تاريخ.. منافسة.. نجومية: دورات الألعاب الآسيوية.. التنين يتربع على عرش الأسياد

تاريخ.. منافسة.. نجومية: دورات الألعاب الآسيوية.. التنين يتربع على عرش الأسياد

- طلال سفيان
تشهد العاصمة القطرية «الدوحة»، مساء الجمعة القادمة، حفل افتتاح دورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة، والتي يشارك فيها نحو 10 آلاف رياضي ورياضية يمثلون 45 دولة آسيوية، لخوض منافسات 39 لعبة، تشتق منها 423 مسابقة رياضية تعد الترمومتر الحقيقي لمستوى الرياضة في القارة الصفراء، التي اتسعت فيها دائرة المشاركة بعد عودة العراق للأولمبياد الآسيوي، ليكتمل عقد الدول الآسيوية في أول بطولة تنظم في شرق آسيا وعلى الأرض العربية، والتي معها ساهمت هذه الألعاب وبشكل فاعل في تطوير الرياضة الآسيوية ودفعها إلى محافل المنافسة العالمية.
 
البذرة الأولى
ترجع بذور ولادة وإنطلاقة الأولمبياد الآسيوي إلى سنوات بعيدة بعد أن شهدت العاصمة الفلبينية «مانيلا» عام 1913 إنطلاق دورة ألعاب الشرق الأقصى التي كانت تنظم فعاليتها كل سنتين، حتى إيقافها قبل تنظيم الدورة الحادية عشرة في طوكيو عام 1936 بسبب مخاطر قيام الحرب العالمية الثانية والتي مع نهاية أحداثها شهدت نيل العديد من الدول الآسيوية للإستقلال عن الاستعمار، كما بدأت اقتصاديات الدول الآسيوية بالنمو، لتزداد بعدها رغبة شعوب هذه الدول بالعمل على تقوية الوشائج فيما بينها والتي انبثقت منها فكرة تنظيم دورة للألعاب الرياضية تجمع الشباب الآسيوي بناءً على مقترح مقدم من «غورو سوندهاي» رئيس اللجنة الأولمبية الهندية في ذلك الوقت، والذي حظي بتأييد رئيس الوزراء الهندي «جواهر لال نهرو»، لتلقى هذه المبادرة ترحيباً قوياً من 13 دولة آسيوية، أسس على اثرها اتحاد الألعاب الآسيوية في نيودلهي 1949 الذي أقر تنظيم الألعاب الآسيوية مرة كل أربعة أعوام، وإناطة شرف تنظيم الدورة الأولى لمدينة نيودلهي عام 1950. غير أن الظروف الاقتصادية وعدم اكتمال المنشآت أجَّل قيام الدورة حتى عام 1951 والتي انطلقت بمشاركة 489 رياضياً ورياضية من (11) دولة آسيوية، تنافسوا للفوز بميداليات (6) ألعاب، هي: كرة القدم، السلة، ألعاب القوى، رفع الأثقال، السباحة, والدراجات. ليستمر تنظيم الألعاب الأولمبية الآسيوية حتى الدورة التاسعة في نيودلهي 1982، والتي على هامشها تأسس المجلس الأولمبي الآسيوي الذي أخذ أمر تنظيم الألعاب على عاتقه بعد انحلال اتحاد الألعاب الآسيوية، الذي انضم أعضاؤه إلى المجلس الجديد برئاسة الشهيد الشيخ «فهد الأحمد الصباح» رئيس اللجنة الأولمبية الكويتية سابقاً.
 
زعامة صفراء
ذكريات التفوق والابداع تدخل في المنافسات كحافز هام يهدف للبحث عن زعامة الرياضة في أكبر قارات العالم، والتي سجل أسطرها المارد الصيني الخارج من القمم منذ أنتزاعه زعامة الرياضة الآسيوية بدءاً من الدورة التاسعة في نيودلهي 1982 حتى الدورة الرابعة عشرة في بوسان 2002 بسيطرة مطلقة، حطم خلالها التنين ا لأصفر الرقم القياسي بعد تربعه على عرش الأسياد الآسيوي بحصده (1843) ميدالية ملونة منها 837 ذهبية و594 فضية و412 برونزية في ست دورات متتالية، حيث لن تكون مهمة التنين الصيني سهلة في الدورة الحالية في ظل ملاحقة شديدة في المنافسة مع الخصم اللدود الساموراي الياباني الذي يسعى جاهداً لاسترداد الزعامة التي ظل يتمسك بها على مدى الدورات الثمان الأولى التي تراجع بعدها نحو الوصيف متشحاً بمجموع (2083) ميدالية ملونة منها 773 ذهبية و700 فضية و634 برونزية، فيما يتطلع الشمشون الكوري الجنوبي الذي يعتلي الخانة الثالثة قائمة الأسياد بتتويج عنقه بإنجاز جديد بعد أن قام منذ الدورة الأولى حتى الأخيرة بجمع (1399) ميدالية منها 482 ذهبية و 419 فضية و498 برونزية.
 
العرب.. وإنجاز العنابي
(51) ذهبية و (63) فضية و(104) برونزيات، هي حصيلة العرب في دورات الألعاب الآسيوية الثمان التي شاركوا فيها منذ الدورة السابعة في طهران 1974 التي كانت اول دورة ألعاب آسيوية يشارك فيها العرب، حتى الدورة الرابعة عشرة في بوسان 2002، والتي كان فيها الرياضيون القطريون اصحاب الكم الأكبر والحصة الأوفر من عدد الميداليات، التي تبوأت قطر بفضلها قمة ترتيب الدول العربية بإنجاز (46) ميدالية منها: 14 ذهبية و 11 فضية و21 برونزية وضعتها في المركز 16 في قائمة الترتيب، تليها الكويت في المركز (19) برصيد (49) ميدالية منها: 10 ذهبيات و13 فضية و26 برونزية. وتأتي السعودية في المركز 22 آسيوياً باحرازها 21 ميدالية منها: 8 ذهبيات و5 فضيات و8 برونزيات. فيما تقبع اليمن وفلسطين في مؤخرة القائمة الآسيوية في الترتيب: 40 و41 على التوالي بعد أن أكتفت الدولتان بالحصول على ميدالية برونزية واحدة لكل منهما في تاريخ مشاركتهما في الألعاب الآسيوية.

سباء. رهان يتيم..
يقتصر الرهان اليمني في أولمبياد ألعاب الدوحة 2006 على المشاركة في ست ألعاب فردية هي: التايكواندو، الكاراتيه، الجودو، الكونغ فو، ألعاب القوى، وكرة الطاولة، بعد أن فرضت قتامة انسحاب المنتخب الأولمبي لكرة القدم من المشاركة في الدورة الحالية هروباً من فضيحة كارثية كانت ربما تتربص بهذه اللعبة الشعبية الجماعية التي مثلت أول حضور يمني في المحفل الآسيوي، إلى جانب السلة والطاولة والمصارعة وألعاب القوى في الدورة التاسعة في نيودلهي 1982 عبر ممثليها الشماليين والجنوبيين الذين توحدوا تحت علم واحد في دورة بكين 1990 بمشاركة مدعمة وحدوياً بسبع ألعاب هي: كرة القدم والطاولة والتايكواندو والكاراتية والجودو والمصارعة وألعاب القوى، حيث مثلت المشاركات اليمنية في دورات الألعاب الآسيوية محطة للتوقيع في دفاتر الحضور كانت نتيجتها محصلة نهائية خجولة للغاية سواءً كان في عهد التشطير أو حتى في عهد الوحدة اليمنية.
 
بصيص من «نور»
شهدت الدورة التاسعة في نيودلهي 1982 أول مشاركة رياضية لشطري اليمن. فيما كانت الدورة العاشرة في سيول 1986 ممثلة بالشطر الشمالي بعد أن حالت أحداث 13 يناير 1986، دون مشاركة جنوبية في هذه الألعاب، نتيجة الحرب الأهلية التي أغرقت البلاد في حمام من دم، التهم الأخضر واليابس رامياً بظلاله القاتمة على رياضة الشطر الجنوبي الذي عاش اياماً سوداء قبل أن ينفض الجنوب غبار الحرب ويتطلع إلى تجسيد دور وحدوي صب في مصلحة رياضيي الشطرين يوم 22 مايو 1990 مثلها ابن مدينة عدن أكرم.. النور البرونزي الذي شق بعصاه أعماق بحر أولمبياد بوسان 2002 واصطاد منه حورية برونزية يتيمه.. طار بها الهدهد إلى سبأ.. عائداً بالخبر اليقين الذي زف غيث قطرة عسل هللت لها الأسارير اليمانية في برميل من خَلٍّ.