30نوفمبر: ذكرى جلاء.. أم بداية أنتفاضة؟

30نوفمبر: ذكرى جلاء.. أم بداية أنتفاضة؟

- «النداء» - خاص
30 نوفمبر هذا العام مختلف، يبدو وكأن الجلاء تحقق قبل عام أو عامين على الأكثر، هذا ما توحي به الاستعدادات الرسمية، حيث ستشهد مدينة عدن غداً الخميس عرضاً يشارك فيه آلاف الطلاب إضافة الى افتتاح عدد كبير من المشاريع، كما تؤكد وسائل الاعلام الرسمية التي تحتفي بالمناسبة بشكل غير مسبوق، فيما بدأت تزحف على عدن حشود المدعوين زرافات ووحدانا.
رئيس الجمهورية ما يزال موجوداً في عدن يستقطب ويتابع برنامج ذكرى الجلاء بنفسه..، ورغم ذلك ففكرة العرض والفعاليات المرافقة ليست مبكرة، الفكرة جاءت في مطلع نوفمبر وهو ما يفسر أن بروفات ال7 آلاف طالب بدأت قبل 15 يوماً فقط، كذلك وحجوزات الفنادق للضيوف.
ما الذي فرض الفكرة!؟.
تفيد المعلومات أن الاحتفاء اللافت والاهتمام الرسمي مرده بالدرجة الأولي طبيعة الأوضاع القائمة في المحافظات الجنوبية وتصاعد وتيرة الاحتجاجات حيث حددت فعاليات وسياسيون يمنيون في الخارج 30 نوفمبر موعداً لاعتصام أمام مبنى الأمم المتحدة ويتم الحشد له من أبناء الجالية اليمنية في الولايات المتحدة الأمريكية، مطلب الاعتصام تفعيل القرار الدولي الصادر بعد حرب صيف 94م، اعتصام آخر تنظمه الجالية اليمنية في بريطانيا، ترفع بنفس المطالب والشعارات ويعتقد أنه سيكون أمام مجلس العموم البريطاني. أما داخلياً فتؤكد مصادر المحتجين أن المحافظات الجنوبية ستشهد بنفس المناسبة فعاليات متتالية ومتوالية تبدأ من يوم الخميس أو السبت، وتؤكد على القضايا المطلبية وتحتج على الاجراءات القمعية التي شهدتها فعاليات احتجاجية سابقة وقطعاً لن تكون بعيدة عن شعارات المعتصمين في الخارج واستباقاً للاحتجاجات سارعت السلطة إلى إعادة نشر قانون المظاهرات والمسيرات في بعض الصحف الرسمية وغيرها كإعلان لنفي أي حديث عن الجهالة بالقانون، تبريراً لأي قمع رسمي قادم.
فيما يستمر الرهان الرسمي على تفكيك قواعد الاحتجاج والمحتجين دون معالجة جوهرية أو حلول للقضايا المطلبية: المقاعدين، الأراضي..، إضافة إلى توزيع المال و التلويح باستخدام القوة والقمع، وعدم القبول بالمعارضة كرافعة للمطالب. في المقابل ارتفعت وتيرة الاحتجاجات وصعدت المطالب لتظهر شعارات تقرير المصير، برع..برع.. وصولاً إلى المساعي السياسية في المحافل الدولية للاستفتاء وتطبيق القرار الدولي ووثيقة العهد والاتفاق كنتائج طبيعية للاصرار الرسمي على السياسيات الخاطئة، دون الالتفات إلى فشل تلك الآليات والأساليب كما لن تستطيع محاولة تحسين العلاقات بالمحيط وطمأنته إلى سلامة الأوضاع وحتى تقدم التنازلات للخارج -لن نستطيع- كلها تجاوز المطالب والاحتجاجات دون حلول حقيقية واصلاحات شاملة.
هل ينجح الاستقطاب والاحتفال الرسمي بذكرى ال30 من نوفمبر، في احتواء المطالب والاعتصامات؟ أم أن ذكرى الجلاء قد تكون موعداً لبدء انتفاضة من الصعب التكهن بمداها!؟
سؤال لن يطول انتظار الاجابة عليه كثيراً.