رُبَّ ضارة نافعة

رُبَّ ضارة نافعة - عيدي المنيفي

ليس لي أدنى صلة تربطني بآفتَيْ القات والتدخين، ولكني صديق كثير ممن يتعاطون القات ويدخنون مختلف انواع السجائر المحلية والمستوردة. صحيح انني اشعر بالضيق الشديد من الدخان لكني بدأت اشعر الآن أن الضرر الذي نتعرض له نحن غير المدخنين ليس مهماً كثيراً؛ وان كان ضرورياً تجنبه، إلا أن تدخين علبة سجائر يعني تخصيص خمسة ريالات لدعم شريحة المعاقين، وهنا فالمثل الذي يقول: «رُبَّ ضارة نافعة» ينطبق على ما سبق قوله. نحن لدينا ملايين المدخنين والمدخنات من اليمنيين وزيادة دخول اعداد من غير المدخنين إلى شريحة المدخنين يعني زيادة في دعم اخواننا المعاقين، ورُبَّ ضارة نافعة، لكن ثمة تقصير من قبل بعض الشركات المصنعة للسجائر وعدم التزامها بالمبالغ المقررة عليها سنوياً. بعد تجنيب فوائدها وأرباحها يبقى عليها الالتزام الادبي بتوريد ما عليها من التزامات لدعم اخواننا المعاقين ليستطيعوا العيش بأمان ودون الحاجة إلى التسول. وثمة شركات لم تلتزم بما هو مفروض عليها من مخصصات على مبيعات تذاكر الطيران وعائدات السياحة وغيرها، وكلها- حسب معلوماتي- لا تصل إلى المعاقين، اي لا تلتزم الشركات بالوفاء بما التزمت به، وهذا التقصير يعني حرمان مئات الآلاف من المعاقين من حقهم الانساني في العيش الكريم وفي الصحة والتعليم والرعاية وغيرها. فإذا ما وردت مثل هذه المبالغ سنوياً لتغير وضع شريحة المعاقين إلى الأحسن نوعاً ما، بتوفير الرعاية الآمنة التي يجب ان يتلقاها كل معاق في مختلف مناطق الجمهورية، إن شعرت الشركات بواجبها الانساني تجاههم وهو اقل القليل يمكن تقديمه.
لكني اسجل شكري الكبير هنا للشركات التي تلتزم بدفع ما عليها من التزامات من مبيعاتها لصالح المعاقين، ويحدوني الأمل في بقية الشركات ان تفي بالتزماتها، فإن الواجب الاخلاقي والانساني يفرض عليهم الاسراع بالوفاء حتى لا نحرم شريحة المعاقين من حق لهم من اخوانهم الاصحاء علَّ الاحساس بالاعاقة فيمحي من اذهانهم إن هم وجدوا تجاوب الداعمين المنضبط من قبلهم لإعادة البسمة إلى وجوه غادرتها منذ زمن.