نافذة.. في تعالق البطالة بالبطولة

نافذة.. في تعالق البطالة بالبطولة - منصور هائل

ستخضع صورة «السيد» مقتدى الصدر لإعادة صياغة وتعديل وتصغير إلى أقل من «بطل»، وليس ثمة ما يمنع الاعلام الرسمي من أبلسته ومنع ذكره وحذف صورته من حيز التداول الاعلامي بالمرة، وفي أسرع وقت.
ذلك ما جناه «السيد» مقتدى على نفسه بعد أن كان قد قفز إلى مرتبة «بطل» مرشح لأن يصبح «أيقونة» ويقتحم سوق منافسة «السيد الرئيس» صدام حسين، و«السيد» حسن نصر الله، الذي تراجعت مبيعاته في السوق لاسباب لا يعلمها «السيد» مقتدى.
المهم: لقد وقع المحذور وخسرت السوق اليمنية فرصة استثمارية كانت شبه مؤكدة وبددها الفتى مقتدى الصدر بخطبة جمعة مزمجرة تطايرت بعض شظاياها إلى وجه الحكومة اليمنية، التي اتهمها «السيد» ومعها القوات الامريكية، بشن حرب إبادة على «الحوثيين» واستخدام «أسلحة محرمة». ولم يكتف بذلك وإنما ناشد منظمة المؤتمر الاسلامي والعالم بالتضامن مع الحوثيين ووقف العدوان الظالم عليهم!
والواضح أن الفتى مقتدى لم يكن يعلم أنه كان قد تأطر في صورة «بطل»، وأن صور الأبطال قد أصبحت تستثمر وتمتص بعض البطالة في اليمن، حيث قفزت إلى سطح السوق عمالة جوالة تقوم بتسويق وبيع صورة «البطل» ولم يعد الحبل السري، الذي يربط بين البطولة والبطالة، محكوماً بقصوره الذاتي المزمن والماثل في صورة «بطل» تشع وتتوهج ببطالة الجموع، وبالأحرى ببطالة عقلية جمعية مستريحة بالرقود على سرير اليقين بخلاص على يد البطل المنقذ، المهم، والخارق.
هكذا شاءت المستجدات والانقاض المتراكمة في السنوات الأخيرة أن تتمخض عن أكثر من «بطل»، ولأول مرة تحققت فائدة متعينة وملموسة لهذا الصنف من الكائنات، عندما أصبح قسم من العاطلين، مهما كانت محدوديته، يشتغل بصور صدام حسين، وحسن نصر الله، بيعاً وشراءً في الأرصفة وجولات الشوارع والمكتبات العامة.
وقد تراجعت مبيعات «السيد» حسن نصر الله لأنه «شيعي». وعلى افتراض أن الحكومة تشن حرباً مقدسة على «الشيعة» في صعدة، وإذا كان ذلك ما حدث للسيد حسن فما الذي يا ترى ينتظر «السيد» مقتدى!؟
والحال أن خطبة الفتى مقتدى قد أبطلت المفعول السحري لبطولته عندما كان في مغارة الاختباء، ولن يحظى في قابل الأيام بما كان يحظى به في مائدة الاعلام الرسمي قبل أن يحشر رأسه ولسانه في الشأن اليمني، هذا إذا لم تخضع لمقص الرقيب ويتهم بالتورط في دعم «الحوثيين» مثل ايران وليبيا و... إلخ.
mansoorhaelMail