قتلته النشوة ليلة زفافه - مبخوت علي

قتلته النشوة ليلة زفافه - مبخوت علي

من المرجح أن شبان مديرية المصلوب في محافظة الجوف كانوا يحسدون «ع. ق» الشاب الذي أصبح رمزاً وتلقى عروضاً من فتيات قبيلته للزواج بهن.
لكنهم الآن وبعد مقتله ليلة زفافه منذ شهر يصبون غضبهم واستنكارهم عليه.
«ع. ق» (25 عاماً) إبن قبيلة (...) كان يعيش حياته العادية مع قطيع من الأغنام هي مصدر عيشه واسرته. بيد أن الثأر والبطالة اثقلت حياته من تكرارها اليومي.
الحرب بين قبيلته وقبيلة أخرى، والتي أخذت طابع الثأر، أفسدت كل ما يمكن بناؤه، فأخلت المزارع واتلفت الأرض والزرع، وبقي كل فرد من كلتي القبيلتين يتأهب بسلاحه لاقتناص خصمه. وفي الشهور الماضية قتل 3 أشخاص من ابناء قبيلة «ع. ق» ببنادق القبيلة الخصم.
كان الشاب «ع. ق» جراء ذلك يفقد أحباباً وأصدقاء. أعيان قبيلته أرادوا الثأر لأبنائهم ولكن لم يتمكنوا من ذلك.
فقرر الشاب الخروج من عزلته والتوجه إلى صنعاء مستقلاً سيارة صغيرة. في الطريق تفاجأ بثلاثة رجال من ابناء القبيلة الخصم فلم يتردد بالضغط على زناد بندقيته (آلي) مطلقاً النار عليهم ليموتوا في الحال.
الحادث كان بمثابة نصر عظيم بطله هذا الشاب. لقد حقق ما عجز عن تحقيقه كبار القوم.
وعقب عودته إلى قبيلته تحول إلى قائد ورمز لهم فقدموا الهدايا وجمعوا التبرعات الكثيرة له، حتى الفتيات عرضن عليه أن يتزوج بهن.
وأقيم بهذه المناسبة احتفال كبير، قرر فيه كبار القبيلة تزويج الشاب. كان الشاب يشعر بقوة وزهو دفعه لأن يسلك طريقاً آخر لتعزيز ذلك الشعور. فانضم إلى جماعة من أبناء قبيلته قطاع طرق.
طاب للشاب ذاك السلوك ومردوده اليومي من غنائم ضحاياه وبدا أنه يدمن على ممارسة هذا العمل.
وفي يوم زفافه -قبل شهر- خرج من وسط المدعوين بعد الغداء للبحث عن غنيمة جديدة في طريق ما. كان حينها برفقة اعضاء العصابة، وأرادوا الظفر بسيارة تابعة لمورد قات استوقفوه وطلبوا منه تسليم السيارة وما بحوزته، فرفض، ليباشر الشاب بإطلاق النار عليه فقتله لكن مسلحين آخرين كانوا في السيارة تمكنوا من اصابة الشاب قبل أن يُقتلوا برصاص افراد العصابة، الذين اسعفوا الشاب على متن السيارة المنهوبة. لكن انقلبت بهم السيارة واجهزت على الشاب الأرعن يوم زفافه.
كانوا لا يزالون يمضغون القات ويتساءلون: اين العريس؟ لكنهم وقبل حلول الظلام تفاجأوا بمجموعة تقترب منهم بدت بثياب متسخة وأخرى ممزقة وعلى أكتافهم يحملون جثة ملفوفة ببطانية. كانت تلك جثة العريس الشاب، وتحولت نظرة أفراد القبيلة إلى غضب واستنكار لما قام به «ع. ق» من سلب وقطع للطريق.