المتندرون وكلمة شرف - أفراح صالح محمد

المتندرون وكلمة شرف - أفراح صالح محمد

يتندر بعض الزملاء الصحفيين بما حدث في مؤتمر نقابتنا الصحفية الرابع، والذي عقد في ال14 – 17 مارس الجاري. بعض من هؤلاء المتندرين محسوب علينا صحفيا بحكم بطاقة العضوية التي منحت له وهو في منزله مخزن، والبعض الآخر منحت له بحكم الصحوبية مع فرد من أفراد قيادتنا السابقة أو التي قبلها، وبعض من القيادة الجديدة لهذه النقابة، والبعض الثالث نالها مكافأة لحراسته مبنى النقابة!!
المهم أن التندر كان على ما جرى وما قيل، وما خفي وما ظهر من تحالفات وانتكاسات ولعب وضحك وجد... ونسي هؤلاء أننا حينها كنا ننتخب من نريد، وهناك من انتخب من أمره حزبه بانتخابه، وكل هذا كان وضعا طبيعيا جداً ويحدث في كل الانتخابات ابتداءً من انتخاب الرئيس الحاكم إلى البرلمان إلى السلطة المحلية إلى النقابات... الخ؛ مع فارق بسيط بيننا وهؤلاء، وهو أننا منغمسون وسط مسترزقين وأمنيين، وهؤلاء لا علاقة لهم بمهنتنا، ومع ذلك يصر كثيرون منا على بقائهم معنا ليرجحوا كفتهم عند الانتخاب. ولهؤلاء نقول: ارحموا أنفسكم وعسكركم والمسترزقين أولئك من الإهانات التي يتعرضون لها من هذا وذاك، وكونوا مهنيين بحق، لأن المال يزول ويبقى العمل، فإن كان جيداً رفع من قدر صاحبه وإن كان غثاً أطاح به وباحترام الناس قبل الأقربين له. ما حدث في الانتخابات الأخيرة للنقابة كان يصلح لسيناريو فيلم اخترت له اسم "المتفقون"، لأنه أظهر أهمية الاتفاق (على كلمة شرف لاختيار المتفق عليه). هكذا كان الأمر بين الكثيرين منا حينها، فمن وعد ووفى فكأنما أقر بميثاق شرف غير معلن رسميا، وهنا الخطأ، فنحن، الصحفيين الفعليين، نحتاج لميثاق شرف معلن ورسمي يجمعنا كمهنيين، وربما به نستطيع أن نفرز الدخلاء ونعرضهم لمواجهة مباشرة قد توصلهم، أو نوصلهم نحن إلى سحب بطاقة العضوية منهم، وبهذا تصبح نقابتنا فعلا مهنية خالصة، وإلا فسنجدها العام القادم قد تحولت إلى نقابة الناس جميعا، وهذا خطر علينا كلنا، والنار تشتعل من مستصغر الشرر.
والأمر الأهم أن النجاح الذي حصل عليه الزملاء أعضاء النقابة الجدد يشرفنا جميعا، لأنهم زملاؤنا وبذلوا من الجهد ما أوصلهم إليه برضا وقناعة البقية، لأننا جميعا كنا نشاهد نتائج تصويتنا لزملائنا عبر الشاشة والبروجكتر الذي استخدم كوسيلة لشفافية الانتخابات والتصويت، فهنيئا لكم –زملائي– الفوز وميثاق الشرف الذي بدأتموه بتحالفكم، فاسعوا لتوسيع نطاقه بين زملاء مهنة الصحافة (بشرف). أما المتندرون فقد أثبتوا أنهم كانوا من الأمن، لأن هؤلاء شغلتهم الملاحظة والرصد وكتابة التقارير... فاخجلوا من أنفسكم. 
[email protected]