بعد 17 عاماً.. الشكوك تصرع «البشعي» بخمس رصاصات

بعد 17 عاماً.. الشكوك تصرع «البشعي» بخمس رصاصات

- المحرر:
كعادته في كل إجازة متلهف لرؤية ابنائه وعائلته كأي أب اجبرته ظروف عمله على الابتعاد عنهم.
وقبل أن يصل عتبات منزله في محافظة عدن، قبل اسبوعين، بعد سفر طويل بدأ من محافظة مأرب، وبعد أقل من 24 ساعة من عمر إجازته، قررت عقلية الثأر القبلية بالتعاضد مع معيقي تنفيذ قانون حمل السلاح، أن تمنح العقيد «محمد البشعي» إجازة أبدية بخمس رصاصات غادرة باغتته أمام منزله، وكانت رمال صحراء مأرب لا تزال تكسو جسده الذي سقط مضرجاً بدمائه امام احد ابنائه.
كان كميناً نصبه ستة جناة تربصوا بالبشعي إلى حين عودته من عمله في محافظة مأرب (أركان حرب اللواء (103) مشاة مرابط).
الجناة المنتمون إلى نفس مسقط رأس الضحية (مكيراس - البيضاء) ونفس القبيلة (البشعي)، تمكنوا من الفرار إلى مكان ما، لم تتمكن أجهزة الأمن من معرفته حتى الآن، لكنها قالت إنها تعرفت على هوية القتلة.
وأفاد «النداء» مصدر في قيادة أمن محافظة عدن أن التحريات الأمنية توصلت بعد معرفة الجناة إلى أن مشكلة قديمة حدثت قبل سبعة عشر عاماً أدت إلى مقتل شقيق أحد الجناة الستة. وخلال هذه المدة كان الجناة يُحملون «البشعي» مسؤولية مقتل شقيقهم.
وأضاف المصدر أن التحريات أوضحت أن الضحية والجناة لم يحدث بينهم أي خلاف خلال المدة الماضية، لكنه أوضح أن التحقيقات مستمرة في القضية وقد يكون لها أبعاد أخرى.
وكشف أن قيادة امن المحافظة تمكنت من الحصول على صور الجناة وتوزيعها على كافة النقاط والمنافذ في عموم محافظات الجمهورية. كما انها قامت بالتواصل مع أمن محافظة البيضاء، التي يتوقع اختباء الجناة فيها.
وقال إن القوات الأمنية تحكم السيطرة على منافذ المحافظة وان التفتيش على الأسلحة يتم بشكل دقيق. ورداً على سؤال الصحيفة: كيف تمكن الجناة من إدخال السلاح إلى المحافظة في الوقت الذي وجهت فيه وزارة الداخلية بمنع دخول السلاح إلى المحافظة، قال إنه ليس بالضرورة ان يكون السلاح الذي اُستخدم في حادثة البشعي قد مر عبر نقاط تفتيش المحافظة، التي تخضع لاجراءات تفتيش دقيقة. منوهاً إلى أن ثقافة البعض في المجتمع اليمني تجعل من حمل السلاح جزءاً من شخصية الرجل ومظهره الخارجي وأن السلاح موجود في كثير من المنازل.
 وبحسب مصادر مقربة فإن قوات الأمن المتواجدة في النقطة الواقعة في مدخل عدن، كانت جردت البشعي من سلاحه، أثناء دخوله المحافظة، بحسب التعليمات التي تقضي بمنع دخول الاسلحة من اجل المحافظة على أن تكون العاصمة الاقتصادية خالية من السلاح.