الحرية صناعه نسائية

الحرية صناعه نسائية - منى صفوان

تبدو معاني الحرية غامضة لدى الكثير من النساء، اللواتي يحاولن البحث عن شيء يمثل لهن معنى من معاني الحرية في الحياة التي يعشنها. ورغم ارتباط النساء وربطهن بالمطبخ، فهن يبحثن عن الحرية، في مطابخهن، ليؤكدن ان "الطبخ حرية", وبهذا تكون مملكة المرأة المليئة بالطناجر والأواني، مملكة حرة، تلبي الحاجة الأولى لأي إنسان وهي "الشبع", فلا حرية والجوع سيد الموقف، لذلك تخصصت النساء في طباخة وزراعة الحرية منذ قرون (80 % من اليمنيات مزارعات), والرجال الذين لا يزرعون ولا يطبخون، ينقصهم طعم الحرية الحقيقي، لذلك تبدو كل السياسات الاقتصادية فاشلة، لان من يديرونها هم الرجال وحدهم. فلا اقتصاد دون اكتفاء، والحرية لا تستورد بل تزرع "فلا اقتصاد دون نساء"، وان كان الاقتصاد هو السياسية بعينها، فكل المزارعات، وربات البيوت سياسيات من الطراز الرفيع، ومؤهلات للمشاركة السياسية، فالمجتمع المحلي يحتاج لمهارة المزارعة وسياستها الاقتصادية وتدبيرها المالي, ورفض مشاركة النساء رفض للحرية. وحشر الحرية في زاوية المطابخ والأواني المتسخة، يهدد توازن المجتمع، ليبقى السواد الأعظم، الملتحف بالسواد، بعيداً عن مطابخ السياسة، المخصصة للطهاة الرجال، وهذا ما يهدد باحتراق الطبخة كل مرة! فالجمع بين المطبخين (الرجالي والنسائي)، لا يعمل فقط على ردم الهوة الاجتماعية، لكنه أيضا يشفي المجتمع من أمراض السياسة, ويساعد في سرعة الاستشفاء الاقتصادي، الذي لم تداويه الجرعات السعرية المتوالية. والتي صارت رمزا من رموز العبودية، وزادت من قهر المواطن، لتجعل رغيف الخبر رمزا للذل.
سأعلم سماء.. معنى الحرية... وان لا سماء.. للحرية
سأقول.. لسماء عندما تكبر... أنها ولدت حرة وأنها بنت الحرية
وان الأطفال يموتون...... في بلد بلا حرية
وان الخبز ان غمز بالذل.... فالجوع هو الحرية
وسأزرع لسماء سنبلة... لأعلمها زراعة الخبز.... وطعم الحرية!!