الشركات الراعية.. الدجاجة التي تبيض ذهباً للمونديال

- كتب - طلال سفيان:
أصبح واقع الكرة اليوم محكوماً -كغيره- بلغة المال التي سيطرت على كل ركن من أركان هذه اللعبة ذات الشعبية الأولى في العالم. وإذا كان الاتحاد الدولي يدير العديد من البطولات، فإن بطولة كأس العالم لوحدها هي التي تبقيه حياً، إن صح التعبير؛ فهذه البطولة التي تقام كل اربع سنوات، تدر على هذا الاتحاد ما يزيد على ملياري دولار، فقط من بيع حقوق البث ومن الرعاة والمعلنين، ناهيك عن الأرباح التي تأتي من شباك التذاكر.
أصبحت اليوم نهائيات كأس العالم في كرة القدم، البطولة الأبرز التي تجمع أكبر عدد من الرعاة. تاريخياً تعتبر دورة اسبانيا 1982 النقطة الفاصلة في تاريخ الفيفا فيما يخص علاقتها بالشركات الراعية. وكان لرئيس الفيفا السابق «جواو هافيلانج» الفضل في هذا التحول الذي جلب للفيفا عشرات الملايين، وقدر حجم الرعاية التجارية لكأس العالم في اسبانيا 1982 بحوالي 19 مليون دولار جاءت من خلال تسعة رعاة رسميين.
في مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان بلغ عدد الرعاة الرسميين (15) شركة عالمية ساهمت بشكل كبير في زيادة العائدات المادية للفيفا، ويطلق الاتحاد الدولي عليهم وصف «الشركاء الرسميون»، بالإضافة إلى رعاة غير رسميين وهم الذين يدفعون مقابل خدمات إعلانية محدودة ويطلق عليهم وصف «الممولون الرسميون».
وليس غريباً أن تسعى الشركات الكبرى لدى الفيفا من أجل ضمان مكانة لها كراع رسمي للمونديال أو للاتحاد نفسه، فالإحصاءات التي تنشر لا تترك أي خيار أمام كبرى الشركات العالمية غير الإسراع للفوز بنصيب من كعكة الرعاية. وكمثال على هذا.يتوقع ان يصل عدد مشاهدي مونديال المانيا الحالي إلى نحو 28 ملياراً وأكثر، وهذه تعتبر فرصة العمر بالنسبة للشركات الكبرى، ولهذا تشتد المنافسة بينها للفوز بعقد رعاية رسمي للفيفا وللنهائيات. وعلى سبيل المثال فقد ذكرت «ماستركارد» التي وقعت عقد رعاية رسمياً مع الفيفا في مونديال 2002 الماضي، أن مبيعاتها بعد المونديال بأشهر حققت إرتفاعاً مذهلاً في 12 دولة تعتبر من اكبر الاسواق العالمية.
وفي مونديال المانيا الحالي سبق لعدد من الشركات العالمية ان فازت بنصيب من برنامج «15شريكاً» الذي تنظمه الفيفا بالتعاون مع المانيا البلد المضيف للمونديال، ومن هذه الشركات كانت «اديداس» التي مددت عقدها مع الفيفا حتى العام 2013 مقابل 351 مليون دولار وهي الأكبر على الإطلاق بين جميع الرعاة الآخرين، اما باقي الرعاة الاربعة عشر للنهائيات الحالية في المانيا 2006، فهم: فوجي فيلم، وبادفايزر، وافايا، وكوكاكولا، وكونتينانتل، ودوتشرتلكوم، وطيران الإمارات، وياهو وتوشيبا، وفيلبس، وماكدونالدز، وهيونداي، وماستركارد، وجيليت، كما تقوم العديد من اشهر الماركات العالمية بالتطفل على الرعاة الرسميين من خلال عقود رعاية نجوم الكرة العالمية، ومن هؤلاء تبرز اسماء شركتي، نايك، وبيبسي كولا.
كما غابت عن هذ المونديال شركات جنرال موتورز وكانون وسنيكرز، التي قالت ان علامتها التجارية ظلت تراوح مكانها منذ رعايتها لبطولتيْ 1998و2002، وإنها لم تحقق أي أرباح تُذكر.