اختارته لجنة دولية ضمن أربعة صحفيين شجعان في العالم.. جمال عامر: الجائزة انتصار لكل زملائي الذين تعرضوا لاعتداءات

اختارته لجنة دولية ضمن أربعة صحفيين شجعان في العالم.. جمال عامر: الجائزة انتصار لكل زملائي الذين تعرضوا لاعتداءات

احتفت الأسرة الصحفية في اليمن بحصول الزميل جمال أحمد عامر رئيس تحرير «الوسط» المستقلة، بجائزة لجنة حماية الصحفيين الدولية لعام 2006.
واختارت اللجنة اربعة صحفيين في العالم، لجائزة الصحفيين الشجعان. وإلى جمال عامر اختيرت الشهيدة أطوار بهجت مراسلة فضائية العربية، فضلاً عن صحفيين آخرين.
وتتمتع لجنة حماية الصحفيين بمصداقية عالية، وتعد المنظمة الأبرز في الدفاع عن الصحفيين في مختلف أرجاء العالم. وكان وفد رفيع من المنظمة، التي تتخذ من نيويورك مقراً لها، زار اليمن الخريف الماضي، والتقى عدداً من الصحفيين الذين تعرضوا لانتهاكات جسيمة من قبل جهات رسمية أو من أطراف يُعتقد أن لها صلة بنافذين في الحكومة.
ووصف بيان اللجنة الأربعاء الماضي، جمال عامر بالصحفي الشجاع الذي واجه أخطاراً بسبب قيامه بنشر تحقيقات تفضح الفساد.
وتكرم اللجنة جمال عامر في 21 نوفمبر في حفل بمدينة نيويورك يحضره ألف شخص بينهم صحفيون وحقوقيون وناشطو مجتمع مدني. ويشمل برنامج التكريم لقاءات مع صحفيين بارزين وسياسيين في واشنطن ونيويورك.
ورأى جمال عامر في الجائزة رسالة مؤازرة مؤثرة لكل صحفي حر في اليمن. معتبراً التكريم انتصاراً للصحافة اليمنية «وبخاصة لزملائي وزميلاتي الذين تعرضوا خلال الأعوام الأخيرة لانتهاكات واعتداءات من جهات عدة». كما حيَّا ذكرى الشهيدة أطوار بهجت التي قدمت روحها في سبيل الحقيقة ، وقضت وهي تنقل للعالم معاناة الشعب العراقي.
وتعرض جمال لاعتداء مروِّع في اغسطس 2005، من قبل مجهولين استخدموا سيارة تحمل لوحة «حرس جمهوري» في اختطافه من أمام سكنه. واقتاده الخاطفون إلى أماكن خارج العاصمة ومارسوا بحقه شتى أنواع التنكيل البدني والنفسي، وبعد عدة ساعات أفرجوا عنه بعد تهديده بالقتل في حال عاود تغطية قضايا فساد أو «المساس بأسياده في الدولة».
ويُعتقد أن الخاطفين يتبعون مراكز نفوذ داخل المؤسستين العسكرية والأمنية. وكانت صحيفة «الوسط» نشرت قبل أسبوع من الاعتداء تحقيقاً يكشف استحواذ أبناء وأقارب كبار القادة في الدولة على منح دراسية رفيعة تقدمها حكومات وشركات غربية لطلبة الثانوية المتفوقين.
ولم تظهر أية نتائج عن التحقيقات التي أجرتها الأجهزة المختصة بشأن الاعتداء، لكن جمال عامر وأسرته تعرضوا لمضايقات شتى عقب ذلك، بلغت حد الرقابة على منزله، ومضايقة أطفاله.
وقال جمال لـ«النداء» إن الجائزة ستعزز لدى أسرته، وبخاصة لدى أبنائه، مشاعر الاعتزاز والأمل.
وإذ لفت إلىمفارقة أن يتم تكريمه في مكان بعيد، بينما الأجهزة الأمنية عاجزة عن ضبط الجناة رغم الكشف عن رقم لوحة السيارة التي استخدموها، انتقد بشدة وزارة الداخلية التي لم تخطره بأية تطورات تتعلق بالقضية، وتساءل: «هل اغلقت القضية أم ما زال ملفها مفتوحاً؟».
وأعرب عن تقديره لكل من هنأه بعد إعلان لجنة حماية الصحفيين وبخاصة أمين عام الاشتراكي ياسين سعيد نعمان وقيادات في اللقاء المشترك. ووصف تهنئة سلطان البركاني الأمين العام المساعد للمؤتمر بأنها خطوة إيجابية من قيادة المؤتمر «على الرغم من تحفظي مما ورد في التهنئة من تحفظات على بعض ما تنشره الوسط».
وشدَّد على أن الاستقلالية والحرفية هما الوسيلة المثلى لإيصال الحقيقة، وأن الجائزة في إحدى دلالاتها إشارة إلى أهمية وجود صحافة مستقلة حقيقية في اليمن.
إلى ذلك، عبرت نقابة الصحفيين اليمنيين عن اعتزازها بنيل جمال عامر جائزة لجنة حماية الصحفيين الدولية، وعدَّت الجائزة تكريماً لكل الصحفيين اليمنيين. وأشارت في بلاغ لها إلى أن الجائزة تلفت نظر الحكومة لما يتعرض له الصحفيون اليمنيون من معاناة ومضايقات».
ولد جمال عامر في مدينة إب عام 1968. وتخرج من كلية الآداب عام 1990. وبدأ مشواره المهني في صحيفة «الوحدوي» الناطقة بلسان التنظيم الوحدوي الناصري. واشتهر بالعديد من التحقيقات والتقارير المميزة على مدى التسعينات. وفي 1999 اعتقل في مدينة إب على إثر نشره مقالاً يتناول مستجدات العلاقات اليمنية السعودية جراء تدهور صحة الملك السعودي السابق فهد بن عبدالعزيز.
وبسبب المقال ثم إحالته إلى المحاكمة بتهمة الاضرار بالصالح العام. وفي فبراير 2000 صدر في حقه حكم بحرمانه من الكتابة مدى الحياة، وهو الحكم الذي اعتبر الأغرب في تاريخ القضاء اليمني. غادر جمال جريدة «الوحدوي» بعد قرار غريب صدر من قيادة التنظيم الناصري قضى بمنعه من الكتابة في الصحيفة. وفي مايو 2000 انتقل للعمل في صحيفة «الاسبوع» المستقلة، سكرتيراً لتحريرها. لكنه استقال بعد عامين، ليشرع بالتحضير لتأسيس صحيفة «الوسط» التي بدأت الصدور في مايو 2004.