في كحلان الشرف.. الحوثية كأداة للتخلص من الخصوم

في كحلان الشرف.. الحوثية كأداة للتخلص من الخصوم

- حجة - عبدالواسع محمد
«أنت حوثي» تهمة قاتلة، ضوء أخضر لسفك دم الموصوف، هي بمنزلة حكم قضائي بالموت.
«أنت حوثي» شبح جاثم على مديرية كحلان الشرف -محافظة حجة، حيث تتمركز منذ شهرين حملة عسكرية بعتادها الخفيف والثقيل، بغية اعتقال عشرة مواطنين متهمين ايضاً بالحوثية.
في كحلان الشرف او إحدى قراها، يكفي ان يصفك خصمك بالحوثية كيما يتخلص منك.
قرية «الرحى» شرق المديرية شهدت منذ اسبوعين حادثاً جنائياً لذات السبب، أبقى يحيى الأهنومي (40 عاماً) عشرة أيام على أحد اسرّة مستشفى حرض العام، إثر تلقيه طعنة غائرة في جنبه الأيسر.
الحادثة جاءت بعد شجار نشب مع الجاني، وهو من نفس القرية. بدأ كل واحد منهما يتهم الآخر بالحوثية. لكن الأهنومي لم يكن حينها يحمل جنبيته (خنجره) مثل الجاني الذي نفذ عقوبة التهمة.
الأهنومي ومثله كثيرون هم ضحايا ما يجري من اعتقالات ومطاردات واهانات انسانية من قبل الحملة العسكرية المتمركزة في الضفة الغربية من المديرية، والهادفة إلى تطهير المنطقة من الحوثية: التهمة المقلقة لأبناء كحلان الشرف.
عبدالرحمن الرجوي أحد وجهاء المديرية، قال إن «الحوثية» أصبحت تهمة أخافت الناس حد أن ابناء المنطقة يحاولون إثبات ولاءهم للنظام، بتعليق صورة الرئيس في دواوين المنازل وعلى السيارات.
ويعلق: «إنهم يبالغون في ولائهم» لكنه يعتبر أن ما يحدث حالياً هو نتاج طبيعي لحالة الفتنة التي تشهدها المنطقة (حملة عسكرية واعتقالات طالت عدد من المواطنين والوجهاء).
الرجوي تطرق إلى مسألة البلاغات المقدمة لأجهزة الأمن متهمة مواطنين بالحوثية. هي بلاغات من مواطنين ايضاً لكنها حد الرجوي، زادت حد اتخاذها ذريعة للنيل من خصم معين أو اثبات ولاء بشكل آخر.
وعقب بأن هذه الحالة دفعت الأجهزة الامنية إلى عدم التعاطي مع البلاغات سوى تلك المقدمة من اعضاء المجلس المحلي تحاشياً لأي مقاضاة أغراض شخصية.
هو تفسير لاعتقالات تمت بتلك البلاغات ما جعل محافظ المحافظة في مهرجان خطابي في إحدى المديريات مطلع مارس، يحذر من مغبة استغلال تهمة الحوثية بين المواطنين لتصفية حسابات وخصومات شخصية بينهم.
محمد المصوبع مدير مدرسة «أبو أيوب الأنصاري» في مديرية كحلان الشرف، قال إن كلمة «الحوثية» أو «حوثي» اصبحت ك: «الشبح يتوجس المواطنين من اتهامهم بها». ويشير إلى ما حدث لأستاذ التربية الاسلامية، هلال العميسي، الأسبوع الماضي، حين وجد نفسه وسط سيل من الأسئلة والتهم من الأمن السياسي والأمن العام وإدارة التربية، على خلفية سؤال وجهه لطلابه في اختبار شهري عن أعداء الاسلام وجاءت غالبية الاجابات: «قتال الرئيس مع الحوثيين».
ويضيف «المصوبع» أن تلك اللجان اخذت الاجابة بشكل مقتضب دون الشرح الذي يعكس المعنى، وهو أن الرئيس على حق والحوثيين على باطل.
قد تكون اللجان ربما تسرعت في اتهام مدرس التربية الاسلامية بالحوثية أو برفضه للحرب، لكنها نسيت أن الحرب في صعدة، راسخ في اذهان اولئك الطلاب أنها بين الرئيس- وليس النظام- وبين الحوثيين.
هكذا هو الحال في مديرية كحلان الشرف بمحافظة حجة ومثلها مديريات عدة: أصبح الكثير يعتقد أنه في مأمن طالما انتقد الحوثية، وآخرون استغلوها لتصيفة خصومات وحسابات شخصية.