سكين تنثر أحشاء «عزيزة» في ساحة العدالة

سكين تنثر أحشاء «عزيزة» في ساحة العدالة

- «النداء» -  خاص:
لن يكون بمقدور أحد منا تخيل الجريمة التي حدثت ظهيرة أمس في سلالم مبنى محكمة شرق محافظة تعز، حين كانت عزيزة محمد (45 عاماً) تصعد تلك السلالم كعادتها بأمان.
هي لا تعلم أن ثمة قدراً مختبئاً لها هناك، في المحكمة، ويحمل سلاحاً أبيض (سكين).
الجاني (ه. ش) وهو رجل في العقد الخامس من عمره لم يبذل جهداً كبيراً، هو حرص على حدّ سكينة جيداً، وبحركة واحدة كانت عزيزة تشاهد أحشائها أمامها غير مصدقة، أمعنت في التحديق فيها، لامستها بيدها، ثم انهارت وأغمي عليها. كانت طعنة قوية اخترقت بطن عزيزة ومزقت إحدى كليتيها وأحدثت ثقوباً في معدتها.
هي الآن في مستشفى الثورة بتعز تتلقى العلاج في العناية المركزة، بعد أن أجريت لها ثلاث عمليات في بطنها. عبدالملك السياني، مدير عام مستشفى الثورة أكد لـ"النداء" أن حالتها تجاوزت مرحلة الخطورة، وتشهد تحسناً منذ مساء يوم الحادثة (أمس). واصفاً حالتها في البداية بالحرجة، وأضاف أن عزيزة أجريت لها ثلاث عمليات حال وصولها واضطر الفريق الطبي (مكون من ثلاثة أحدهم صيني) استئصال إحدى كليتيها.
الجاني يخضع حالياً للتحقيق في البحث الجنائي في قسم عصيفرة، لم يفر بعد ارتكاب جريمته، ظل مكانه كما أرشد أفراد الأمن على المكان الذي أخفي فيه أداة الجريمة، واعترف في محاضر التحقيقات الأولية بجريمته الذي تطابق مع أقوال الشهود، وأوضح عن نواياه في الإجهاز على عزيزة -تعمل وكيلة شريعة- إذا ما تمكن من الخروج.
وبحسب المصادر فإن الجاني أفاد أثناء التحقيق أن سبب ارتكابه الجريمة لكون عزيزة خانته، موضحاً أنه سبق وأن حرر توكيلاً لها لمتابعة واستلام مبلغ مالي كبير من شخص يدعى اليافعي ويعمل في الإمارات بعد أن حكمت المحكمة له (الجاني) بالمبلغ.
وقال إن موكلته (عزيزة) احتالت عليه وتنازلت عن المبلغ لليافعي في مؤامرة اشترك في تنفيذها شخصان آخران أحدهما يتبوأ منصباً إدارياً في إحدى المؤسسات الحكومية في المحافظة.
وعلمت «النداء» أن ملف القضية سيحال إلي النيابة صباح يومنا هذا الأربعاء.
وفي اتصال هاتفي قال عبدالله نعمان، نقيب المحامين في محافظة تعز لـ«النداء» إن عزيزة ليست عضوة في النقابة واسمها لا يوجد في الكشوفات. وشدد على تمسك النقابة بعدم جوازية مثول من لا يحملون تراخيص مزاولة مهنة المحاماة أمام القضاء.
لكنه أكد أن النقابة ستتابع القضية لمحاكمة الجاني باعتبار الجريمة سابقة خطرة تهدد العاملين في السلك القضائي سواء قضاة أو محاميين، ولكونها جريمة ارتكبت في حق إنسان تواجد في ساحة العدالة.
إلى ذلك اعتبر «فهد الثلايا» رئيس مكتب المحاماة للعون القضائي أن الجريمة لم ترتكب ضد عزيزة فقط بل ضد المجتمع ككل، وقال إن إهمال القضية وعدم إنزال العقوبة الرادعة ضد الجاني ستنعكس على نسبة النساء العاملات وستحد من عددهن.