دمت السياحية.. بيئة ملوثة

دمت السياحية.. بيئة ملوثة - فؤاد ضيف الله

قبل ثلاث سنوات أعلنت الحكومة أن «دمت» منطقة للسياحة العلاجية، غير أن الناظر إليها يتشكك مباشرة في جدية هذا الإعلان، الذي قيل أنه جاء تتويجاً للجهود المبذولة من خمس وزارات معنية، بحسب عبدالقادر باجمال رئيس الوزراء السابق، وهو يقرأ ذات الأعلان في المناسبة التي أقيمت بهذا الخصوص، وفي 17 يوليو2004م.
وبرغم تفعيل صندوق النظافة والتحسين في الآونة الأخيرة، إلا أن هناك عشرات المناظر، والتي تتكرر بشكل يومي، تقدم المنطقة كما لو كانت مقلباً للمخلفات، في بعض شوارع المدينة النظيفة، من أعمال السفلتة والخالية من آثار الاهتمام.
«قاسم الأحمد» موظف في إدارة الأشغال العامة قال: إن الإدارة تتولى متابعة المعنيين لأجل الحفاظ على المدينة نظيفة. إلا أن العمل يشوبه قصور ينجم عنه تكوم هذه المخلفات.
سكان قريبون من المدينة، كثيراً ما تقدموا بشكاوى مفادها تضررهم من وجود المجمع الرئيسي للمخلفات قريباً من مساكنهم. وفي أكثر من مرة قاموا بقطع الطريق على قلابات نقل القمامة. غير أن الإدارة المحلية تتدخل في الموضوع، وكالعادة تنتهي حالات التوتر بوعد لا يتحقق.
جهات مختصة بالمديرية لا تتردد في إلقاء اللوم على إدارة الصندوق في المحافظة. ويأتي الرد من الأخيرة بالنفي، وتأكيد أن سلطة المديرية مخولة بما تنصل منه.
وادي بنا الخصيب، لدى مروره في المنطقة السياحية لا يسلم من الأذى؛ حيث يتحمل نصيب الأسد من مخلفات المجاري والحمامات الطبيعية، لينتهي به المقام ناقلاً للنفايات والقارورات، بعد ان دخل المدينة وادياً من أعذب أودية اليمن، كثيراً ما تغنى به الشعراء والفنانون. ومن جهتهم، مواطنو محافظة أبين، ناشدوا الجهات المعنية بوضع حل لهذه المشكلة التي أدت إلى تلوث مياه وادي بنا الذي يصب في خليج عدن ماراً بأبين.
والطريف في الأمر، إن كان هناك طرافة، أن ما يعرف بإدارة صحة البيئة متنازع عليها الآن بين طرفين، كل يدعي تبعيتها له وحده، مكتب الصحة ومكتب الأشغال العامة.
وقد أثير موضوع البيئة في دمت وأهمية الحفاظ عليها، كمنطقة تحوي الآثار والمعالم التاريخية والسياحية، من قبل عدد من الفعاليات الشبابية والمنظمات المدنية. وكان آخرها أثناء زيارة الوفد البيئي الألماني الذي زار المنطقة في مارس الماضي، على هامش البرنامج الثقافي والسياحي الذي أقامته جمعية المسار الثقافية بمديرية دمت، بالاشتراك مع الوفد الألماني وبرعاية رسمية من قبل محافظ محافظة الضالع/ عبدالواحد البخيتي.