هدايا إب

هدايا إب - محمد الغباري

إذا ما تأكدت الرواية المتداولة عن قرب تغيير قيادة محافظة إب، فإن الرئيس علي عبدالله صالح سيكمل بهذا القرار الأداء الرائع الذي قدمه شباب وشابات المحافظة يوم أمس، بل إنه إذا ما تم ذلك فسيكون بمثابة التكريم المستحق لهؤلاء الذين أمضوا الشهور الماضية في تدريبات مضنية وسط ظروف قاسية وإهمال مستمر.
ما كان ينبغي على محافظ إب ولا اللجنة المنظمة أن تنسى الجهود الجبارة التي بذلها الفنان الراحل فريد الظاهري وزوجته والمدربون الكوريون في سبيل إخراج هذا العمل بالصورة الجميلة التي كان عليها، وواجب الوفاء للفنان الظاهري الذي فارق الحياة وهو في ميدان العمل أن يكرم وأن تخلد ذكراه.
حين وقف رئيس الجمهورية ليصحح الأرقام التي أعلنها المحافظ عن حجم المبالغ التي صرفت على المشروعات، توقعت وغيري أن يكون الرجل قد عرف حجم الكذبة التي أرادت قيادة المحافظة أن تمررها على الجميع، لكن الأمر بحاجة إلى إجراء أكثر فاعلية بحيث تعاد للوظيفة العامة مكانتها وللمواطنين تقديرهم.
مع كل ما كتب عن سوء أداء الأجهزة التنفيذية في محافظة إب والمضايقات التي لحقت بالمواطنين بسبب الإجراءات الأمنية التي رافقت الترتيب للاحتفال، إلا أن إعلان الرئيس عن تعليق العمليات العسكرية في محافظة صعدة واستعداده للنظر في أي مطالب للمتمردين عدا عودة الإمامة، مثل إضافة فرح جديدة غطت على جزء كبير من عيوب الترتيب للاحتفال بمناسبة وطنية غالية كهذه.
لا يوجد عاقل يشجع على استمرار القتال أو نزيف الدم. والإعلان الرئاسي يتطلب الدعم والمساندة أكان ذلك من طرف أتباع الحوثي أو من القوى السياسية وكل فعاليات المجتمع المدني.
بالتأكيد إنه إذا توقف الرصاص فإن اليمنيين باستطاعتهم التحاور حول كل شيء ومعالجة أي قضية. ولأن الحفاظ على هيبة الدولة واحترامها كان من أبرز مرتكزات الدعوة التي أطلقتها أحزاب اللقاء المشترك من أجل وقف القتال في صعدة، وما دام قرار تعليق العمليات العسكرية قد فتح الباب أمام مساعي الحل السلمي؛ فلا ينبغي أن تنجح جهود إغلاقه مرة أخرى.
من المعيب أن تسفك دماء اليمنيين وأن تفتح نوافذ إيقاف هذا النزيف، ولا تتفاعل مختلف الأوساط مع هذه المبادرة من أجل توسيع مساحة الأمل ودعوات السلم، لأنه من العبث القول بأن المشكلة تخص السلطة وحدها وعليها حل مشاكلها بعيداً عن بقية مؤسسات المجتمع المدني وشركاء الحياة السياسية...
malghobariMail