الآخرون... أضراس حياتي

الآخرون... أضراس حياتي - محمد بركات*

الآخرون
أضراس حياتي
أقتلعهم
واحداً واحداً
وأضحك
بفم عار.
بعضهم ينبتون
حيث أرميهم.
في مرّات أصادفهم
وقد صاروا رجالاً،
وأحياناً
أمهات.
بعضهم الآخر
يختفي
مثل اسنان الحليب،
وقد يصيرون
افواهاً
كبيرة
لا تتوقف
عن الكلام
والعضّ.
الآخرون،
الأضراس،
يتناقصون
يومياً.
ربما لهذا السبب
اخترعوا وجبات الأسنان.
الوجبة:
جملة مستعارة،
نادل في مقهى،
حوار مع غرباء الانترنت،
عيون جاحظة في الباص،
سرير غريب،
غمزة طائرة.
الآخرون أضراس
والعالم
فم واسع
واسع
بلا ألسنة.
أحسب أني
ضرس أيضاً
نبتت لي
قدمان
في أحد الأيام
واعتقدت
اني صرت رجلاً،
ومضيت في الطول
والعرض.
حتى أني أحببت ضرساً
يظنّ نفسه
امرأة.
صرت أتصرف كرجل:
ألبس
أتعطر
أقلب عينيّ
بين النساء
طامحا إلى ان اكون
زيراً ما.
صرت أعضّ
أصرّ
أطقطق،
ثم اكتشفت أني مربوط
إلى الارض
وان انسجة حمراء
تخترقني.
اكتشفت أني
لا اتحرك
بل التفت،
وأني لا أسافر
بل أغفو،
وأني لا أتألم
فقط يهاجمني السوس.
اكتشفت أني مربوط
إلى الارض،
وان الليل
فم
مغلق،
وأن النهار
ثؤابة قصيرة،
والغرق
كأس من الماء،
والبرد
تنهيدة.
اكتشفت أني
مثل الآخرين
أعضّ
ثم أصرخ
من الألم،
وأني
كما العالم،
بحاجة إلى
كماشة.

* شاعر لبناني