تتويج مئوي ب «السقوط»

تتويج مئوي ب «السقوط» - أوسان الكمالي

ما تعرض له نادي التلال من اهتزاز جعله يعاني الترنح حد السقوط إلى دوري المظاليم, إزاء التخبط الذي عناه هذا الفريق كثيراً منذ بدء دوري "النخبة" لهذا العام، سيلاحظ المعاناة الواضحة على أوجه الفريق، إدارة ولاعبين وجهازاً فنياً.
التلال لم يُعرف عنه طيلة مشواره الكروي بأن سقط إلى دوري الدرجة الثانية,هو ونادي الأهلي و هنا المفارقة العجيبة فالأول سقط و الثاني اعتلى منصة التتويج بعد طول انتظار, وهذه المرة لم يكن تتويجاً اعتيادياً بل كان تتويجاً قياسياً. فهي البطولة السادسة للإمبراطور؛ وبهذا استحق الاحتفاظ بكأس الدوري إلى أجلٍ غير مسمى.
  أما فريق التلال فقد سقط في الهاوية دونما رقيب أو حسيب ودونما سبب وجيه يقنع خلايا أدمغتنا و يجعلنا نرضخ له؟!
وما حصل يدل على أن الفريق عانى من غيبوبة عاشتها لإدارته حين لم تفرق بين الإدارة كمشكلة و بين الإدارة كمسؤولية..
فالأولى تعني أن النادي يعاني من المشاكل؛ ما يجعل الإدارة تنشغل بمشاكلها عن الأمور الأخرى, و الثانية تعني ما على الإدارة من مسؤوليات تُجاه الفريق كناد يشمل أكثر من رياضة..
فالإدارة التي تفرق بين مشاكلها و مسؤولياتها لن تجد أدنى صعوبة في التعامل مع كافة الأمور بسهولة.
لكن الفريق الكروي كان الضحية في أولويات الإدارة الذي سقط، و الذي يثبت فشل الإدارة في التماسك في كل الأحوال ما جعل الفريق بين هزيمة و أخرى,وكأنه نادٍياً صاعداً لم يعتد على المشاكل و لم يعرف كيفية التعامل معها بسلاسة دونما اختلاط أو تخبط.!
و لم تستطع إدارة النادي تدارك نفسها حينما بدأ "الفأس "يقع في الرأس" تدريجياً كما فعلت إدارات أخرى مثل الأهلي و شعب حضرموت للذين كانا في ذيل القائمة, أحدهم بسبب كثرة التعادلات التي كان سببها المشاكل المالية والآخر بسبب كثرة الهزائم وغياب بعض الأوراق الرابحة!
فتدارك الأول نفسه ليجد أن ثماره قد نضجت وأنتجت له كأس الدوري، بينما عوض شعب حضرموت تأخره إلى أن وصل إلى الترتيب الخامس..
و تراجع مستوى التلال الذي تصدر قمة القائمة وتدرج في الترتيب إلى أن وصل إلى الأربعة "المغضوب عليهم"..
ورغم أن التلال بفوزه مؤخراً على الهلال قد عوض تلك الانتكاسة وفاز بكأس الرئيس بعد صحوة متأخرة، لكنها لم تمسح دموع الكثير من محبي هذا الفريق الذين لا يقبلون إلا بالعودة السريعة إلى قائمة دوري النخبة، فمازال المشوار قادماً أمامه وعليه أن يثبت عودته، وهذا ما نتمناه.
ما حدث للتلال قد يعتبره كثيرون درساً للحاضر, لكثير من الفرق التي قد تعاني من ذات الذائقة، فإما التدارك أو السقوط المرير. فما حدث للتلال ليس بشيءٍ يسير فهو تتويج مشوار مئوي ب " السقوط".!