اصدارات جديدة لمركز دراسات الوحدة العربية

اصدارات جديدة لمركز دراسات الوحدة العربية

* إعداد: وليد مانع
 
دولة الرفاهية الاجتماعية
> صدر، في سبتمبر الماضي، عن مركز دراسات الوحدة العربية، كتاب «دولة الرفاهية الاجتماعية: بحوث ومناقشات الندوة الفكرية التي نظمها المركز بالتعاون مع المعهد السويدي بالاسكندرية»، وهي الندوة التي انعقدت في الفترة بين 28-30 نوفمبر 2005م، في مدينة الاسكندرية، بمشاركة ثلاثين باحثاً من اتجاهات متنوعة.
اعمال الندوة، التي يقدمها المركز في هذا المجلد تعكس رغبة في التصدي لمجموعة المفاهيم التي تستدعي التفسير الدقيق لمسألة «دولة الرفاهية الاجتماعية» في هذه المرحلة التي تمر بها المنطقة العربية، بعد الارهاصات التي مرت بها التجارب التنموية، وبعد التطورات الحاصلة في ظل العولمة، وما أصاب الفكر الاقتصادي من تحولات.
إن التنوع الفكري والمنهجي في تناول «دولة الرفاهية الاجتماعية»، وكذا التعمق في مشكلات الوطن العربي في هذا الميدان، كما والمقارنة بين التجارب المختلفة، ومحاولة رسم الآفاق المستقبلية، كل ذلك أعطى البحوث التي قدمت في الندوة، أهميتها؛ نظراً لحاجتنا الملحة إلى الاطلاع على مختلف التجارب في العالم -لا سيما السويدية- لاستيضاح الكيفية التي تم بها التعامل مع «التحولات الحاصلة في إطار العولمة والتغيير في العلاقات الاقتصادية الدولية»، وكذا كيفية مواءمة كل ذلك مع الاحتياجات والمطالب الوطنية.
يقيناً أن بين دفتي المجلد، وبالتالي في متناول القارئ العربي، دروساً يمكن استخلاصها لتساهم في تعميق الخلقية العلمية والثقافية الهادفة إلى تحقيق الارتقاء المتوازن في الاقتصاد، وبلوغ دولة الرفاهية الاجتماعية، ولتساعد اصحاب  القرار على حسن الاختيار.
 
 
العصر العباسي الأول: دراسة في التاريخ السياسي والإداري والمالي
> حديثاً صدر عن مركز دراسات الوحدة العربية، المجلد الثالث من سلسلة الاعمال الكاملة للمؤرخ العربي الدكتور عبدالعزيز الدوري، حاملاً عنوان «العصر العباسي الأول: دراسة في التاريخ السياسي والإداري والمالي». وكان المجلدان: الأول (مقدمة في تاريخ صدر الاسلام)، والثاني (نشأة علم التاريخ عند العرب) قد صدرا -على التوالي- في يوليو وسبتمبر من العام 2005م.
هذا المجلد يدرس نشوء الدولة العباسية، وظروف انتشار الدعوة إليها، وهي الدعوة التي استمرت حوالى ثلث قرن، لتضم في صفوفها كل خصوم الأمويين ومن ضاق بدولتهم وبحكمهم ذرعاً؛ ولتترك (هذه الدعوة) آثاراً مهمة في نفوس المسلمين من غير العرب، لا سيما الفرس.
ويرى الدكتور الدوري أن مزيداً من فهم هذه الدعوة يستلزم دراسة أوضاع مناطق وأقاليم انتشارها، من الناحيتين المالية والاجتماعية، كما يستلزم دراسة ظروف نشوئها، وأساليبها، والمبادئ التي بشرت بها؛ فالدعوة العباسية الأولى مثلاً «انتشرت بين الموالي (المسلمين من غير العرب) في العراق وخراسان، إذ أسرعوا إليها رغبة في التخلص من اوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية السيئة. كما انضم بعضهم لتحقيق آراء كانوا يدينون بها».
 
 
السودان على مفترق الطرق بعد الحرب.. قبل الاسلام
> ضمن سلسلة كتب المستقبل العربي التي يصدرها مركز دراسات الوحدة العربية، صدر في سبتمبر الماضي، الكتاب رقم (50)، حاملاً عنوان «السودان على مفترق الطرق بعد الحرب.. قبل السلام».
يتضمن الكتاب بحوثاً تتناول حزمة القضايا المعبرة عن واقع السودان الراهن، في محاولة «لرسم الطريق بين قلب السودان ورمز سيادته: الخرطوم، وأطرافه الممتدة من كردفان ودارفور إلى أعماق الجنوب عند حدود جبال الأماتونغ. إن تلك الجغرافيا المذهلة التي تمثل واحداً من أكثر بلدان العالم التي تمتزج فيها المناخات الصحراوية وشبه الصحراوية في الشمال بمناطق السانا الشاسعة والتربة الطينية  الخصبة والسدود في أعالي النيل، والمناخ الاستوائي الرطب في أقصى الجنوب، هي في الواقع  تعبيرات ثقافية اسهمت بشكل وآخر في كل الأحداث التي عبرت عن تمزق السودان ووحدته في آن واحد.
ومن هنا، فإن هذه البحوث شملت موضوعات معبرة  عن مسعى الطموح لبناء السلام الوطني المجسد لوحدة السودان، وتقدمه، ومعالجة تداعيات قضية الجنوب وأزمة، والتصدي لسياسات التدخل الخارجي، وفي مقدمتها المخططات الأمريكية لإثارة النزاعات الداخلية، ومواجهة التحالفات الإقليمية من داخل القارة الأفريقية، لانتزاع أدوار على مائدة القضية السودانية، وصولاً إلى تناول  موضوع الثروة، والتنمية، و المحور الاقتصادي والاجتماعي، وتأثيره في مسيرة السودان ووحدته واستقلاله وتقدمه.
كل تلك الموضوعات تلتقي على قاعدة جامعة  تقود إلىالتعريف وإشاعة الحقائق حول قضية السودان من جوانبها المختلفة، فالأرض العربية التي أرسل إليها نيرون قبل عشرين قرناً أولى بعثات الاستعمار، طمعاً في الثروات والنفوذ، تواجه اليوم عصر النيرون الأمريكي وأطماعه في الهيمنة، وتقاوم، كما عُرفت بذلك عبر تاريخها، من أجل ذات الثوابت، وفي سبيل حريتها وكرامتها».