فلوجة الجوف.. المرازيق وآل صيدة

فلوجة الجوف.. المرازيق وآل صيدة

الجوف - مبخوت محمد
لم ينقشع الغبار عن آخر مواجهة تمت قبل اسبوعين بين قبيلتين (أبناء عمومة) من قبائل دهم الجوف وهما: «آل صيدة» و«المرازيق»، من مديريتي حب وشعف.
الحرب المسعورة بداياتها كانت بسيطة ولكن احداثها حيرت الجميع. البداية كانت في رمضان قبل الماضي، في مدينة مأرب حين قام شخص من قبيلة المرازيق وهو يبيع أسلحة ببيع بعض القطع لأحد افراد قبيلة آل صيدة، وكان البيع آجلاً وهو البيع المتبع في المنطقة وخاصة في بيع الأسلحة. وحدث شجار بينهما وحول مبلغ لا يتحاوز 2500 ريال، نتج عنه مواجهة في مجمع مأرب بالقرب من إدارة أمن المحافظة، وتبادل الطرفان إطلاق النار وحدث ان سقط ثلاثة أفراد من قبيلة المرازيق وآخر من قبيلة آل صيدة وإصابة آخرين بجروح متفرقة.
لم يتمكن الوجهاء في محافظة مأرب والجوف من ايجاد تسوية، و بقيت الأمور بين الشد والجذب. وبعد حوالى عام من بداية الحادثة نصبت قبيلة المرازيق كميناً بالقرب من إحدى النقاط العسكرية في منطقة السلمان من مديرية الحزم وقتلوا اثنين من آل صيدة. وفي نفس الليلة (يوم الخميس الاسود، كما يطلق عليه في الجوف) قام آل صيدة بحشد حوالي عشر سيارات محملة بالرجال والسلاح لمهاجمة المرازيق. ومع غروب الشمس هاجموهم من منطقة صحراوية مفتوحة، فحدثت المجزرة الكبرى، وسقط فيها ستة وخمسون بين قتيل وجريح، وتداعى بعض القبائل المجاورة (بني نوف وهمدان) لفك النزاع وإنقاذ من تبقى من البشر ورجعت السيارات محملة بجثث الأموات وكانت النتيجة مقتل 27 من آل صيدة وسقوط 8 قتلى و16 جريحاً من المرازيق.
الجهات الأمنية لا تبعد كثيراً عن موقع الحدث ولكن التقاعس أدى إلى مزيد من الضحايا. وأمن الجوف يلقي باللوم على أمن مأرب.
 بذلت مساع لعقد هدنة، وصدرت توجيهات رئاسية بنقل مشائخ القبيلتين إلى صنعاء بعد لقاء مع مدير أمن الجوف والمحافظ, وتم احتجاز المشائخ في صنعاء وبرم صلح لمدة عام. ولكن العام انتهى قبل ثلاثة أشهر فتجددت المعارك لتسفر عن سقوط اثنين من المرازيق.
انتهت جهود الوساطات ويبقى الأمل بحل جذري للقضية التي وصفتها وسائل الإعلام العربية ب «فلوجة الجوف».