ثمان مراحل من الضجيج ليوم هادئ

ثمان مراحل من الضجيج ليوم هادئ - نبيل قاسم

المرحلة الأولى
وهي الأسعد
أبدأ اليوم بانسحابي من الفراش
كأي تمساح مسالم
من أجل الجلوس
مع كأس شاي
مع ثلاث سجائر
مع شتائم للحكومات
بصوت هادئ
مع تمارين رياضية
لا تتعارض مع الدخان.
المرحلة الثانية
وهي الأجمل
قبلات
شفرة الحلاقة التي
تجرحني بحنان كل صباح
مداعبات الماء الذي يمر على
جسدي العاري عارياً
دون أن أخجل
تثاؤب ملابسي المتلهفة لارتدائي
وبقايا كأس الشاي.
المرحلة الثالثة
وهي الأصعب
أخرج من البيت بدون اتجاه
أبدأ بخطوة مائلة
أرسم قوس قزح خاص بي
يضمن لي
أن لا ألتقي بأحد
وأن لا أعود لنفس المكان
يضمن لي
أن أكمل
مشوار حياتي المائل
الذي بدأته بخطوة مستقيمة.
المرحلة الرابعة
وهي الأصدق
الوقوف طويلاً
أمام ورم الصحف السرطاني
أمام ورم الصورة السرطاني
أمام ورم الخبث السرطاني
لقراءة مانشيتات الموت
وتجتاحني الرغبة
لأن أبصق
لكني لا أجد مرآة أمامي
كي أصدق.
المرحلة السادسة
المشي في شوارع صنعاء
وابتلاع كميات من الغبار
لصنع تمثال من الوهم
كأن أكون بوهيمياً
كأن أكون حراً
كأن أكون عاشقاً
كأن أكون شاعراً
كأن أكون كائناً
ولا أكون إلا ذلك الغبار.
المرحلة السابعة
وهي الأعقد
ألتقي بأصدقائي
المكبلين بالمراسي
فكل واحد منا
أثقل من الآخر
لكننا جاهزون للطيران.
المرحلة الثامنة
وهي الأغرب
أتناول القات
لينشط ذهني
فيعدو بسرعة الضوء
هارباً من جسدي
أتناول القات
لتتناسب رغبتي
بشكل عكسي مع قدرتي
أتناول القات
ليمر ثعبان الوقت بسلام
بين أصابعي
ثم أقضي بقية اليوم
محاولاً استعادة نظامي.