الحوادث المرورية.. تقتل الكبار أيضا

يوم أمس ودعت محافظة عدن النائب في كتلة التجمع اليمني للإصلاح إشفاق عبد الرزاق، بعد ثلاثة أيام من وفاة ولده الوحيد جرَّاء حادث مروري في طريق تعز الحديدة.
 حزن خيم على العائلة وأفراد دائرته ال21 وزملائه في البرلمان.
بوفاة النائب إشفاق يكون البرلمان قد ودع ثالث عضو له خلال أقل من نصف عام أحدهم نائب سابق وذلك بحوادث مرورية. فقد كان آخر الراحلين النائب السابق محمد المساوى الذي توفي في حادث مروري في منطقة معبر بذمار وهي المنطقة التي تعد من أكبر المناطق التي تلتهم مئات الأرواح بالحوادث المرورية.
قبله كان النائب عبدالله قاصرة قد فقد حياته مع عدد من مرافقيه بحادث على بعد كيلو مترات من محافظة الحديدة باتجاه محافظة تعز، وهو الخط الآخر الذي يسلب المئات حياتهم، وانتهى الأمر بالسعي لإعادة انتخاب نائب جديد عن دائرته وهو المصير الذي ينتظر مقعد الراحل أمس (إشفاق) الذي توفي أيضا في ذات الخط.
نفس الطرق والأماكن في عدد من الخطوط التي تربط بين المحافظات هي التي نقع فيها الحوادث المرورية، وهو الأمر الذي يزعج البرلماني علي العنسي الذي يطالب الحكومة بإجراء دراسات حول الأسباب التي تؤدي إلى وقوع تلك الحوادث وفي نفس الأماكن.
يتحدث النائب العنسي ل "النداء" أثناء مشاركته في جنازة زميله إشفاق، ويتحسر على زميله مبدياً أسفه من القصور في إسعاف الراحل بعد أن ظل لمدة ساعة ينتظر على قارعة الطريق وكان استمرار النزيف أبرز أسباب تدهور حالته ووفاة ولده الوحيد.
إلى جانب دراسة حالة الطرق يطالب العنسي بتخصيص مراكز وأطقم طبية متخصصة وغرف عمليات على مدار الساعة للحوادث المرورية التي تقتل الآلاف سنوياً، معتبراً " أن تخصيص طائرات هيلوكبتر للحوادث ليس عبثا لأن ترك الأرواح تنزف في الطرقات هو العبث" حسب قوله.
يضيف العنسي: "يجب النظر ودراسة المناطق والطرقات التي عرف وقوع الحوادث فيها لعشرات المرات كمنطقة البرح ومنطقة قهوة عتيقة في ذمار، وكذلك العقبة المشهورة في الضالع، ومنطقة الراهدة، و كرش وغيرها من الأماكن".
قبل أشهر توفي أحد المسؤولين في مؤسسة المياه وزميل له في حادث مروري وقبله كان ثلة من السياسيين والشخصيات المعروفة قد قضوا بذات السبب آخرهم كان الزميل حميد شحرة الذي كتب قبل رحيله لقطة صغيرة عنونها ب " ماحكاية الحوادث المرورية" وصحفيين آخرين عبدالكريم عجلان كإياد عصام سعيد سالم وقبله اللوائين يحي المتوكل ومجاهد أبو شوارب وقبلهم الدكتور عبدالعزيز السقاف والشيخ محمد مبخوت بن شاجع، ومؤخراً 13 من أسرة معصارعمران بسيارة واحدة وأسماء كبيرة أخرى لايتسنى ذكرها.
وتظل أرقام الوفيات جراء الحوادث المرورية مرعبة ولا تحتمل؛ فقد بلغ عدد المتوفين خلال العام الماضي 2816 شخصاً وإصابة سبعة عشر ألفاً و147 شخصاً في عموم مناطق اليمن وذلك في ثلاثة عشر ألفاً و342 حادثة.
وفي شهر يناير مطلع العام الحالي توفي 249 شخصا في 787 حادثة مرورية، وأصيب 1498 شخصاً، أما في فبراير فقد توفي 200 شخص في 860 حادثا وأصيب 1498اخرين،وتقلص العدد في مارس إلى 150 متوفياً وأصيب 1260 في 920 حادثاً.
الأرقام تظهر أكثر مع تقادم السنوات حيث تظهر إحصائيات وزارة الداخلية أن 12 ألفاً و92 شخصاً قتلوا خلال خمس سنوات وأصيب 73 ألفاً و945 آخرين في 59 ألفاً و327 حادثة منذ العام 2002 بينما كان الرقم الأعظم هو 34 ألفاً و892 شخصاً توفوا منذ 1990 وأصيب 209 آلاف شخص في 155 ألفاً و211 حادثة.
السلطات الرسمية غالبا ماتحمل المسؤولية السائقين وسرعتهم الزائدة بينما لم يتم دراسة واقع الخطوط الطويلة والأسباب إجمالا التي تظهر من ضمنها أيضا ضيق الطرق والخطوط الطويلة وعدم وجود الإرشادات والتعرجات وتنبه بوجود المنعطفات والمطبات المستحدثة وغيرها من قائمة الأسباب.