عشرة اشياء قبيحة (2)

عشرة اشياء قبيحة (2) - هدى جعفر

6 - سيدة تغير شعرها الاسود الى الاشقر
يقول المثل الشعبي: «كل ما يعجبك، والبس ما يعجب الناس» وأنا أقول: «كل ما يعجبك والبس ما يعجبك أيضاً»، ولكن هل التحول الى شقراء هو ما يعجبك فعلا؟؟؟ أم ان هذه صورة جمالية منمطة تم تكريسها من قبل إعلام مجحف مع كمية لا بأس بها من عقدة الخواجة، كيف تستطيع سيدة تمتلك شعراً أسود، وتذهب بكامل قواها العقلية والمالية لتغيره إلى الأصفر، لون المرض والغيرة والاسهال.
الشعر الأشقر شئ جميل طبعا ولكن لمن جاءت الدنيا به وليس لفتاة اختار لها القدرشعراً بلون الفتنة والسحر الذي لا ينتهي، لون يختصر جميع الاشياء الرائعة في الكون: الليل والكعبة والأبنوس، وطبعاً... عيني من أحب.
7 - طعام فائض في القمامة
 نسيت -منذ طفولتي وحتى الآن- الكثير من المبادئ التي كانت أمي حريصة عل تعليمي إياها بالتلقين والتكرار، والضرب في كثير من الاحيان. ولكن جهود المسكينة ضاعت هباء منثورا إلاّ قليلاً، ومن هذه الـ«قليلاً» نصيحتها: أن إحترام النعمة واجب، ومن يبذر فإن الله يمسخه إلى قرد. وبما ان حيواني المفضل كان الكوالا، بالاضافة إلى أني كنت أكره الموز، كنت حريصة - ومازلت - على أن أحترم الطعام، وأرتعد خوفا من رميه في القمامة. وإن كان كسرة خبز يابس بسبب صورة واحدة لا تفارق مخيلتي: وجه باك لا يستطيع النوم لأنه يتضور جوعا، على بعد أمتار منه أكوام من اللحم والارز والخضار يعلوها الذباب، و بقربها قرد قبيح يرمق الطعام في غباء ويمسك بكسرة خبز يابس !!
8 - روايات عبير
في الخليج لا يمكن أن تعتبر الفتاة كاملة الأنوثة دون قراءة روايات عبير. وبالنسبة لي فقد اطلعت في حياتي على كل ما يخطر على البال، من قصص المكتبة الخضراء، وLadybird، الى كتب علم النفس والاقتصاد و الفيزياء وحتى كتب السحر والشعوذة. قرأت اكثر الكتب سخفا وغرابة وإباحية. ولكني لم احب روايات عبير قط !!!! لماذا أكرهها ؟ لأنها تختزل الحب الرائع  في قبلة ووردة ومشوار الى شاطئ البحر، ولأنها تحول الفتاة إلى كائن قشوري يظن نفسه قارئاً محترفاً لأنه يتابع إصدارات عبير، وتمتلئ لياليه بالدموع بسبب أحداث «عبيرية» مكرورة غاية في الغباء، هذه الدموع التي يحولها القائمون على هذه الروايات، إلى حسابات وأرقام يودعونها في البنوك معتمدين على فتيات يعانين من سوء فهم للمعنى الحقيقي للحب والقراءة واكتمال الانوثة. وبالمناسبة: من هي عبير يا ترى؟
9 - خطبة يوم الجمعة من الحرم المكي
تخيل معي الآتي: مجموعة من كبار السن في إحدى بلدان الأقليات المسلمة (الفلبين مثلاً) يجتمعون في مقهى فقير بعد أن طلب منهم صاحبه ما يعادل خمسة دولارات ايجارات وجودهم لأقل ساعة اقتطعوها من ثمن الرغيف أو سعر الدواء. إنهم هناك كي يشاهدوا خطبة الجمعة من الحرم المكي، حيث تهفو أفئدة المسلمين الذين منهم العرب والافارقة والهنود، وبعد أن ترجم لهم من يتحدث منهم عربية مهشمة، يفاجأ الجميع أن الخطبة عن رنات الموبايل، أو عن حكم استخدام العمالة الاجنبية في خدمة البيوت! سيمر وقت طويل حتى يعرفوا ما هو الموبايل، ووقت أطول كي يستوعبوا دخل المسلمين بموضوع كهذا، وربما تكون آخر مرة يجلسون هناك بعد أن يعرفوا معنى كلمة «أجنبي» وأنهم من المقصودين بهذه اللفظة اللاإنسانية واللاإسلامية أيضاً!!
10 - إيميل من قارئ غير عزيز
إيميل من قارئ يفتقر الى الخيال. بالتاكيد هو كذلك. وإلا لماذا لم يتخيلني  وأنا ساهرة في الليل اعتصر كوب الشاي محاولة كتابة أفكارجديدة تعبر عني، وتليق به، وتستحق الريالات، التي سيدفعها لشراء الصحيفة. ثم يرسل لي غير عابئ بالتعب الذي أبذله وبالافكار التي طرحتها -على سخفها ربما- ليرسل لي بلا شفقة، رسالة بالبونط العريض مليئة بالزيف تقول باختصار وبغباء أيضاً: «ممكن نتعرف يا حلوة».
[email protected]