ضامئ.. جائع.. معاق

ضامئ.. جائع.. معاق

«يا اللا.. إلحم.. ما الي.. إلحمووني.. الللا.. يووفقكم..»، لعل كلما يحفظه ذلك المعاق هو هذه الجملة التي يتلعثم بها لسانه المعقود، وحلقه الضامئ. في أوقات الدوام وسواها تمر جموع الطلاب والموظفين من أمامه كل يوم دخولاً وخروجاً وهو لا يكاد يتوقف عن ترديدها. امام البوابة الشرقية لجامعة صنعاء، يتلقى لفح الشمس برأس أقرع و«كوت» غيرته الشمس والتراب والأيام ولم تغيره اسرته. ثوبه ذو الخامة الثقيلة شتوي لا يناسب لكنه يرتديه أيام الصيف الحارقة.
زبد لعابه الأبيض يسيل على أدنى جانبي فمه وعنفقته، يعكس ضمأً وغليلاً، وحاجة شديدة لجرعة ماء ترطب خيوط حلقه الناشفة.
منظر يأخذك العطف وتشدك الرحمة نحوه إلا أن تسقيه، وما أن فعل أحد الزملاء وصب دفقة ماء على شفتيه، استقبلها بشره ولهف، ضامئٌ  جائع، معاق، لا يستطيع طلب الشيء بلسانه ولا بيده.
 
- علي الضبيبي