رازح تحت السيطرة

رازح تحت السيطرة - بشير السيد

كانت ملامح وجه حفظ الله السدمي، قائد عمليات وقوات العمالقة في مديرية رازح - محافظة صعدة، أكثر انفراجاً، وعندما شرع يشرح للصحفيين، الأحد الماضي، كيف أن جنوده المقاتلين من العمالقة تمكنوا من تصفية وتطهير المديرية من العناصر الحوثية، حملت نبرات صوته نشوة القائد المنتصر.
وقال:« في منتصف أبريل الفائت تحركت مجموعة من كتائب لواء العمالقة من محافظة البيضاء قاصدة رازح، وفي 21 أبريل بدأت أول مواجهة بيننا(قوات العمالقة) وبين الحوثيين، وفي العاشر من الشهر الجاري (يونيو) أصبحت رازح خالية نهائياً من هذه العناصر. من حينها لم يحدث أي إطلاق ناري» كان حريصاً على لفت انتباه الصحفيين الى وعورة المنطقة وتمكن العمالقة من اجتيازها.
 كانت هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها الصحفيون إحدى مديريات صعدة، منذ اندلاع الحرب، أواخر يناير الفائت، وكانت الزيارة بدعوة من وزارة الداخلية.
أحد الصحفيين علق على الزيارة: «سمحولنا .. ولكن بعد انتهاء الحرب».
الطريق الى رازح طويل ومرهق في آن. وأيضاً المهمة بالنسبة للصحفي برغم أننا كنا ندرك سلفاً أن تحركاتنا لن تتجاوز برنامج الزيارة المعد من وزارة الداخلية.
في رازح أمضينا قرابة ساعتين، من الثالثة والنصف عصراً حتى الخامسة والنصف، وخلالها تحدثنا مع عسكريين ومواطنين واستحوذت كاميراتنا، في التقاط الصور، على المساحة الأكبر من الزمن. كما اطلعنا على أهم المواقع التي تمركز الحوثيون فيها وهي  مواقع جبلية بالغة الوعورة المحفورة خنادقهم فيها.
 في منطقة النظير- أكبر مراكز مديرية رازح سكاناً- كان النائب عبد الكريم جدبان في انتظارنا، وعرفنا منه أن الأسر النازحة من المديرية وصل عددها الى 70 أسرة يصل  عدد أفراد بعضها إلى 25- 30 فرداً. وقال: «إن حصر واستكشاف الأضرار وتعويض المتضررين هي من اولويات الحكومة حالياً».
جدبان الذي أيضاً أفاد ان المديريات خضعت لحصار شديد من قبل جماعة الحوثيين، أكد للصحفيين أن أهالي رازح اشتبشروا وفرحوا بقدوم العمالقة.
قبل وصول القافلة الى القلعة - مركز المديرية - قابلنا وحدة من قوات العمالقة مكونة من 13 جندياً يحملون بنادقهم، وأصابعهم على الزناد وكانوا، مثل بقية زملائهم الجنود الذين التقينا بهم في مدخل المديرية، حريصون على أن نلتقط صوراً لهم.
لقد أثبت لواء العمالقة أنهم أكثر القوات شعوراً بالمسؤولية بالرغم من وصولهم صعدة في ظروف تدعو إلى التشأوم.
وعلمنا من أمين عام المجلس المحلي لمديرية رازح (ضيف الله سليمان) أن الأهالي كانوا أكثر تعاوناً مع قوات العمالقة، بعد أن تبين لهم أنها قوات نظامية غير تلك التي كانت تقاتل في منطقة مران وسحار في حرب صعدة الأولى، وعُرف عنها نهب المنازل والممتلكات.
وفي حديثهم مع «النداء» حرص أبناء النظير والقلعة وبركان على أن ينوهوا بدورهم المتعاون في مساعدة العمالقة ويتفاخروا بأنهم كانوا أحد ركائز النصر، لكن البسمات كانت تتوارى كلما مر حديثهم على الاتفاقية بين السلطة والحوثيين!. هم قلقون من أحد بنودها، ذلك الذي يقضي بخروج الحوثيين من السجن. « صالح» من أبناء القلعة قال:« عندما يخرج الحوثيون من السجن ويعودون الى منازلهم سنكون هدفاً لهم لقد عُرفنا بتعاوننا مع قوات العمالقة».
 مواطن آخر اعتبر أن رجوع الحوثيين الى المنطقة، دون محاكمة يعني أن نبحث عن بلد آخر غير اليمن للعيش فيه.
اقتصرت زيارة القافلة الصحفية على رازح، المديرية الخاضعة كلياً لسيطرة قوات العمالقة، بقيادة حفظ الله السدمي، المرتدي بزته القتالية ويعتمر قبعةً حمراء والذي أجاب على سؤال «النداء» إن كان يفهم من زيارة رازح دون غيرها إخفاق القوات العسكرية  في المناطق الأخرى في تحقيق أي نجاح في ميدان المعركة؟. فقال :«لا أستطيع أن أقول سوى أن هذه المنطقة - مديرية رازح- هي منطقة أعمال قواتنا ( العمالقة) ولي الصلاحية أن أصف لك ما حققناه فيها، أما المناطق الأخرى لكم (الإعلاميين) أن تعرفوا مايدور فيها عبر الإعلام وتفسرونه كيفما تريدون». وواصل: « أعتقد أن كل القوات قدمت نجاحات، لكن مسألة اقتصار زيارتكم على رازح مسألة غير متعلقة بنا نحن قوات العمالقة. قيل لنا سوف يحضر رجال الصحافة، وكُلفنا بإعطائكم صورة لماقمنا به».