وأضع الماء في فمي

وأضع الماء في فمي - رامي الأمين

سوف يبقى محمد عبدالوهاب في الصورة التي ألصقتها على جدار الغرفة، سوف يبقى، وقد تذهبين الليلة، أو غداً عندما تستيقظين وتجدين أني تحولت إلى كائن مجنون، وسأطلب أن تطفئي الضوء، وأن تغلقي الستارة كي نمنع الصباح من الدخول، وسأطلب أن ترفعي حوضك قليلاً لأني متضايق، وسنسمع وجع السرير، وسنسمع مرور السيارات، ونرفع من لهاثنا، وستقولين إن رائحة فمي كريهة، وستطلبين أن أنظف أسناني وأعود، وسأعود، بأسنان أقل اصفراراً في المرّة المقبلة. سأعود وقد لا أجد إلا عبد الوهاب على الحائط،، ساكناً وجامداً، ينظر إليّ من خلف نظارتيه، وسوف يبقى هكذا، وقد تأتين بعدها بقليل، بابتسامة رائعة، وترقصين بينما نحضّر العشاء معاً، أو تقفين أمام النافذة كجزء من الديكور، كالكرسي الهزّاز، تتماوجين مع الأغنية. وأضع الماء في فمي، وأبصقه دفعة واحدة، أضع الماء وأبصقه حتى تخرج الرائحة الكريهة منه، وأعود إلى السرير وأنام بقربك، ساكنة، ميتة على الأرجح. وأضيء الضوء، وأفتح الستارة، وأحدّق في صورة عبدالوهاب.