الحملة العسكرية تنسحب من شرعب بعد أن سلم العمري نفسه لمدير مديرية المسراخ

الحملة العسكرية تنسحب من شرعب بعد أن سلم العمري نفسه لمدير مديرية المسراخ

* قالوا إن المشائخ نصبوا فخاً له وأنباء عن اعتزام أبناء المنطقة تنفيذ عملية مسلحة حال استمر شيخهم في السجن
* المحافظ زار "القفاعة" ووسيطه التزم بتنفيذ بنود الاتفاق الذي سبق أن رفضه العمري باعتباره حيلة
جديدة وبعض أطرافه قاموا بدور المرشد للقوات العسكرية
 صنعاء - "النداء"
توقفت المواجهات المسلحة في قرية القفاعة بعزلة مخلاف شرعب السلام، الخميس الماضي، لكن المشهد ما يزال قاتماً، والأوضاع مرشحة للانفجار مرة أخرى.
وطبقاً لمصادر محلية، فإن المواجهات التي اندلعت صباح الأربعاء قبل الماضي، واستمرت حتى مساء الخميس الماضي، بين قوات عسكرية وسلطان العمري شيخ "القفاعة" وأتباعه المسلحين من أبناء المنطقة، توقفت عقب تسليم العمري نفسه مساء الأربعاء الماضي إلى الشيخ حميد علي أحد مشائخ شرعب.
وقالت المصادر إن الشيخ حميد علي، وهو مدير مديرية المسراخ، كُلف من محافظ تعز حمود الصوفي، للتواصل مع العمري بعد رفض الأخير اتفاقاً سابقاً أُبرم بين المحافظ وعدد من مشائخ شرعب.
وكشفت المصادر أن المحافظ الصوفي تواجد صباح الأربعاء الماضي في المنطقة التي تتمركز فيه قيادة الحملة العسكرية المحاصرة لقرية القفاعة، وتواصل مع العمري عبر الشيخ حميد علي، والتزم له بتنفيذ بنود الاتفاق الذي سبق أن رفضه العمري.
إلا أن مصادر أخرى قالت إن أتباع سلطان العمري أطلقوا وابلاً من الرصاص صوب أطقم عسكرية أثناء عملية انسحاب الحملة العسكرية، الخميس الماضي، من المنطقة، ومعها الحفار. وقالت إن المسلحين استمروا في إطلاق النار رغم أن الشيخ العمري سلم نفسه مساء اليوم السابق.
يذكر أن المواجهات المسلحة اندلعت بسبب خلاف على حفر بئر ماء في منطقة القفاعة، تابع للشيخ سلطان العمري، ورفض الأخير إيقاف عملية الحفر والسماح للحفار بالخروج من المنطقة.
ويمضي العمري يومه الرابع في سجن إدارة أمن المحافظة وسط أنباء عن ترتيبات لعملية مسلحة يعتزم أبناء "القفاعة" تنفيذها حال استمر شيخهم في السجن.
وقالت مصادر مقربة إن سلطان العمري رفض تنفيذ الاتفاق المبرم بين مشائخ شرعب والمحافظ، بحجة أنه حيلة من حيل الصوفي، وموافقته مؤخراً وتسليم نفسه جاءت بعد التزام الشيخ حميد علي بتنفيذ كافة بنود الاتفاق.
وإذ أشارت المصادر إلى أن شكوك سلطان كانت في محلها، قالت إن الاتفاق كان فخاً نصبه المشائخ، ولم ينفذ منه سوى البند المتعلق بتسليم العمري نفسه.
الاتفاق الذي أُبرم مع المحافظ الصوفي وعدد من أعيان شرعب، وهم: الشيخ حمود سعيد المخلافي، الشيخ عبدالله فرحان (برلماني سابق)، الشيخ محمد عبدالله بن نايف (عضو سابق في مجلس الشورى)، الشيخ حميد علي عبده، مدير مديرية المسراخ، والشيخ صادق علي سرحان المخلافي، قائد الدفاع الجوي في الفرقة الأولى مدرع، تضمن 4 بنود، وهي: إيقاف إطلاق النار، أن يسلم سلطان العمري نفسه إلى مشائخ مخلاف، استمرار عملية حفر البئر، والسماح للحفار بمغادرة المنطقة عقب الانتهاء من حفر البئر.
وطبقاً للمصادر فإن المحافظ أصدر توجيهات بعد أن سلم العمري نفسه، قضت بخروج الحفار من المنطقة وانسحاب الحملة العسكرية.
وكان سلطان العمري رفض الاتفاق، وقال مطلع الأسبوع الماضي في تصريحه لـ"النداء" إن الاتفاق هو حيلة سبق تكرارها من قبل المحافظ مع آخرين للإيقاع بالأطراف الذين لم يرضخوا لتجبره.
وإذ أكد على أنه ليس قاتلاً أو متمرداً أو غير ممتثل لسلطة الدولة، شدد على ضرورة أن يحترم المسؤولون القانون، ويحرصوا على تنفيذه.
في حديثه لـ"النداء" يرى العمري الحل كالتالي: أولاً أن يُسمح لصاحب الحفار بمواصلة عمله في حفر البئر وفق الترخيص الممنوح وأوامر المجلس المحلي. وثانياً، والحديث للعمري: سحب الحملة العسكرية من المنطقة، وحال كان هناك أي شكوى أو معترض على الحفر أو مخالف للقانون يتم التعامل معه وفق ما حدده القانون.
وبخصوص أن الاتفاق المبرم مع المحافظ شارك فيه عدد من مشائخ مخلاف، قال: لا أثق بهم، قبل أن يستدرك: الشيخ حمود سعيد لم يطلع على القضية إلا مؤخراً.
وأضاف: المحافظ استطاع تحويل مشائخ شرعب إلى أدوات يستخدمها لتحقيق أغراضه.
وكشف العمري أن أتباعه تعرفوا على عدد من أقرباء الشيخ صادق علي سرحان المخلافي، قائد الدفاع الجوي بالفرقة الأولى مدرع، وهم يرشدون قائد الحملة العسكرية إلى منزل العمري وأبناء عمه.
وقال: كيف أثق بتنفيذ الاتفاق وأقرباء الشيخ صادق يقومون بهذا الدور؟ وأضاف: لا أطلب من مشائخ شرعب سوى الضغط من أجل تنفيذ القانون.
وأوضح أن قوة الدولة أقوى من قوة المشائخ، وهي الأكثر قدرة على ضبط المخالف والمعتدي.
وناشد سلطان العمري رئيس الجمهورية التدخل العاجل لرفع الظلم عن أبناء منطقته، وقال: سيدي الرئيس، بحق الإنسانية وبحق مسؤوليتك الدستورية، أناشدك التدخل العاجل لوضع حد لتجبر المحافظ، وإنقاذ ما تبقى من أبناء المنطقة وأملاكهم، وإلزام المعتدي بتعويض أسر الضحايا والأسر المتضررة.
مصادر محايدة قالت إن القضية أخذت أبعاداً أكثر مما تستحق، وأرجعت ذلك إلى تورط مسؤولين في القضية، وتحولهم إلى طرف في الخلاف.
وخلفت المواجهات التي استمرت أسبوعاً، 4 قتلى، هم جنديان واثنان من أتباع الشيخ العمري، وإصابة 11 آخرين، فضلاً عن تدمير 20 منزلاً بشكل كلي، و32 تعرضت لأضرار طفيفة.
*****************

* في مواجهة قوة عسكرية مشكوك في قانونيتها
* طفلان يزودان المسلحين في حصونهم بالطعام والشراب يومياً
العمري : المحافظ استخف بمشائخ مخلاف وأبنائها ويريد قتلي بمدافعه وهذا صعب المنال
في البدء كان الهدف إيقاف عملية حفر بئر سلطان العمري، ولاحقاً تبين أن المطلوب رأسه ولا شيء آخر.
معلوم أن العمري، وهو شيخ قرية القفاعة بعزلة مخلاف شرعب السلام، استخرج ترخيصاً لحفر بئر مياه لغرض الشرب في منطقته، غير أن العزي عفان الصوفي وسلاحه وقف له في المرصاد. وأواخر العام الماضي، أطلق الصوفي وابلاً من الرصاص صوب صاحب الحفار، مهدداً بقتله حال استمر في عملية حفر البئر.
الصوفي، وهو عضو نيابة وأحد أبناء "القفاعة"، يمتلك بئر مياه على بعد كيلومترين من موقع البئر المراد حفرها. برر موقفه بأن حفر البئر الجديدة من شأنه التأثير في مجرى المياه الجوفية التي تغذي بئره.
إلى حصانته القضائية، يمتلك الصوفي حصانة غير قانونية، غير أنها أكثر فاعلية، إذ تربطه صلة قرابة بمحافظ تعز حمود الصوفي.
لبئر العمري ملف يحتفظ بكل الوثائق، بدءاً من أول خطوة في معاملة استخراج ترخيص الحفر. ويوماً عن يوم صار الملف متخماً بالوثائق والاتفاقيات. ووفقاً لها فقد بادر عدد من أبناء المنطقة المغتربين لحل الخلاف، لكن العزي تشبث بموقفه الرافض للحفر.
غير أن أبناء "القفاعة" أوكلوا المهمة للمجلس المحلي. وفي منتصف فبراير المنصرم أبرم سلطان العمري اتفاقاً مع المجلس المحلي، قضى بحفر البئر على نفقة المجلس، وفي اليوم التالي صدر قرار من الهيئة الإدارية لمحلي شرعب السلام، قضى بحفر البئر للمواطنين لغرض الشرب. وبعد أسبوع، أي في 21 فبراير، أبرم محلي شرعب السلام عقداً مع المقاول صاحب الحفار لحفر البئر.
ما سبق كانت إجراءات تمت بالعلن، وعقب توقيع العقد أُبلغ كل من رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء ووزارات المياه، والداخلية، والإدارة المحلية، وأيضاً مكتب النائب العام ورئيس الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة.. وعليه أصدرت هذه الجهات مذكرات إلى المحافظ الصوفي باستكمال إجراءات الحفر.
منذ ذلك التاريخ لم يقدم أحد اعتراضاً حتى شكلياً على تلك الإجراءات.
وصباح الأربعاء قبل الماضي، كانت حملة عسكرية تدك قرية القفاعة وتشرد أبناءها تحت مبرر وقف عملية الحفر.
تتكون الحملة العسكرية التي كلفها المحافظ الصوفي، من قوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري وكتيبة من اللواء 3 مدرع.
هذه هي الطريقة التي عبر فيها المحافظ الصوفي عن اعتراضه على حفر البئر!
طبقاً لسلطان العمري الذي تحدث لـ"النداء"، مساء الأحد قبل الماضي، عبر الهاتف، فإن الحملة كانت مفاجئة. وقال: لا أعرف سر هذه الحملة، لكن المؤكد أن الصوفي يريد أن يقضي عليَّ بمدافعه، وهذا أمر صعب التحقيق.
سلطان العمري الذي أكد أنه لم يتلقَّ أي استدعاء سواء من المحافظ أو الأجهزة الأمنية أو النيابة، حال افترض أنه ارتكب جرماً ما، له أتباع مسلحون، وحين باشرت الحملة العسكرية استهداف قريته، رد أتباعه على أفراد الحملة، وخلال اليوم الأول من الاشتباكات (الأربعاء قبل الماضي) قتل 3 أشخاص، اثنان من عناصر الحملة، وثالث يدعى عبدالقوي حميد، وهو ابن عم العمري.
وصباح الأحد قبل الماضي، لقي رابع مصرعه. وأفاد العمري الذي تحفظ على اسم القتيل، بأن الضحية الرابع هو ابن عمه، وينتمي لمحافظة أخرى لم يسمها.
وإذ أكد في حديثه للصحيفة، أنه سيظل يقاوم حتى آخر نفس، قال: لست مجرماً حتى يتم استهداف منزلي وقريتي بالمدافع. وإن كان هناك من يتهمني بشيء، فعلى المحافظ المسؤول الأول بالمحافظة، أن ينفذ القانون ويتم استدعائي وفقاً لما هو معمول به.
العمري الذي تحصن في منازل عدة تقع في أطراف "القفاعة"، كان طفلان يزودانه يومياً بالأكل والشرب، فضلاً عن قيامهما بما يطلبه منهما. "الطفلان هما ابنا أخي" قال العمري لـ"النداء".
قبل أن يسلم العمري نفسه مساء الاربعاء الماضي، أبلغ "النداء" بطلبه: عودة الحفار إلى عمله، وقال: "في حال هناك أي معتدٍ، فإن الدولة قادرة على إحضاره بالقانون بدلاً من إرسال قوات عسكرية لقتله وأبناء قريته وتدمير منازلهم".
يظهر العمري في حديثه لـ"النداء" حريصاً على أن يأخذ القانون مجراه، وأيضاً أن يكف المحافظ عن الاستخفاف بأبناء مخلاف ومشائخها.
أما تطبيق القانون فإن العمري يبدي غرابة من عدم اتخاذ أي إجراءات ضد العزي الصوفي حيال إيقاف عملية الحفر تحت تهديد السلاح، رغم قانونية الحفر.
وبخصوص استخفاف المحافظ بأبناء مخلاف ومشائخها، قال العمري: كيف استطاع الصوفي (المحافظ) إقناعهم بأن مهمة الحملة العسكرية محصورة بإيقاف حفر البئر.
وتساءل: هل إيقاف الحفار يقتضي تدمير المنازل وتشريد الأهالي واستباحة دماء وحرمات أبناء "القفاعة"؟ وزاد: ما مدى قانونية خروج الحملة العسكرية؟
*************

القذائف أجبرت 60 أسرة على النزوح ونعش ضحية ينقذ العالقين
عروض عسكرية حية على مسرح "القفاعة"
صباح الأربعاء قبل الماضي، توجه عبدالكريم عثمان إلى مدرسة علي عبدالمغني، حيث يعمل هناك مدرساً لمادة الفلسفة وعلم النفس.
كان متأهباً لبداية الحصة الثانية، حيث سيلقي درساً على طلاب الثاني الثانوي -أدبي.
قرع جرس انتهاء الحصة الأولى، دخل مدرس الفلسفة (35 عاماً) إلى الفصل، وبعد لحظات قرع شيء آخر على بعد 500 متر تقريباً من المدرسة الواقعة أسفل قرية "القفاعة" بعزلة مخلاف شرعب السلام بتعز.
القرع الثاني كان مخيفاً، كان مصدره فوهات مدافع آر بي جي ورشاشات متوسطة محمولة على 36 طقماً عسكرياً، عُرفت بالحملة العسكرية المكلفة من محافظ تعز حمود الصوفي، لوقف عملية حفر بئر في "القفاعة".
لم يكمل أستاذ الفلسفة درسه. في الأثناء بدأت الحملة العسكرية بإلقاء دروسها على أبناء "القفاعة"، ومن بينهم أم مدرس الفلسفة وزوجته وأطفاله السبعة.
ومنذ صباح الأربعاء قبل الماضي وحتى مساء الثلاثاء التالي، قدم عناصر الحملة العسكرية عروضاً حية في مهارات القتل والتدمير وأيضا التشريد.
لم يتسنَّ لمدرس الفلسفة حضور العرض العسكري المثير، إذ إن الأوامر تقضي بعدم السماح لأي كان بدخول مسرح العرض، فقرر التوجه إلى مدينة تعز. وظهيرة اليوم التالي كانت سارة ابنته، وهي طالبة في الصف الثامن، على موعد مع مشهد ثانوي للعرض، إذ سقطت قذيفة على مقربة منها أثناء اقتياد جدتها إلى المنزل.
طبقاً لعبدالله عثمان الشقيق الأكبر لعبدالكريم، فإن سارة أصيبت بصدمة نفسية جراء انفجار القذيفة بجوارها. وقال لـ"النداء"، إن سارة أصيبت بفاجعة، وإن لون بشرتها صار مصفراً، وفي المساء تزورها حالة اكتئاب وكوابيس تقلق منامها.
كان العرض العسكري عدائياً أكثر مما يحتمل، إذ إن 60 أسرة من أبناء "القفاعة" نزحت إلى القرى المجاورة خلال يومي الأربعاء والخميس قبل الماضيين، وغدت القرية خاوية إلا من مسلحين تابعين للشيخ سلطان العمري، وقلة من الأسر اضطر بعضها للبقاء في مسرح العرض العسكري، وبعضها قرر أربابها الطاعنون في السن البقاء لأسباب صحية.
مساء الخميس قبل الماضي، قررت الحملة العسكرية إطباق قبضتها على القرية، فإلى عدم السماح لأي شخص بدخول القرية، قررت عدم السماح لأي شخص بالخروج منها.
ربما شعر قادة الحملة بقلق، حين شهدوا النزوح الكبير، أن يبهت عرضهم. وصباح الجمعة لم يعد المتشبثون بالبقاء في ديارهم كعهدهم؛ قرروا المغادرة. لكن القرار الأخير المستحدث ليلاً صدهم.
وحين عقد أعيان مخلاف مع قادة الحملة، اتفاقا قضى بوقف إطلاق النار لساعة كي يتمكن أقرباء عبدالقوي حميد الذي لقي مصرعه بقذيفة طالت منزله، من نقل جثمانه إلى خارج "القفاعة"، حيث سيتم دفنه في منطقة أخرى. انتهز العالقون الفرصة، وغادروا المنطقة رفقة النعش، ومن بينهم أم مدرس الفلسفة وزوجته وأطفاله السبعة.
بالنسبة للحاج عبده سعيد عثمان، فقد قرر البقاء في القرية، رغم أنه وأسرته تحولوا إلى عناصر أحد المشاهد الدموية.
ففي فجر الخميس قبل الماضي، تعرضت ابنته الكبيرة أسماء إلى طلقة رشاش هشمت عظم ساقها، وتم نقلها إلى مستشفى الكندي بتعز لتلقي العلاج، وبعد مضي ساعتين تقريباً سقطت قذيفة على منزلهم، وتطايرت شظاياها لتصيب والدها في ساعده الأيسر.
إلى أسماء الطالبة الجامعية في سنتها الأخيرة، أصيب طالبتان أخريان إحداهما برصاصة وأخرى بشظية.
وفقاً لعبدالله عثمان، فإن الحصار الأمني المطبق على قرية القفاعة أجبر عدداً من أبنائها العالقين على الشرب من الأواني المكشوفة على أسطح المنازل وباحاتها. وقال إن الحملة العسكرية استهدفت في البداية خزانات المياه على أسطح المنازل، ولاحقاً كانت المنازل هي الهدف.
وأضاف أن ما يزيد عن 20 منزلاً دُمرت بشكل شبه كلي، في حين تعرض 32 منزلاً لأضرار طفيفة.