لجان تنفيذ النقاط الست تنجح في تكريس وقف إطلاق النار في صعدة

لجان تنفيذ النقاط الست تنجح في تكريس وقف إطلاق النار في صعدة

* الحوثيون يمتنعون عن الإدلاء بتصريحات لحرمان دعاة الحرب من استغلالها < فتح طريق عمران صعدة لأول مرة منذ 6 أشهر 
*  إسهال دموي يصيب العشرات من النازحين، والأمم المتحدة تطالب بالتركيز على أوضاع السكان
شهد الأسبوع الماضي تكريساً لوقف إطلاق النار في صعدة، وفتحت العديد من الطرق، وأعلن السبت فتح طريق عمران -عدة، لأول مرة منذ اندلاع الحرب السادسة في أغسطس الماضي.
رؤساء وأعضاء اللجان المكلفة بالإشراف على تنفيذ اتفاق إنهاء الحرب، أبدوا خلال الأيام الماضية تفاؤلاً كبيراً بنجاحهم في تحقيق مهمتهم. علماً أن عدداً منهم ينتمون إلى أحزاب اللقاء المشترك. وقال النائب المستقل علي عبد ربه القاضي لموقع "المصدر أون لاين"، مساء السبت، إن الطريق بين سفيان وصعدة تم فتحه بشكل كامل.
ويرأس القاضي لجنة محور سفيان والجوف. وأكد القاضي أن الحوثيين يتعاونون بشكل جيد مع اللجنة، وأن محور سفيان لم يشهد أي خرق لوقف إطلاق النار.
ويتزامن عمل لجان تنفيذ النقاط الست مع
حالة تهدئة إعلامية من طرفي الحرب. وباستثناء الخطاب الذي ألقاه الرئيس علي عبدالله صالح، الأسبوع الماضي، في حفل تخرج دفعة جديدة من كلية الشرطة، فقد التزم الرئيس وكبار مساعديه التهدئة في نبرة الخطاب الصادر عنهم. وفي المقابل لم يصدر أي تصريح عن عبدالملك الحوثي منذ وقف الحرب قبل نحو أسبوعين. واكتفى المكتب الإعلامي للحوثي بإرسال بلاغات صحفية تتضمن تفاصيل عن الخطوات التي يبادر بها الحوثيون من أجل تكريس قرار وقف الحرب.
وحتى مساء السبت، كانت السلطات المحلية في صعدة قد تسلمت 6 مديريات خضعت لسيطرة الحوثي. وقالت مصادر في اللجان لـ"النداء" إن مديري مديريات كتاف ورازح والحشوة والصفراء والملاحيظ وشذا، عادوا إلى مكاتبهم في مراكز هذه المديريات لاستئناف العمل.
وفي ما يخص الشريط الحدودي مع المملكة العربية السعودية، قال مصدر في اللجنة الخاصة بهذا البند إن وحدات تابعة للجيش اليمني بدأت بالانتشار في مواقع حدودية.
وامتنع عبدالملك الحوثي والناطقون باسمه ومساعدوه عن الإدلاء بأي تصريحات. وحسب مصدر خاص، فإن الحوثيين يتجنبون الإدلاء بأي تصريحات بالتفاهم مع الرئيس علي عبدالله صالح، لضمان عدم استغلال هذه التصريحات من أطراف لا تريد للسلام أن يترسخ في صعدة.
إلى ذلك، تواصلت المواقف الدولية المرحبة بوقف الحرب. وبعد واشنطن ولندن وموسكو، رحب الاتحاد الأوروبي على لسان الممثلة العليا للشؤون الخارجية كاثرين اشتن، بوقف الحرب، وتطلعت في تصريحات صحفية إلى وقف دائم لإطلاق النار بما يؤدي إلى إنهاء الحرب ويخفف من معاناة السكان في صعدة.
وقال بيان منسوب للمسؤولة الأوروبية إن الاتحاد الأوروبي يدعم الجهود الرامية لإقامة حوار وطني حقيقي يشمل جميع المعنيين. وأكد البيان التزام أوروبا بيمن موحد ومستقر وديمقراطي ومزدهر.
وإذ جدد استعداد الاتحاد الأوروبي مواصلة دعم اليمن في مواجهة التحديات الأمنية وجهود بناء الدولة، فقد لفت إلى مخرجات اجتماع لندن الشهر الماضي، مشيراً إلى أن استعداد الاتحاد الأوروبي لدعم اليمن من خلال منهج شامل، وبالتنسيق الوثيق مع جيران اليمن والشركاء الآخرين.
ورحبت هيلين كلارك، مديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ورئيسة مجموعة الأمم المتحدة الإنمائية، بوقف إطلاق النار في النزاع بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين.
وأضافت كلارك أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيعمل مع جميع الأطراف لدعم الإنعاش والتنمية في المنطقة المتأثرة بالنزاع.
وأعربت عن قلقها بشأن الوضع الإنساني في المنطقة المتأثرة في شمال اليمن، وخصوصاً ما يتعلق بالأشخاص المشردين جراء النزاع، والذين يبلغ عددهم ما يقارب 250.000 شخص.
وأضافت أنها تأمل أن يستجيب المجتمع الدولي بصورة إيجابية لاتفاق وقف إطلاق النار عبر توفير الموارد التي تحتاجها المنطقة حاجة ماسة للتعامل مع الاحتياجات الإنسانية الناجمة عن النزاع ولإتاحة المجال للبدء بالإنعاش المبكر.
وقد أصدرت الجهات المعنية بالوضع الإنساني في اليمن، بما فيها الأمم المتحدة، نداءً للاستجابة الإنسانية للعام 2010 من أجل دعم المساعدات لإنقاذ الأرواح ولجهود الإنعاش المبكر لمساعدة السكان المدنيين المتأثرين.
وفي السياق نفسه، علمت "النداء" أن أوبئة خطيرة انتشرت في الأسابيع الأخيرة للحرب في أماكن تجمع النازحين. ومعلوم أن مئات الآلاف من السكان حرموا من الخدمات الصحية في أغلب مديريات صعدة، فضلاً على تردي هذه الخدمات في مخيمات النازحين.
وحسب مصدر طبي محلي، فإنه لوحظ إصابة العشرات من النازحين بإسهال دموي حاد. ويتكتم الهلال الأحمر اليمني عن هذه الأوبئة. وحسب المصدر الطبي فإن الهلال الأحمر ينفي شيوع حالات الإسهال الدموي، ويعطل أي مساعٍ من منظمات محلية ودولية لتقديم المساعدة للنازحين.