الاحتراف لا يزال غائباً

الاحتراف لا يزال غائباً

لدوري اليمني.. محاولة الاستمرار وسط كومة صعوبات
جلال الشرعبي
تعود بداية انطلاق مسابقة الدوري اليمني إلى مطلع تسعينيات القرن الماضي مع تحقيق الوحدة اليمنية بين شطري اليمن في الشمال والجنوب؛ رغم أن الاتحاد اليمني لكرة القدم تأسس في عام 1962، وانضم إلى الفيفا عام 1980، ولم تسجل أول حالة احتراف للاعبين يمنيين في الخارج إلا مؤخرا.
وعموما، تعد أبرز إنجازات الكرة اليمنية الوصول إلى كأس العالم للناشئين 2003 في فنلندا، والتأهل إلى نهائيات كأس أسيا مرتين من الناشئين والشباب في عامي 2002 و2007.
وفي تصفيات كأس العالم حالف الحظ الكرة اليمنية لمرة واحدة في عام 2002؛ حيث نافس لأول مرة للتأهل للمرحلة الثانية، وجاء في المركز الثاني بعد الإمارات.
ويقول الصحفي الرياضي معاذ الخميسي -رئيس القسم الرياضي بصحيفة الثورة الرسمية: إن أفضل عهود الكرة اليمنية كان أثناء رئاسة محمد عبد الإله القاضي، وما يسمى بكلمة السر في تلك الفترة الأستاذ حافظ معياد.
ويشير الخميسي - مدير المركز الإعلامي باتحاد كرة القدم- لموقع صدى الملاعب إلى أن الالتفاف الشعبي لم يسبق له مثيل في تلك الفترة. ولقيت الرياضة اليمنية حماسة جماهيرية وتشجيعا منقطع النظير، وقد كانت فرصة كبيرة لاستغلال هذا الزخم لمواصلة التألق الرياضي.
معوقات متنوعة
العديد من المسؤولين في الاتحادات الرياضية اليمنية يشكون من تعثر نشاطاتهم السنوية بسبب تأخر الدعم المالي، الأمر الذي دفع العديد منهم، حسب قولهم، إلى تأجيل أو إلغاء بطولات، وتنفيذ جزء من الخطة السنوية.
لكن الهم الأكبر بالنسبة للرياضة اليمنية عموما يبدأ بغياب الاحتراف الرياضي؛ إذ يظل العديد من اللاعبين موظفين رسميين في وزارات حكومية.
ويقول أحمد الشبارة، وهو صحفي رياضي وسكرتير تحرير صحيفة الأيام الرياضية: إن غياب النقل التلفزيوني عن الدوري اليمني يفقده الكثير من الإثارة، وإن غياب الملاعب المجهزة في العديد من المحافظات -حيث تقام المباريات في المدرجات الترابية- عيب آخر.
شبارة وهو أيضا عضو اتحاد كرة القدم بالعاصمة صنعاء، يرى أن التحكيم وعدم تفرغ اللاعبين بسبب وظائفهم في جهات مختلفة من أبرز مشاكل الدوري، مؤكدا على أن لجنة المسابقات والتدخلات الخارجية في أعمال اللجان الفنية وشؤون اللجنة عموما ما زال سيفا على رقبة الكرة اليمنية التي ما تزال في بداية مشوارها الرياضي.
المسابقات وأبرز الفرق واللاعبين
وتتوزع مسابقات الدوري اليمني في الدوري العام والكأس: كأس الوحدة، السوبر، الدرجة الثانية، وأبطال المحافظات أو الدرجة الثالثة.
لم يبرز لاعبون يمنيون في عالم الاحتراف في كرة القدم. وفي السنوات الأخيرة بدأ بعض اللاعبين في الانتقال إلى دوريات في حراسة المرمى احترف سالم عوض -حارس المنتخب الوطني- في النصر العماني لموسمين، واللاعب سالم سعيد في النجمة البحريني لثلاثة مواسم متتالية، واللاعبان شرف محفوظ، الذي يعد أول لاعب يحصل على الحذاء الذهبي عربيا، وخالد عفارة في نادي صور اللبناني.
ومن أشهر اللاعبين في الدوري اليمني جمال حمدي، ومعاذ عبد الخالق، وأبو بكر الماس، وعبد الله الصنعاني صاحب أول هدف في الدوري اليمني عام 1990، سجله من ضربة جزاء، ووجدان شاذلي.
لكن الشهرة العربية للاعب اليمني سجلها الراحل علي محسن مريسي الذي ذاع صيته وشهرته في صفوف نادي الزمالك المصري خلال (ستينيات) القرن العشرين.
وعن المحترفين (غير اليمنيين) في الدوري، فإن أول محترف أجنبي كان أول مواسمه في عام 93/1994، ويعتبر اللاعب الفلسطيني هاني تشيلح أول محترف في نادي وحدة صنعاء.
ويعد نادي أهلي صنعاء أول فريق أحرز بطولة الدوري وكأس الرئيس، وهو الفريق الوحيد الذي لم يهبط إلى الدرجة الثانية في الدوري اليمني، وهو أكثر الفرق اليمنية تسجيلا للأهداف برصيد (684) هدفا، وخلال تسعة عشر عاما من الدوري اليمني بلغ عدد الأهداف (6751)، فيما بلغ عدد مباريات الدوري (2687) مباراة.
كان استفتاء صدى الملاعب عن أقوى دوري عربي قد شهد مفاجأة كبرى بحصول اليمن على المركز الثالث، مما أثار حالة من الحماس في الشارع الرياضي اليمني بعد تفوقه على دوريات أخرى يشهد لها الخبراء بأنها أقوى وأكثر إثارة وشهرة وإمكانات.
ورغم الصعوبات التي يواجهها الدوري اليمني، سواء في عدم توفر البنية التحتية للملاعب الرياضية، أو الدعم الكافي، والأهم غياب الاحتراف فيه؛ حصد (18،900) صوت في استفتاء الصدى الذي استمر أسبوعين، فيما حل الدوري السعودي في المركز الأول ب(31،000) صوت، والجزائري في المركز الثاني ب(22،000) صوت.
ولم ينعقد الدوري اليمني خلال موسمين في 92/1993 و95/1996 بسبب المشاكل الداخلية.
                                                                        عن موقع «صدى الملاعب»