إنشاء أول مشروع لإدارتها في اليمن.. مخلفات (119) مستشفىً ومركزاً صحياً في الأزرقين

- بشرى العنسي
رغم ما للمخلفات الطبية من آثار ضارة على الإنسان والبيئة وخصوصاً الخطرة منها، إلا أنها تعامل كغيرها من المخلفات الأخرى (البلدية) دون أي إحساس بالمسؤولية أو مراعاة لسلامة وصحة الناس وخاصة الذين يتعاملون معها كعمال النظافة.
مخلفات (119) مستشفى ومنشأة صحية في أمانة العاصمة تذهب إلى مقلب الأزرقين -المقلب الوحيد في الأمانة- مثلها مثل المخلفات الاخرى العادية لتختلط مع بعضها، دون معالجة تذكر.
وقد أشار تقرير الوضع البيئي للعام الماضي بأن كمية تلك المخلفات تقدر ب(36158.55) طناً/ عام، يتم التخلص منها في مقلب الازرقين بطريقة غير آمنة، حيث لا توجد محارق مختصة عاملة في مستشفيات الأمانة سوى محرقة مستشفى الثورة العام فقط، تحرق (432) طناً/ سنة، نوع الفرن فيها مربع، غرفة درجة حرارة الإحتراق الرئيسية (500) درجة مئوية، ودرجة حرارة الغرفة الثانوية (1000) درجة مئوية، ولكن، وحسب التقرير ايضاً فإن الاحتراق فيها -محرقة الثورة- غير متحكم به ومن النوع المتقطع وبدون نظام التحكم بتلوث الهواء.
إنشاء أول إدارة مختصة
ومن أجل إيجاد الحلول البيئية الهادفة إلى التخلص الآمن من تلك المخلفات الطبية الخطرة الناجمة عن منشآت الرعاية الصحية في الامانة قامت امانة العاصمة والصندوق الاجتماعي للتنمية بإجراء دراسة المنظومة المتكاملة لإدارة المخلفات الطبية الخطرة وشلمت الدراسة مسحاً ميدانياً ل50 مستشفى ومركزاً صحياً.
وأوضح المسح بأن كافة منشآت الرعاية الصحية في العاصمة يتولد عنها مخلفات يبلغ مجموع وزنها (22) طناً يومياً وتحتوي على مخلفات معدية وخطرة تصل إلى 6 أطنان يومياً وتم عرض الدراسة على مركز الاستشارات البيئية في مصر لـ«Eco com serv»، حيث تم إخراجها بشكل نهائي، كما تم عرضها على الهيئة العامة للبيئة.
وبحسب م/ خالد العبيدي الوكيل المساعد لأمانة العاصمة -قطاع النظافة، فإن المشروع يشمل محرقتين تستوعب كل محرقة 4 أطنان يومياً من المخلفات الطبية. كما اضاف بأنه سيتم وضع وحدات مصفرة داخل كل مستشفى يتم تدريبها بكيفية التعامل مع المخلفات وكيفية فرزها.
وبالنسبة للأعمال المدنية المتمثلة بالمباني فقد وقع العقد في يوليو 2005م وتصل نسبة الإنجاز حالياً إلى (50٪_) وتشمل مكونات النظام الاساسي: الموقع العام مع المباني بمساحة (3600)م2، صالةوحدة لمعالجة المخلفات الخاصة، مخزن وغرفة غسيل وورشة صيانة بالإضافة إلى الادارة والمرافق وكذلك وحدة المعالجة والمعدات الخاصة والمستلزمات الاخرى.
وتبلغ كلفة المشروع -حسب ما قاله لـ«النداء» م. عبدالوهاب المجاهد، رئيس وحدة المياه والبيئة في الصندوق الاجتماعي للتنمية- مليون و200 ألف دولار ساهم الصندوق ب(90٪_) والبقية من أمانة العاصمة. وأوضح المجاهد أن المشروع متكامل بإدارة متكاملة للمخلفات تبدأ من الفرز في المستشفيات لتحديد الانواع الخطيرة ثم جمعها ونقلها بمركبات خاصة من مواقع المعالجة. وتم تقسيم امانة العاصمة إلى اربع مناطق نقل بمنطقة المعالجة ومركبات النقل.
الاعداد للمشروع بدأ منذ ثلاث سنوات. ومن المتوقع أن يتم تشغيله في العام القادم ويهدف إلى توفير تقنية علمية وفنية ملائمة تؤمن حماية البيئة والسلامة العامة وخصوصاً العاملين، بالإضافة إلى توفير برامج التدريب والتوعية البيئية والصحية بهدف رفع القدرات المحلية ورفع الوعي العام للتقليل من المخاطر الصحية الناجمة عن تلك المخلفات.
يعتبر مشروع إدارة المخلفات الطبية الخطرة في صنعاء أول مشروع من نوعه في الجمهورية اليمنية وهو يغطي نطاق الامانة، التي يبلغ عدد سكانها (1.800.000) نسمة. ويقع المشروع في الجزء الجنوبي الشرقي لمقلب الأزرقين, الذي يبعد (16) كم عن مركز المدينة. وفي حال نجاح المشروع فإنه سيتم تنفيذه على المدن الرئيسية الأخرى في اليمن.