لم يعدنا الرئيس في الانتخابات بـ"هتك الاعراض»

لم يعدنا الرئيس في الانتخابات بـ"هتك الاعراض» - أحمد الزرقة

إنتهاك الأعراض والحرمات واعتقال وخطف وتعذيب المواطنين، نفسياً وجسدياً، هل هذا ما وعد به الرئيس الصالح مواطنيه في برنامجه الانتخابي الذي لم يجف حبره بعد؟!
مشايخ ومتنفذون أمنيون ينتهكون حرمات الناس وأعراضهم في وضح النهار. خلال أقل من شهر كشفت الصحافة عن سلسلة من الانتهاكات التي تعرض لها مواطنون في صنعاء والحديدة ومأرب وعدن وغيرها من المحافظات. المواطن لم يعد يأمن على نفسه، فقد تساوى المشايخ ورجال الأمن في الهمجية وأصبحت الأعراض، التي كانت خطاً أحمر الى وقت قريب، عرضة للسلب والابتزاز. قد يقول قائل: إن تلك ممارسات شخصية وفردية. لكن ما ينفي تلك المقولة أن من ثبت بطشه يتم ترقيته وإلا كيف نفهم ترقية الفاشق ليصبح وكيلاً لمحافظة الحديدة وملفه الإنساني أسود!!؟ ولم نسمع الرئيس أو أحد زبانيته قد تحرك لينصف مظلوما. هل من المعقول أن الرئيس وكبار مسؤولي دولته لم يسمعوا أو يقرأوا ما ينشر على صدر الصحف من أخبار تلك الممارسات!؟
"أنيسة الشعيبي" لا تريد أن تحصل المرأة على 15 بالمائة من التمثيل السياسي في البرلمان أو في المحليات، وهي تلك الوعود التي أطلقها الرئيس في عدن بعد اسبوع من نشر قصتها المؤلمة لكل ذي عرض. كانت تأمل أن يقدم الرئيس من قاموا بانتهاك عرضها للقضاء ليقول كلمته وينتصر لها. كانت تأمل أيضا أن تساندها الدكتورة الاكاديمية وزيرة حقوق الانسان التي يبدو أنها لم تفهم المعنى الخاص باسم حقيبتها الوزارية (حقوق الانسان)، بدلا من التنظير للدفاع عن الالتزام الرسمي لليمن (ولا أدرى عن أي يمن تتحدث) بالمواثيق والعهود الدولية لحقوق الانسان بينما المواطن اليمني يبح صوته للانتصار لحقه إذا ساقه القدر في وجه متنفذ أو غاصب للارض والعرض.
حمدان درسي وقبله محمد سالم قطاب ومحمد الشدي وموسى البيضاني ضحايا لشيخ واحد ومتنفذ واحد، أعرف ومثلي كثيرون أن ما يصل للصحافة من تلك الفضائع اللاأخلاقية لا تمثل واحداً في المائة من الجرائم ضد الانسانية.
ليس من حق الرئيس صالح أن يخذل ناخبيه بهذا الشكل ويتركهم لجلاديهم فقد وعدهم بدولة العدل والمساواة وبمحاربة الفساد والالتزام بحقوق الانسان، أليس هذا ما قاله برنامجه الانتخابي وبعد ذلك ما تعهد به أمام مؤتمر المانحين!
تلك الممارسات بالتأكيد لا تصل للرئيس الصالح لأن من حوله يدركون أنه لن يرضى عن تلك الممارسات اللاإنسانية. لكن على الرئيس أن يخرج من عزلته تلك وأن ينوع مصادر أخباره فالامور في اليمن ليست على ما يرام واليمن ليست تمام يا افندم!