عدن تسقط النظام

5-04-2011 باسم الشعبي
بحلول اليوم الاثنين يدخل العصيان المدني في عدن يومه الثالث، مصحوبا بمحاولات أمنية متكررة لاقتحام مخيمات الاعتصامات في المنصورة والمعلا، دون جدوى.
وإذ تعيش عدن حالة من الشلل منذ أسابيع خلت، جاءت الدعوة إلى العصيان المدني، أمس الأول السبت، لتؤكد أن شباب الثورة ماضون في عمليات تصعيد تدريجية؛ الهدف منها شل الحياة العامة وتعطيل عمل المؤسسات.
قوات الأمن، وبعد معرفتها نية الشباب تنفيذ عصيان مدني، سارعت صباح السبت لاقتحام مخيم المعلا، إلا أن المعتصمين بحسب المعلومات أغلقوا كافة المداخل المؤدية إلى المخيم الواقع في منتصف الشارع الرئيسي شارع "الشهيد مدرم"، ومرارا حاولت تنفيذ عملية الاقتحام مطلقة زخات من الرصاص في الهواء، إلا أنها فشلت.
في المنصورة؛ حاولت قوات الجيش عبر دبابة الدخول إلى المخيم، فتصدى لها المعتصمون، ثم عاودت إحدى الدبابات، ظهر السبت، التسلل إلى "بلوك 25" في المديرية، غير أن الأطفال رشقوها بالحجارة.
وتحسبا لانتقال المتظاهرين إلى ساحة العروض بخور مكسر، قامت قوات الأمن الخميس بقطع الطرقات المؤدية إليها ونشر عدد من الآليات العسكرية لإفشال أية محاولة قد يقدم عليها الثوار للسيطرة على الساحة الأبرز في المدينة.
الراجح أن السلطة تفقد الكثير من حضورها في عدن؛ إما بسبب الحالة الثورة المتنامية في المدينة، وإما بفعل الاستقالات وعمليات التأييد في صفوف جنود وضباط الأمن والجيش كما حدث مؤخرا في معهد الثلايا في صلاح الدين، وتاليا بسبب العصيان المدني الذي يؤكد أن السلطة أو النظام في عدن سقط وانتهى تماما.
في معهد الثلايا، حاول قائد المنطقة الجنوبية إرغام قيادة المعهد ومنتسبيه على تسجيل موقف مؤيد للرئيس، فما كان منهم إلا أن رفضوا معلنين تأييدهم للثورة، فقام بمصادرة الأسلحة المتواجدة هناك خوفا من تطور الوضع إلى تصعيد بين الجانبين الرافض والمؤيد.
وإذا كان النظام يسعى أو يحاول استعادة بعض من زمام الأمور، فإنه لن يفعل كما تشير المعلومات، إلا في صورة تكوين وتشكيل فرق العصابات، ونشرها في الأحياء السكنية، وتزويدها بالسلاح، في محاولة لخلق حالة من الصدام مع الثوار واللجان الشعبية التي تقوم بحامية المدينة.
حيث كشفت معلومات أن ما يقارب 300 مليون ريال خُصصت للإنفاق على تشكيل عصابات "الجنجويد" كما يطلق عليها الأهالي، للقيام بمهمة إثارة الفوضى والسلب والنهب.
الثوار قللوا من إمكانية أن تلقى مخططات السلطة أي قبول في عدن، إلا أنهم في الوقت نفسه حذروا قيادة السلطة المحلية من الإقدام على تنفيذ أو دعم مثل هذه المخططات، كما حذروا المواطنين من الاستجابة لها أو التعاطي معها. 4689951