السوق.. رواج القتل

السوق.. رواج القتل

 
> كتب - محمد العلائي:
«توجد طرق عدة لتلقي الموت» رصاصة من هناك او قنبلة من هنا.. المهم انك أخيراً قُتلت عرطة.
ثمة كروش هكذا تُبعج على غصن قات ببساطة.. وأجساد تستحيل إلى مناخل لانها كانت تمر في الطريق الخطأ.. او السوق الخطأ.
موزعو القتل يقفون ببجاحة على حواشي الطرقات، ينسفون الأرواح نسفاً. الموت، بالتحديد، رابضٌ على مناخرنا.. وبنهم يقتنص ما طاب له منها، ودونما اكتراث علينا توخي رصاصتنا في أي من البقاع.
غادر منزلك واترك فراغاً بقميصك لموت محتم.. يصطف هناك، على قارعة الفظاعة، على حواف الهرج المقيت. في الواقع، ينبغي دائماً حسن استقبال الصورة الشبحية لموتانا فإن لم نمت، على الأقل عظامنا تهرس وتسجل القضية ضد مجهول. القتل، مجانا، هو غزيرٌ، مدرار غارق فينا، مغزول على معاطفنا، وهاكم دماً مسفوحاً بقنبلة يدوية من مجهول ال2 من ظهيرة الاحد الفائت، في شميلة سوق القات تحديداً. 3 اشخاص لقوا مصرعهم واصيب ما لايقل عن 15 آخرين ثلاثة منهم يصارعون الموت.
«النداء» بادرت بالنزول إلى بؤرة الحدث.. والتقت بعضاً من ضحايا الحادث البشع وبأصوات متهدجة طافحة بالفجيعة صدوا كل استفساراتنا لهم... كانوا حذرين، فحتى اسماءهم لم يفصحوا عنها.. القليل ممن شاهدناهم، استجاب لطلبنا.. واعطونا اسماءهم الاولى، بدون العائلة.. فهذا «احمد اسماعيل» مصاب، قال إنه خرج لشراء القات فباغته الانفجار تواً لدى وصوله.. وحمل الاجهزة الامنية مسؤولية ما حدث.
تضاربت روايتان مفسرتان للحادث.. الاولى تحكي ان اثنين من بائعي القات تشاجرا بعنف ما دفع احدهم إلى رمي الآخر بقنبلة يدوية كانت بحوزته، والرواية الثانية تفضل وضع الحادث في حكم الملتبس والغامض.. فهي تقول ألا شيء، من قبيل ما قيل، حدث.. وأن لغماً كان مزروعاً سلفاً من مجهول على أرضية «المقوات» «وهذه الأخيرة يفضلها غالبية الضحايا المصابين».
ذوي المصاب «محمد ناجي» طالبوا الدولة بحفظ امن وسلامة المواطن.. وجريح ثانٍ دعا مجلس النواب للبت في قانون تنظيم حمل السلاح أو منعه على الأقل في المدن، اطباء في مستشفى الثورة اكدوا أن الاصابات تتراوح بين المتوسطة والخفيفة عدا اثنين كانا في وضع حرج.
أعطبت كاميرات وتلفونات، مزودة بخدمة التصوير، من قبل الأمن، الذي هرع إلى مكان الانفجار ليؤدي مهمة التحطيم والإنطلاق... كما وايضاً مضايقة ومطاردة الصحافيين العزل، غبية هذه الافعال، بليدة حد البله.. الحري بهم هو الاسراع لانتشال الجثث واسعاف الجرحى، لادهم أدوات الصحافة بجلافة.. لماذا عليهم كل مرة الولوج في معركة خاسرة مسبقاً؟
الحال، أن أيادٍ مجهولة تحصد ارواح البشر.. لكن الامن متسبب، في اليمن طبعاً الرئيس قال: «لنقبل أكفنا على هذه النعمة». على ما يرام تسير الامور، فقط نزاع قبلي في حجة وآخر في الجوف واحتراب في ذمار ومواجهات دامية في البيضاء.. ومناوشات وقطع طرق في صعدة، وانفجار في صنعاء.. هذا كل ما هنالك!!
لا شيء، فلنصغ لما قال به الرئيس ونتنح عند تابوت القلق جانباً..