اللغات تتسول في الشريعة - ياسمين القاضي

اللغات تتسول في الشريعة - ياسمين القاضي

قبل عامين قررت "نسرين" الالتحاق بكلية اللغات بجامعة صنعاء لدراسة اللغة الإنجليزية، وخاضت من أجل ذلك نقاشات طويلة لثني والدها عن رغبته بأن تلتحق بكلية الزراعة.
لكنها الآن تواجه صعوبة عقب عودتها كل يوم من الجامعة لتبرير تأخرها إلى المساء.
"يوم ندرس في قاعة كلية الشريعة ويوم في قاعات الزراعة ويوم في قاعات كلية الأداب... صعب والدي يصدق أني أتنقل بين كل هذه الكليات"، قالت "نسرين" لـ"النداء".
هي تضطر أن تطلب من والدها أن يرافقها إلى الجامعة كي تتخلص من برنامج التبرير اليومي الناجم عن تراخي مسؤولي جامعة صنعاء في تعاملهم مع عدم جاهزية مبنى كلية اللغات.
1008 طلاب وطالبات هم عدد منتسبي كلية اللغات التي تحتوي على 6 فصول فقط، إجمالي سعتها لا تتجاوز 300 طالب فيما البقية عليهم أن يتسولوا محاضراتهم في الكليات الأخرى.
وبحسب طلاب اللغات المشردين فإن دراستهم وامتحاناتهم تنضبط على ايقاع النظام الدراسي لعدد من الكليات وأهمها كلية الشريعة.
في الفصل الدراسي الأول تفتح كلية الشريعة قاعاتها لطلاب اللغات للدراسة والامتحان فيها، لكن نهاية الفصل الثاني، يأتي طلاب الشريعة فتمتلئ قاعات الشريعة، كون النظام الدراسة في هذه الكلية، فصل واحد، حينها تبدأ رحلة تشرد طلاب اللغات.
هم أيضاً يجدون صعوبة في الحصول على قاعات فارغة أوقات المساء، بسبب سياسة الجامعة التي تولي التعليم الموازي اهتماما بالرسوم الدراسية لطلابها وهؤلاء يشغلون القاعات في المساء.
وفقاً لمنتسبي كلية اللغات فإن أزمة عدم توفر قاعات في الكلية أدت إلى توزيع الطلاب على عدد من الكليات وفي فترة الامتحانات تظطر عمادة الكلية لضم طلاب أكثر من مستوى في قاعة واحدة.
وحدهم طلاب اللغات من يتجهون إلى الامتحانات دون أن يكون في علمهم أين سيخوضون امتحاناتهم، ووحدهم يكونون مشغولين بالبحث عن قاعات لاستيعابهم، ولهذا السبب يكون عليهم في غالبية الأوقات الانتظار حتى انتهاء بقية الكليات من الامتحانات، ليبدؤوا امتحاناتهم خارج المواعيد المتفق عليها بين جميع الكليات، بحسب ما يذكر الطالب علي حمود من المستوى الثالث.
ويؤكد حمود الإرباك الذي يعتريه وزملاءه عند نهاية العام الدراسي وقدوم طلاب كلية الشريعة، مرجعا السبب لعدم اتساع القاعات لطلاب الكليليتين، وهو ما يضطر عمادة كلية اللغات إلى تأجيل امتحاناتها أو تقديمها.
وبرغم أنه كان بإمكان طلاب اللغات اللجوء إلى قاعات كليات الزراعة أو التربية أو الآداب؛ إلا أن النظام الموازي عطل ذلك.
توضح "حنان" (مستوى ثان) أن مواجهة عمادة الكلية لشح القاعات يقتصر على فترة الدراسة، لكن الامتحانات تكشف تلك المشكلة بجلاء.
فيما يؤكد رئيس اتحاد الطلاب في الكلية، عدنان النواري، أن نقص قاعات الكلية أكبر المشاكل التي يعاني منها الطلاب، وهو ما يسبب لهم وللعمادة إرباكا نتيجة تكثيف المحاضرات وتأخيرها إلى قبيل المغرب، والتنقل الدائم بين كليات الشريعة والآداب والتربية والزراعة.
ويواصل النواري: "طالبنا رئاسة الجامعة عدة مرات بالإسراع في تجهيز المبنى، وكان هناك جدية من قبل الرئاسة، لكن المبنى شأنه شأن جميع المشاريع التي تعاني من اعتراض العراقيل لإنجازها".
نائب العميد لشؤون الطلاب بالكلية، الدكتور أحمد المنصور، أكد أن "الامتحانات لم تؤجل، لأنه تم ترتيب محاضرات الأساتذة في الكلية وجداولهم، وكانت أمورنا مرتبة من قبل الامتحانات بأسبوع كامل، في حين أن بعض الكليات وجدت نفسها في مأزق. إما لأن جداولهم لم ترتب، وإما لأن أعداد الطلاب لم تبين بعد من تبقى ومن تظلم منهم، في حين كان بعض الأساتذة لم يكملوا محاضراتهم، فتأجلت الامتحانت في تلك الكليات، في حين لم تتأجل لدينا".
ونفى نائب العميد أن تكون مشكلة تأجيل الامتحانات ناتجة عن شح قاعات الدراسة. وأضاف: "إذا مددنا الفصل الأول كما تفعل الكليات الأخرى ونحن في الفصل الثاني نجد صعوبة لأن الوقت بالنسبة لنا قصير بسبب أن كلية الشريعة تبدأ امتحاناتها نهاية شهر مايو، وتستمر حتى نهاية شهر يونيو، ونحن ككلية نسير على نظام الفصلين يجب أن نكمل في الوقت المحدد لنا، ولو أجلنا الامتحانات سيكون على حساب الفصل الثاني، ونحن مزحومون فيه".