لم نعد تماماً

لم نعد تماماً - عبدالرزاق الربيعي

فجأة...
وجدنا اننا
لم نعد تماما كما كنا..
أنت في قارتك تبرقين
كالانتظار عندما يوشك...
وانا في جزيرتي
استاف الرمال...
ووسط الفراغ المطلق
ابحث عنك...
عن النهر الذي كنا نجري فوق ضفاف عصافيره
طفلين بلا ماض ولا مضارع
طائرين بلا حدود
والان..
لم نعد كما كنا...
انظري الي َ عبر كاميرا الشبكة الزرقاء
سترين قدمي َ غاطستين
في ظلمة البحر
مثلما أرى
قدميك نابتتين في جليد المحيط
انظري الينا مليا
لم نعد كما كنا قبل ان نغادر طين النهر
فلقد سقطت اسنان احلامنا اللبنية
وسقطنا في السواد....
حين ابتعدنا عن السواد
لم نعد كما كنا..
انظري مليا
انا اجف ُ تحت شمس حارة
وانت ترتجفين تحت شمس باردة
حتى النجوم فوق راسينا
لم تعد كما كانت تلمع فوقنا عندما كان النهر..
والقمر اختلف ايضا
لم يعد يشبه قمرنا الذي يضيء
عتمة ليالينا
ونحن نهمس تحت الاشجار
الاشجار الحنونة البيضاء
وليست الاشجار الصلدة التي اسند عليها جثتي هنا
والشاهقة التي حتى العصافير تجد صعوبة في تسلقها هناك
لم نعد كما كنا
حتى الزمن انشطر في الواجهة
انت تدخلين في قلب الليل
وانا استقبل صياح الديك
وحين يتنفس صبحك
اخلد الى النعاس
حتى رقمك في دفتر تلفوناتي استطال كالمسافة
اتدرين لماذا؟
لاننا...
لم نعد كما كنا
ولم تعد الاشياء كما كانت
عندما كنا نجري تحت الاشجار
كمياه النهر