أيركس: خروقات الحكومة في 2005 أدى إلى تراجع حرية الصحافة

أيركس: خروقات الحكومة في 2005 أدى إلى تراجع حرية الصحافة

- مراكش - النداء:
انتقدت نقابة الصحفيين نتائج "مؤشرات استدامة الإعلام" التي صدرت عن منظمة ايركس الدولية بشأن اليمن، في سياق تقرير عن العالم العربي.
واتفق سعيد ثابت، وكيل أول النقابة، وحافظ البكاري، الأمين العام للنقابة المشاركين مع صحفيين يمنيين في مؤتمر المنظمة عن المؤشرات في مراكش المغربية، اتفقا على "أن خطأ منهجيا" أوصل لهذه النتائج التي جاءت بها اليمن في مرتبة متأخرة قبل "العراق، سوريا، ليبيا"، فيما حلت قطر الأولى، وسبقت السعودية كل من مصر، والبحرين، الجزائر. وجاءت لبنان الرابعة بعد قطر، الكويت الأردن.
مؤشرات الاستدامة 2005م, الذي أعلنته المنظمة ومقرها واشنطن، تضمن معطيات حول خمسة أهداف، الأول: "حرية الكلام وتضمن أسئلة عن التقاليد الاجتماعية والقانونية التي تحمي وتشجع حرية الكلام وسهولة الوصول إلى البيانات العامة". والثاني "مهنية الصحافة وتضمن أسئلة عن وفاء الصحافة بمعايير الجودة"، فيما استهدف الهدف الثالث الإجابة عن أسئلة حول "تعددية مصادر الأخبار الموثوقة والموضوعية". وتضمن الهدف الرابع "إدارة الأعمالـ" البحث حول "إدارة الوسائط الإعلامية المستقلة وإن كانت تجارية جيدة تسمح بالاستقلالية التحريرية". والهدف الخامس والأخير "المؤسسات الداعمة"، بحث عن وجود "مؤسسات ونقابات ومنظمات تعمل لحماية وخدمة مصالح الإعلاميين".
وباستثناء قطر، الكويت، الأردن، لبنان، فلسطين، المغرب، السعودية، والتي قالت المؤشرات إن إعلامها "مقارب للاستدامة"، فإن إعلام كل الدول العربية "غير قابل للاستدامة" حسب القواعد التي تديره وتؤثر فيه في الوقت الراهن.
وانتقد مشاركون في المؤتمر من خارج الدول العربية أن تمنح مؤشرات "حرية الكلام" و"المؤسسات الداعمة" قطر المرتبة الأولى وهي لم تمنح الصحفيين ترخيصا لإنشاء أي جمعية أو نقابة لهم حتى الآن.
وقال البكاري إن "المؤشرات" التي وضعها عن اليمن "صحفيون متخصصون ومهنيون"، أجاب عن أسئلتها بشأن الدول الأخرى وبخاصة دول المحيط الإقليمي لليمن "موظفون إداريون".
وطالب البكاري "ايركس والمنظمات الدولية التي تبحث في مؤشرات التقييم" أن تعتمد "البحث الميداني للوصول إلى نتائج أقرب للواقع".
ثابت قال للمؤتمرين إنه "مذهول من نتائج المؤشرات"، وقال: "هناك دول عربية لاتستطيع فيها أن تقول أي جملة ضد السياسات الرسمية مهما خالفت الدساتير والقوانين، ومع ذلك حصلت على مؤشرات متقدمة في حرية الكلام".
وأختتم أمس في مراكش المغربية مؤتمر "قابلية الإعلام للاستمرار"في العالم العربي"، بمشاركة واسعة من إعلاميين عرب ومهتمين من خارج المنطقة العربية بتنظيم من أيركس ودعم من الوكالة الأميركية للتعاون، ومبادرة الشرق الأوسط.
ويعد المؤتمر هو الأول من نوعه الذي يناقش وضع وسائل الإعلام العربية وعلاقتها بالقطاعات المعنية "الرأي العام، الإعلان، المؤسسات السياسية، النقابات، والعلاقات بين العاملين في مؤسسات الإعلام" وبحضور معنيين من مختلف الدول العربية عدا العراق.
وقد نفذت الدراسة عن تطوّر الصّحافة والإعلام في المنطقة في إطار مشروع تدعمه مبادرة الشّراكة مع الشّرق الأوسط.
وحسب النتائج فإن حرّية الصّحافة في العالم العربي مراقبة ذاتيا إضافة إلى عديد القوانين الّتي تضمن حرّية التّعبير، لكنّها غير منفّذة على أرض الواقع.
وقدم التّقرير المراتب الخاصة بكلّ دولة في الشّرق الأوسط وشمال افريقيا وذلك بتحليل حرّية التّعبير وتنوّع وسائل الإعلام المتوافّرة للمواطنين و بدراسة مواصفات المهنة الصّحفيّة والمهارات الإداريّة لوسائل الإعلام والمؤسّسات الدّاعمة والمشرفة على الإعلام.
هيئة التقرير عن اليمن قالت إنها رأت أن المهنية الصحفية في اليمن قد "تآكلت خلال العام 2005 بسبب ازدياد الرقابة على الذات والخوف من التهديد والعنف، خاصة مع قلة ثقة الصحفيين في القضاء الذي اصدر أحكاما بالسجن على عدة صحفيين".
وأعادت الهيئة التذكير بأن عام 2005 كان من "أكثر أعوام التوتر السياسي في تاريخ اليمن الحديث"، وان سبب ذلك هو "القتال بين أتباع أحد الأئمة"و الحكومة التي اعتبرت "حركة التمرد تهديدا لاستقرار البلاد ككلـ". و"تحول المظاهرات المعترضة على الارتفاع المفاجئ لأسعار الوقود إلى تظاهرات عنيفة في عدة مدن" وماسببه كل ذلك من "تباطؤ النمو الاقتصادي".
ووصفت هيئة التقرير أن الحكومة اليمنية ردت خلال عام 2005 على ارتفاع النقد لها بطريقة "تتعارض مع التعهدات الرسمية للمجتمع الدولي بدعم الديمقراطية والسماح بمساحات أكبر من الحرية".
وعددت المنظمة الانتهاكات في ذلك العام قائلة إن ذلك أدى إلى "تراجع كبير لحرية الصحافة في البلاد التي كانت تعتبر في يوم ما قاعدة أمامية للديمقراطية في جنوب شبه الجزيرة العربية".
معدو التقرير قالوا إنه وبفضل تمويلات من مبادرة الشّراكة مع الشّرق الأوسط والوكالة الأميركية للتّنمية الدّولية والمنظّمة الأممية للتّربية والثّقافة والإعلام "اليونسكو"، يمثل "التّقرير وسيلة هامّة للصّحافيين والإعلاميّين وأصحاب القرار السّياسي والباحثين وكلّ النّشطاء المعنيّين بتطوّر الإعلام ودوره في الإصلاح الدّيمقراطي والاقتصادي. وأشرف على هذه الدّراسة مجموعة من الخبراء في ميدان الإعلام في الدّول الثّماني عشرة الموجودة بمنطقة مينا (الشّرق الأوسط وشمال إفريقيا).
وحسب ما جاء في مقدّمة التّقرير، فإنّ العديد من نقاط الضّعف برزت في هذا الشّأن وخاصّة فيما يتعلّق بالحماية القانونية لحرّية الصّحافة على أرض الواقع وظاهرة الرّقابة الذّاتية، والتي لا تهمّ دول المنطفة فحسب، بل وأيضا دول أخرى في مختلف بقاع العالم حيث يشهد قطاع الإعلام تغيّرات جذريّة.
والمكتب الدّولي للبحوث والتّبادل (أيركس) الّذي أشرف على إعداد هذه الدّراسة يمثّل منظمة دوليّة غير ربحيّة تعمل على صياغة وتنفيذ برامج ريادية ومستحدثة لتحسين جودة التّعليم وتعزيز حرّية الصّحافة، ودعم نشأة مجتمعات مدنيّة متنوّعة.
 
 

.. وتقرير لـ«صحفيات بلاقيود» يؤكد زيادة  حالات الانتهاك خلال 2006
 
 
أكدت منظمة «صحفيات بلا قيود» بأن العام 2006 شهد حالات انتهاك أزيد وأوسع من العام الذي سبقه. التقرير السنوي الثاني للمنظمة عن الحريات الصحفية في اليمن لعام 2006 رصد 67 واقعة انتهاك طالت صحفيين وصحفاً و مراسلين لوسائل اعلام خارجية من مختلف المؤسسات والاتجاهات السياسية، وبينهم صحفيون يعملون في مؤسسات اعلام عامة.
وعزا التقرير الذي صدر الاسبوع الماضي، اتساع نطاق الانتهاكات إلى تورط شخصيات رفيعة في الدولة في التحريض ضد الصحافة المعارضة والمستقلة. ولفت إلى اعتداءات وانتهاكات استهدفت الصحفيين قد تكون عفوية وحدثت بفعل تأثير التحريض الرسمي ضد الصحفيين.
ولاحظت المنظمة التي ترأسها الزميلة توكل كرمان، ان السلطة التنفيذية لم تفِ بتعهداتها بملاحقة المتورطين في اعتداءات ضد صحفيين حدثت في العام 2005. ولفتت إلى استمرار تعطيل صحيفة «الشورى» المعارضة عن الصدور منذ عام ونصف.