طلاب الدراسات العليا.. شحة الإمكانات ورسوم ضائعة

طلاب الدراسات العليا.. شحة الإمكانات ورسوم ضائعة - سعادة علاية

شحة في المواد ومعامل قديمة حتى المواد الموجود معظمها تالف مما يؤدى إلى فشل التجارب. هذا ما تحدث به أحدى الطلاب الدراسات من كلية العلوم كما أضاف أن هناك معاناة أخرى تبدأ مع بدء العطلة الصيفية هي إغلاق المعامل في الساعة الواحدة ظهرا. فما إن تبدأ الساعة 12 ظهرا حتى يبدأ العد التنازلي ويبدأ صوت الحارس بالارتفاع يطالبهم بالخروج، وكأننا في دوام مدرسي أو وظيفي. ليست هذه هي المشكلة الوحيدة التي تواجه طالب الدراسات العليا والبحث العلمي في الكلية, فقد كان لنا في "النداء" لقاء مع أطراف مختلفة تحدث عن تلك المشاكل التي تواجه طالب الدراسات العليا تتبين من قسم إلى آخر بحسب طبيعة القسم.

رسوم معقولة ونقص في المواد
المبلغ المحدد للدراسات العليا هو 12 ألف ريال في التمهيدي في الأقسام النظرية. أما الأقسام العلمية فتزيد لتصل إلى 14 ألف ريال ثم 70 ألف ريال عند تحضير الرسالة وكلما تأخر الطلاب في الرسالة عليه دفع 40 ألف ريال هناك لائحة جديدة ستصدر تقتضي رفع الرسوم إلى الضعف. هناك من يرى تلك الرسوم معقولة ومقبولة, وتتفاوت احتياجات طلاب الدراسات العليا من قسم إلى آخر. إحدى طالبات الدراسات العليا في كلية العلوم قالت: "الرسوم معقولة"، ولكنها عادت وقالت إنها بالمقارنة مع ظروف الطلاب وعدم توفر الإمكانات في المعامل من مواد وغيره تمثل صعوبة فهم يلجأون إلى شراء مواد التجارب وجميع الاحتياجات بمبالغ مالية عالية لإجراء تلك التجارب، "أحيانا في معامل خارج الجامعة وفي مرات كثيرة لا نجد التعاون مع تلك الجهات لغياب التنسيق بين الجامعة وتلك الجهات". تتفق زميلتها "ن" معها وتعلق بقولها: "إن الدراسات العليا مسلسل مكسيكي تبدأ حلقاته بتسجيل الطالب وتنتهي بعد أن يطفش الطالب ويأتي ذلك تبعا لنوع المشرفين"، واعتبرت نفسها أحسنت اختيار المشرفين، وأضافت أن قسمها (علوم الحياة) يعود للعصر الحجري خاصة بعد رفع شعار "يمن جديد". وفي كلية الزارعة اعتبرت إحدى الطالبات أن مشكلتها هي مشكلة جميع طلاب الدراسات العليا فالمراجع غير متوفرة يأتي بعد ذلك ترجمة المراجع الموجودة في الإنترنت، إذ يعاني معظم الطلاب من ذلك لضعف اللغة من مرحلة البكالوريوس مرورا بالتمهيدي وعدم اعتماد دورات لتقوية اللغة عند طلاب الدراسات العليا.
 اتفقت (أ) من كلية العلوم مع زميلاتها في كل ما سبق ولكنها أضافت أن الكارثة الحقيقية تحل على طلاب الدراسات العليا مع حلول الصيف، فالكلية تقفل الساعة الواحدة، والتجارب تحتاج إلى وقت أطول، وتأخير تلك التجارب يعني تلف تلك العينات والمواد والتي تحتاج إلى مواد باهظة الثمن، ناهيك عن الذين يرسلون بطلب مواد من دول خارجية. هذه عينة لمشاكل بعض الأقسام العلمية.
 تختلف مشاكل الأقسام النظرية تبعا لطبيعة تلك الأقسام. ففي قسم الدراسات الإسلامية في كلية الآداب الطالب (م) والذي رفض ذكر اسمه أيضا خوفا من عرقلة رسالته قال إن مشكلة الطلاب هي في ضياع أوقاتهم في المعاملات هنا وهناك وعدم التركيز في البحث وهدر طاقات الطلاب إضافة إلى نقص المراجع العلمية وافتقار المكتبة للمراجع الحديثة. إحدى طالبات كلية اللغات قسم لغة عربية، قالت: "لا توجد لديّ مشاكل كثيرة، المشكلة الوحيدة هي في اختيار المشرفين والمراجع غير المتوفرة".
قدرات بحثية
من المفترض أن يخرج الطالب من التمهيدي بقدرات بحثية عالية تؤهله لرسالة الماجستير والدكتوراه لكن كثيرا من الطلاب في كلية علوم الحياة اشتكوا من هذه المشكلة، حيث أن على الطالب أن يقوم بشرح المقرر وأحيانا قد يعقب الدكتور ويضيف إذا أراد. عدم ربط الدراسات العلمية بالواقع المحيط خاصة في كليتي العلوم والزارعة من المشاكل التي اشتكى منها الطلاب لـ"النداء". ما يراه الدكتور عارف الحمادي في كلية العلوم أن مشكلة البحث العلمي في الجامعة هي في عدم توفر ميزانية مخصصة والميزانية الموجودة هي عبارة عن مرتبات لمدرسين في الجامعة والطلاب الوافدين إلى الخارج إضافة إلى غياب سياسة البحث العلمي وغياب الأولويات أيضا لا توجد معامل خاصة بالدراسات العليا في تلك الكليات والمعامل الموجودة هي لطلاب البكالوريوس. تأتي بعد ذلك مشكلة الدوام في العطلة الصيفة وهي مشكلة إدارية بحتة المفترض أن تظل الجامعة مفتوحة ليل نهار، على الأقل نهارا كاملا تأتي بعد ذلك أهدر طاقات طلاب الدراسات العليا في ضياع وقته في المعاملات هنا وهناك. كما أن عدم احتكاك الطلاب بالمؤتمرات الدولية واللقاءات العالمية لتطوير معلوماته وتحديثه والتي تساعد كثيرا في خلق باحث حقيقي كل تلك المشاكل وعدم الاهتمام والدراية بأهمية البحث العلمي، أكده لنا د/ توفيق سفيان، نائب رئيس الجامعة للدراسات الأكاديمية، الذي تحدث لـ"النداء" قائلا: "إن علينا فهم البحث العلمي وكيف يقوم في الجامعات وكيف يمول، ثم قياس ذلك على الواقع ندرك أن كل ما يوجد في الجامعات (اليمنية) من دراسات عليا وأبحاث، هي دون مستوى البحث العلمي بالمعنى الصحيح؛ إذ تخلو من التطبيق لأن ذلك يحتاج إلى معامل وأجهزة ومراجع، وكل ذلك يحتاج إلى أموال، وميزانية الجامعة ومصدر دخلها محدود، ولا يوجد أصلا بند خاص بالبحث العلمي والدراسات العليا، حتى الرسوم التي تؤخذ من الطلاب لا تكفي لذلك فالطالب الواحد في الدراسات العليا يتكلف مبلغ 750 ألف ريالـ". وأضاف أن البحث العلمي مرتبط بالمجتمع والمشاكل المحيطة به بشكل عام، فالقرارات من المفترض أن تبنى على نتائج الأبحاث العلمية أي أن العلاقة تكاملية بين المجتمع وبين القطاع الخاص والقطاع الإنتاجي ومنظمات المجتمع المدني والدولة، وهذا غير موجود، فهناك حاجز بينهم جميعا. كما لا توجد مراكز بحثية وهي من أهم مرتكزات البحث العلمي.