غسيل.. أربع سنوات من الحبس «المجاني»! أم السجين محمد شايع تشكو تبديد شبابه

تجر كومة أحزان، وتكفكف دموع القهر على ولدٍ سجين، وآخر «مجنون» وأبيهما المقعد منذ سنوات. ترتاد السجن زائرة «محمد» كل اثنين وخميس بعد أن تعود من جبل اللوز، بني سحام - خولان، إذ تعمل هناك بما يمكن أن يسد حاجات البيت، ونفقات الطريق إلى السجن المركزي بالجراف.
وهناك، التقتها «النداء» وسط طابور الزائرات.
سألناها: من تزورين؟! فأجابت بصوت منخفض ولهجة حنونة: «ولدي محبوس له سبع سنين والنيابة رافضة إطلاقه».
لم يكن ولدها، الشاب، محكوم بالمؤبد من جنوب شرق. فقط «مدة لا تزيد عن ثلاث سنوات»، كما جاء في الحكم الصادر ضده بتهمة «سرقة» عقوبة في الحق العام.
محمد شايع باقٍ على ذمة (400) ألف ريال فقط، «الغريم جاء بنفسه وقال امام القاضي عبدالله الديلمي: اخرجوا بن شايع مافيش عنده لي شيء(!) لكن القاضي أصر على دفع المبلغ!»، وأضافت أن أحد قضاة النيابة هددها قائلاً :«إبنش ما بايخرجش حتى يدفع وإلا يجلس!».
وبعد أسابيع التقتها «النداء» في المكان نفسه وهي خارجة من السجن بُعيد وداعٍ مبكٍ، «قهرني، يا ولدي يبكي في وجهي من الضيق يشتي يخرج، يشتي يخرج، واني ما سوي له؟!» تتساءل هذه الأم في حيرة وتشكو عمر ولدها الذي دخل السجن ب21 والآن يناهز 27 سنة، ثم جاشت غضباً معصوراً بألم شديد وحمَّلتني رسالة مضمونها: «اسألك بالله يا ولدي حاكيهم يخرجوا ابني أني خايفة يجنن بعد أخوه -تقصد إبنها الأكبر فؤاد (مختل عقلياً)، حيث لا يبارح جدران البيت. وأخرجت من جيبها صورة تذكارية تجمع فلذتيها الشقيقين: محمد (السجين) وفؤاد (المختل).
فمتى تتمخض النيابة وتطلق سراحه ليقضي ما عليه من دين، ويساعد أمه المنكوبة في ايجار البيت ويوفر عنها متاهات السفر من شارع تعز إلى سجن الجراف.
هل ينتظر سجّانوه أن تأتي أمه الفقيرة بصرة دراهم وتنثرها بين يدي القاضي الذي سئمت مراجعته كل اسبوع؟! «لو عندي فلوس أو مال أو ذهب بابيعه واخرِّج ولدي بس منين.. منين؟!».