الأحصنة تعتلف عشب الملاعب

الأحصنة تعتلف عشب الملاعب - أحمد زيد

تحولات الخطاب السياسي، كشفت وبوجه سافر مقاصد داعمي الرياضة، الصوريين، والذين كانت أدوات تفكيرهم بغاية المصلحة الشخصية، ففي تعز اظهرت الانتخابات السابقة حجم ما كونه الاخ شوقي احمد هائل من شعبية جماهيرية عريضة، جاءت على حساب مشاعر الرياضيين بعد تشكل حضوره عرض الصحف الرسمية والاهلية، فشاع اسمه وترسخ في أذهان جمهور الناخبين والناخبات، وهاهو الآن ينجح مجدداً في منافسات الانتخابات الأخيرة متكئاً على الجانب الرياضي، ولا خير في ذلك، لكن أن تجير اصوات الرياضيين بمختلف أفكارهم امتداداً لصالح الحزب الحاكم، هذا هو الخط الواضح للإستفادة من الولوج في عالم الرياضة بغية الوصول مندفعاً على صهيل الحصان. صحيح بأن كثيرين بدأوا يستفيدون من حقل الرياضة كهمزة وصل تنقلهم للمكانة السياسية، على ذات السياق ينهج نائب رئيس نادي الهلال الرياضي بالحديدة الاخ احمد العيسي، رئيس الاتحاد العام لكرة القدم، الذي حاول كثيراً غرس جذوره في الساحة الرياضية، بتجييش بعض الاقلام، وامام حضور بذخة المالي تسقط بعض الارقام منكسرة لصالح تلميعه وتحويله إلى رجل مرحلة للكرة فيما الكرة لا رب لها.. ها هو الشيخ يسير علىسنة الحزب الحاكم والذي لا يهتم كثيراً للشؤون الكروية، كما أن السيد وزير الشباب والرياضة، رئيس اللجنة الأولمبية اليمنية الأخ عبدالرحمن الاكوع المؤطر بذات الانتماء، إذ توحي فترة تواجده على هرم الرياضة اليمنية أنه لا مكانة عنده للاهتمام بالرياضة، أو حصانتها من الشخوص الذين لا يفوتون فرص الانتخابات من بوابة الرياضة، وذلك بعد أن شهد العمل الرياضي اشكالاً انسانية غير فاعلة، وهذا لا ينفي قيمة من قدموا للرياضة العديد من الخدمات وإن كانوا غير ممارسين، إلا أن هناك من سجل حضوراً فاعلاً على هذا المضمار، والسؤال المحير هو: لماذا خصخصت الرياضة على نحو مخالف ومشخصن، وبالذات في وجه البرلمانيين، فيما كشفت اكذوبة الوزير، بعدم إخضاع الرياضة لحكم وسيطرة المشائخ، والذي كان لفترة سابقة متحمساً ضد العالقين بالرياضة، ليأتي الواقع منافياً ومناقضاً لقناعة يبدو أنها كانت لمجرد المكابرة فيما تبين إرضاء عاطفة الوزير، وتحالفاته مع عناصر المؤتمر وإن قضى فيها على الرياضة، دونما اعتراض على انضواء الرياضة تحت سقف وزارة الشباب والرياضة، وترك باب الرياضة مفتوحاً أمام مسمى «شيخ» يجر أعمال اتحاد الكرة اينما وكيفما شاء حتى لاحت بوادر الامر القديم، وتبين بان الاخ الوزير ما كانت له إلا غاية وحيدة ولا علاقة لها بشأن تطور الرياضة، فقط كان إقصاؤه للأخ محمد عبداللاه القاضي، رئيس اتحاد الكرة، هدفاً واضحاً لوزير الشباب وأغلب الظن بأنه كان يبحث عن «الانتصار الذاتي» وهي محطة لهدف إزاحة رئيس الاتحاد الأسبق، والذي شهدت الكرة ايامه حراكاً رياضياً، إذ تحولت الرياضة إلى حالة فعل حقيقي، يبحث عن وجود كروي لرفع العلم الوطني بأقدام يمانية.
وعلى نفس وتيرة الإشكال جاء إخماد صوت الاتحاد الذي أعقب القاضي، إذ أقصى ايضاً الاخ حسين الاحمر، على اعتبار الحصانة البرلمانية او المشيخة القبلية، هكذا بدا الامر «إعلاء صوت الأكوع، حتى ولو سقطت الرياضة إلى الدرك الأسفل من الهاوية، وهذا اصطدام فاضح مع عاصفة عشاق الكروية الساحرة، التي لا تؤمن بالتقييد، بل بتحول أفضل،ومع شيخ الاتحاد الحالي لا تحولات أفضل للكرة، كما أن الرياضة لاتخضع للطوعية، بل هي في حالة دوران موسمية كما هو حالها مع العالم أجمع، وإن حاجة جمهور الكرة الثائر لكل انتصار لا يؤمن إلا بكل دوران حقيقي نحو التقدم والسير نحو الأفضل، وفي ظل فوضى الانتخابات والحراك السياسي الموجه خلال الايام الماضية بالتأكيد أنه سيختلط الصوت الرياضي بالصوت السياسي، ومعه سيحتاج ساسة الرياضة إلى التواصل بساسة السياسة والذين لا نفع لهم مع الرياضة، وهذه واحدة من موجعات ارتباط الرياضة بالسياسة، وهذا يكشف مبتغى داعمي الرياضة الذين يبحثون عن فرص التطلع من خلال تواجدهم الشكلي في الواقع الرياضي.

ثقافة سلطوية
يشاع بأن الرئيس الحالي لاتحاد كرة القدم، أنفق ما يقارب 6 ملايين ريال إبان فترة الانتخابات، بهدف التربع على عرش الكرة. وفي واقع الحياة هناك من يبحثون عن الشهرة سواء بالسير على الحبال أو امتطاء صهوة الحصان وما شابه، المهم التسلق من اجل الشهرة أو المنفعة.
عندما يؤمن الحزب الحاكم بثقافة ا لتداول السلمي للسلطة، ستترسخ قناعات إيماننا بتطور الرياضة، والتي هي اكثر ما تكون حاجتها إلي رأس بعقل، لا إلى رأس عنجهي بلا عقل يسعى حثيثاً إلى تزوير ضمائر الناس قبل الصندوق عند كل دورة انتخابية.