أخير

5-04-2011 نعمان قائد سيف أظهرت ملامح الرئيس علي عبدالله صالح وحركات يديه ظهر الجمعة الفائتة ,  وكأنه غير مصدق , وغير قابل , بأن الجماهير التي جرى حشدها له في ميدان السبعين,  كآخر  محاولة / طلب / رجاء , لإظهار مدى شعبيته الكاسحة ,هي آخر ما تبقى له من المؤيدين في الساحة الوطنية عموما , رغم معرفته  المسبقة بأن معاونيه المخلصين كل من موقعه عملوا المستحيل , وبذلوا قصارى جهودهم , وبما توفرت تحت أيديهم من سيولة وإمكانيات, لجمع أكبر عدد ممكن من بقايا الموالين والأنصار, إضافة إلى أفراد الانضباط في المؤسستين الأمنية والعسكرية , وكذا الاحتياط النشط  في العصبية القبلية, والمهددون بأرزاقهم الإضافية في مفاصل الدولة والأسواق , حيث ظهر القائد مضطربا , ومتناقضا في خطابه المرتجل , بعد أن ترك بفعل الصدمة ما كان معد كتابة أكثر من اى وقت مضى , مما أتاح الفرصة لخصومه , على تعددهم واختلاف مشاربهم , بأن يتعاضدوا أكثر, ويصعدوا من مواقفهم التكتيكية الموحدة في مواجهة حالات استنفاره وتخبطه , بينما الأحداث تتسابق أمامه, ولا يستطيع اللحاق بها , وكذلك اصطاده المراقبون والمحللون في تعليقاتهم , معلنون دنو ساعة رحيله واجل حكمه , وان ممانعته الأخيرة ما هي إلا مكابرة لا أكثر , ويبحث فقط عن مخرج يحفظ له كرامته , وضرورة اشتراكه المباشر في إنجاز نقطة بداية التحول المنشود جماهيريا  بدونه , ومن ثم الغياب الكامل عن المشهد الوطني تاليا , بحيث يضاف المنجز المذكور إلى  سجل تاريخه السياسي كحاكم , ما كان يخطر بباله أبدا بأن الشعب سيطالب بخلعه يوما  وعبر الشارع ,  فتفاجأ بالشباب يكورون كرة الكره لنظامه , بعد أن تمادى كثيرا , ولم يعد يأبه بناقديه , فأستحق الجزاء المنتظر , وفي الطريق يتحقق !
ما كان يجب على مستشاري الرئيس , وكبار مساعديه , كآخر مهمة رسمية  لهم معه, أن يوافقوه , أو ينصحوه  بمحاولة استعراض ما تبقى من جماهيريته الجمعة الماضية , وعلى مقربة من قصره المحصن بالخوف الدائم , وهم على علم نظري, وبينات واقعية اكثر منه , بأنه لم يعد ذاك المقبول غصبا , الذي جرى تسويقه بالمغالطات والقوة , على مدى ثلث قرن من تاريخ الوطن المعاصر , وبمخالفة  صريحة لإرادة الشعب الحقيقية , على الأقل خلال الثلث الأخير من سنوات حكمه الطويل الممل , فقد تجبر بسلطاته المطلقة ,وكذلك فعلت أجهزة حكوماته المتعاقبة , إلى أن طفح الكيل , ولم يعد بإمكان الشعب وبالذات الشباب التحمل أكثر , ولا إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء , إلا في حالة واحدة , أن يحول / يتحول الوطن إلى ساحة حرب مدمرة , ولا أظنه سيفعل , لأنه يعرف جيدا , أكثر من مزايديه بعد الجمعة المذكورة , انه لم يعد ذاك الذي فرضه  _إلى جانب العنف_ خبراء التزوير والنفاق على الشعب , وكان الزمن مختلف عن الحاضر تماما , وعليه  فقد رفع الراية  على مضض , وقرر مترددا في لحظة صدق مع نفسه فقط بالإستعداد للرحيل , ويفترض بمن تبقى من رجاله  إن كانوا أوفياء له فعلا , تشجيعه  _تكفيرا عن ذنوبهم بحق الوطن والشعب _ على الفوز بنعيم الرحيل  المبكر!                                                                                                  4688873