في محكمة ذي السِفالْ... البلاستيك قاضياً!!

في محكمة ذي السِفالْ... البلاستيك قاضياً!!

- يحيى هائل
الزمانْ: ذات صباح من الاسبوع الماضي، وعن المكانْ: قاعة الجلسات بمحكمة ذي السفال الابتدائية، النقطة المنتصف على منصة القضاء، أما القاضي، فقنينةُ ماءٍ، من سلالة البلاستيك!!
ليست تلك فكاهة، ولا معالم على الطريق الى كوميديا قضائية بايقاعات كوميديا "دانتي"، بل هي الجوهر في تفاصيل الحدث: ممثل النيابة العامة وقبل ان يحزم أشياءَهُ من أوراقٍ ومتهمين، ويغادر حانقاً مبنى المحكمة بلا محاضر جلسات ولا محاكمات يتناول قنينة الماء، يثبتها على المنصة في مواجهة خيبة الجداول والمواعيد: "خلوا هذي تحكم"!!
في ثنايا التفاصيل: قاعةٌ مكتظة بالناسِ والسؤالاتِ: "أينهُ القاضي"؟، "متى بايجي"؟، أجسادٌ تتخشب على المقاعد التي تبدو كما لو أنيطت بها وظيفة العقاب، عيونٌ يعييها الدوران مع عقارب الساعة، والقاضي في مكتبه الخاص، منهمكٌ في عاداته اليومية المفضلة: شايٌ ودخان، وما بينهما، جلسات استثنائية لشخوص استثنائيين، يطلع بعدها على الناس، يقضي وقتاً على المنصة، إطلالة وجاهةٍ تكفي للترجل ومغادرة القاعة ؛ ليؤول مصير المتقاضيين إلى العبارة الروتينْ: "دَوِّنُوا ما معاكم عند أمين السر"، وعند أمين السر.. يالكْ من تدوين هكذا قال أحدُهمْ!!
مافعله ممثل النيابة، بقدر ما أشعل حرباً خفيةً، ميدانها أعلى المستويات، وآلتها جهاز الفاكس، بقدر ماألقى الضوء على حالةٍ استثنائية في تدهور القضاء، تجاوزت الضرب بمواعيد الدوام الرسمي عرض الحائط، وجباية أموال الناس بمسميات ما اُنزِلَ بها من سلطان، لعل أقلها فتوةً وبطشاً "أجرة الكاتبـ"، وكأنَ هذا الكاتب منتدبا من الأمم المتحدة وليس واحداً ضمن موظفي وزارة العدل وفقا لتعبير المواطن (ص. ج)، تجاوزتها وغيرها إلى ما أفضى بالنيابة الى سلوك طريقٍ استثنائيٍ في الإحتجاجْ!!