حتى لا يصبح الدخان على هيئة ضباب.. التمثل بالكرة!

حتى لا يصبح الدخان على هيئة ضباب.. التمثل بالكرة! - أحمد زيد

في زمن العبث بكل شيء، أصبح الرصاص أرخص من الأدوية، معه تبقى الفتنة شائعة ودوي الرصاصة قائم إلى أن يكون هناك أناس يخمدون النيران المشتعلة في كل قضية، حتى لا يصبح الدخان على هيئة ضباب يفقدنا رؤية أي شيء..! وكرتنا خلفت وراء دخان مشاكله تلمح إلى رؤية غير واضحة التقدم فيها، فالصحف محلياً تضخم المنتخبات كما تضخم السينما الامريكية ابطالها، فالدوري مثلاً انتهى، واشعل بعضهم نيران الشك على نزاهة الادارات وبعض اللاعبين والسماسرة وبخاصة منهم من نقول عنهم لاعبين من طراز النجوم الكبار الذين كثيراً ما اعطتهم الصحافة مكانة ومنحتهم ألقاباً كبيرة ففي مدينة إب يحظى كابتن نادي الاتحاد الاسبق (...)، وكذلك هي المكانة ذاتها للاعب الشعب الكابتن الذي مازال يطمح بمكانة في قلوب الجماهير الرياضية على الرغم من الطريقة التي يسيء بها إلى سمعته الرياضية كلاعب له ثقل من خلال سمسرة البيع والشراء من بوابة التوسط. وأمثال هؤلاء كثير ولا داعي لذكر الاسماء، المهم إن ما حدث في مباراة شعب إب ورشيد تعز، مسرحية ابطالها اشخاص وممثلوها فريقي الشعب والرشيد.
تمثيلية هزلية باسم سمعة الكرة اليمنية وكأنه مصرح لها من هيئة الاشراف والرقابة على تطور الكرة المحلية إتحاد الكرة الغائب تماماً أو المتناسي عمداً والمتجاهل عن قصد، وإلا ألم يتساءل هذا الاتحاد عن الفوضى والاشكالية التي على إثرها اوقفت إدارة أهلي صنعاء خمسة من لاعبيها بعد أن علمت الادارة الاهلاوية بإتفاق إبرام البيعة التي على إثرها حصل الرشيد على النتيجة من أهلي صنعاء؟ وهل هذه الفوضى الكلامية تدور في الشارع الرياضي ويصل الأمر للإدارات والجمهور فيما الاتحاد مشغول في امور تسيير الكرة وترتيب سفر الإعلاميين المقربين من شخوص رجال الاتحاد ولا مكان للعمل؟ في مباراة إتحاد إب وأهلي تعز، في تصفيات الدرجة الثانية والمؤهلة للأولى حدث نفس الشيء، ففي هذه التصفيات غالباً، بل لنقل في كل موسم كروي للدرجتين الاولى والثانية وعلى مرأى ومسمع من الجمهور والحراسة الأمنية يحدث أن يصيح الكل: المباراة مبيوعة! ولكن ومع ضياع كل أخلاقيات الرياضة يصر رؤساء فروع الاتحادات، وهم أغلب الظن شركاء في البيعة، على أن الأمر لم يصل حد اذانهم، وعلى إتحاد الكرة برئاسة «شيخه»، الرجوع إلى جداول اعماله الفائتة والوقوف امامها بجدية، لا بعنف، فهذا أكثر خطأ ممن يعبثون بسمعة الرياضة على مستوى الداخل، وإذا ظل هكذا الحال فلن تلمح الكرة اليمنية تقدماً إلا بعد موات سلطة المحسوبين على اتحاد الكرة.
ميزان مفاضلة
لن تتغير الأوضاع المتردية إلا بتغيير الاستراتيجية الموضوعة بعقلياتهم غير المدركة لكل ما هو معقول وغير معقول. فمن غير المعقول أن يتأهب المنتخب الاول في دولة اثيوبيا لملاقاة اليابان في تصفيات كأس آسيا، فالمناخ غير المناخ والمستوى أقل بكثير من تطور الكرة اليابانية فعلى أية رؤية واستراتيجية تُسير اعمال الاتحاد.
إن رياضتنا بحاجة إلى دعم يغني الاتحاد من الحاجة لاقتراب رجال رأس المال والأعمال ما لم يأتون لخدمة الرياضة لا لخدمة اسمائهم. لماذا يلعب العيسي دور الفحولة على الكرة «كتسمية» فيما أنوثة رجال وعقال الكرة واضحة تماماً. فتعطى لمدرب الاولمبي ميزات مكابرة على أن يتلقى الراعي وفضيل إهمالاً واضح عنوانه من خلال ترتيب فترة الاعداد؟ لماذا نكرس حسبة التفريق؟ نقدم المفاضلة لفلان على علان وكله على حساب السمعة الرياضية اليمنية.. وعلى خلفية بيع وشراء المباريات الأخيرة: هل هناك سيناريو لمعاقبة الخروقات الاخلاقية على الرياضة؟ هل عمل الاتحاد حسابه لدراسة هذه الحالات المشوهة للبطولة؟ وهل تكون واقعة الكرة الايطالية حالة للتعلم والأخذ بها لردع المتلاعبين وتوقيف الفرق التي تعاونت للتلاعب بنتائج المباريات التي خدمت اندية على حساب اندية أخرى؟؟
عموماً، ما نود طرحهُ هو أن كرتنا لا تحتاج إلى رأس مال فقط، قدر ما هي الحاجة إلى رأس بعقل يرسم ملامح رياضة باستراتيجية مسبوقة يكون طرحها متوازناً عقلانياً على أسس مفهومة الغاية. رياضتنا بحاجة إلى مشروع مناهض لرياضة من هم حولنا. الرياضة تحتاج إلى دعم الدولة الرسمي، دعماً حقيقياً يجعل الاندية قادرة على إيفاء المطلوب منها بدل أن تلجأ إلى شراء مباريات آخر كل موسم. ومع إمتلاك البلاد لثروات ملموسة نحتاج إلى دولة تعمل قيمة لوجود أندية تحت رعايتها رياضياً واجتماعياً وإنسانياً.