياسة اللي جعثت كل شيء في هذا البلد) لكن خَلَّوا القضاء هو الخصم الشريف.
ليس من أجل فُلان أو زعطان، إنما من أجل حاجة اسمها اليمن.
fekry