واشنطن تؤكد: وقعنا على محاضر اجتماعات مع الوفد اليمني وليس اتفاقية أمنية

واشنطن تؤكد: وقعنا على محاضر اجتماعات مع الوفد اليمني وليس اتفاقية أمنية

باستثناء الاتهامات اليمنية والسعودية لإيران بالتورط في دعم الحوثيين عمدت دول مجلس التعاون الخليجي والدول الغربية إلى الاكتفاء بإعلان مواقف عامة تدعم حق السعودية في الدفاع عن سيادتها.
وتميز الموقف الاميركي من التصعيد الأخير في جنوب السعودية بالتعبير عن القلق من امتداد نطاق الحرب ضد المتمردين الحوثيين وتجنب إعلان موقف صريح مما يجري. وأزيد من ذلك فإن مسؤولاً اميركياً قال لشبكة «سي إن إن» مساء الخميس إن حكومة بلاده تتواصل مع الرياض وصنعاء لكنها لا ترى أي يد إيرانية فيما يقوم به الحوثيون.
واستدعى هذا التصريح رداً عاجلاً وحاداً من اليمن، إذ نشرت وسائل إعلام يمنية تصريحاً منسوباً لمصدر يمني يتهم فيه واشنطن بالعجز والغرق في مشاكلها في العراق وباكستان وافغانستان الأمر الذي يجعلها تتجاهل حقيقة التورط الايراني في دعم الحوثيين. المصدر اليمني أكد أنه «لا حاجة لاقناع واشنطن بحقيقة التورط الإيراني في دعم العناصر الارهابية (لأنه) مهما كانت الأدلة والبراهين فإن الولايات المتحدة لن تقتنع إلا بما يحقق مصالحها قبل أي شيء آخرى».
وإلى تصريحات المسؤول الاميركي، كانت السفارة الاميركية في صنعاء قد بادرت إلى توزيع بلاغ صحفي ينفي صراحة الخبر الذي نشرته وكالة سبأ الثلاثاء الماضي والذي يتحدث عن توقيع اتفاقية تعاون امني وعسكري بين حكومتي صنعاء وواشنطن.
بلاغ السفارة أكد بأن الوفد الاميركي برئاسة العميد جفري سميث من هيئة الأركان الاميركية المشتركة أجرى محادثات مع وفد يمني برئاسة العميد أحمد الأشول رئيس هيئة الأركان في الجيش اليمني، تركزت على استمرار الدعم الاميركي للحكومة اليمنية في جهودها الرامية إلى القضاء على تهديدات القاعدة والقرصنة والاتجار بالبشر.
البلاغ الصحفي أضاف: «وفي ختام المباحثات، ووفقاً للمراسيم المعتادة، وقع الطرفان على محاضر المحادثات»، ثم ختم موضحاً بأن «محاضر الاجتماعات لا تشكل اتفاقيات».
واللافت في بلاغ السفارة الاميركية أنه أغلق مجالات الدعم العسكري والامني الاميركي على 3 وظائف فقط هي مكافحة القاعدة والقرصنة والاتجار بالبشر، دون إيراد عبارات عامة من شأن الإعلام الحكومي تأويلها، كما حصل في بلاغات سابقة، على أنها دعم لعمليات الجيش اليمني في صعدة.
وعلى الرغم من استمرار تمسك عبدالملك الحوثي ومنابره الاعلامية باتهام واشنطن بدعم الرئيس علي عبدالله صالح في الحرب ضد الحوثيين، وتشبث الحوثيين بشعارهم الشهير الذي ينادي بالموت لاميركا، فإن الاميركيين لا يبدون حماسة للحرب بل قلقاً من اتساع نطاقها، بما يصب في صالح تنظيم القاعدة الذي يُعد عدوهم الأول في المنطقة.
وكانت واشنطن دعت قبل شهرين إلى التحقيق
في واقعة قتل عشرات المدنيين في حرف سفيان جراء قصف الطيران الجوي اليمني. وعزت مصادر ديبلوماسية الموقف الاميركي إلى الخشية من تنامي مشاعر العداء ضد الشعب الاميركي جراء الحرب.
التحفظات الاميركية حيال مايجري في صعدة أدى إلى فتور في العلاقات وتأجيل زيارة الرئيس علي عبدالله صالح إلى واشنطن، والتي كانت مقررة مطلع أكتوبر الماضي، إلى موعد غير محدد.
وأفادت مصادر خاصة في صنعاء بأن الإدارة الاميركية حرصت، وعبر قنوات يمنية في اليمن والخارج، على إظهار موقفها غير المتحمس للحرب في صعدة. وسبق لمسؤولين اميركيين أنه عبروا عن قلقهم من تردي الأوضاع الانسانية للمدنيين في منطقة الصراع، وكانت الحكومة الاميركية دعت عشية عيد الفطر المبارك إلى تعليق العمليات العسكرية لمدة 72 ساعة من أجل ضمان وصول مواد الإغاثة والمساعدات إلى المدنيين.
ورجحت مصادر «النداء» أن تعمل واشنطن بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي، على مساعدة الحكومة اليمنية على إنهاء الحرب بوسائل سياسية.
وأدى التصعيد العسكري على الحدود مع السعودية إلى تعطيل عدة مبادرات، محلية وخارجية، لوقف الحرب، أو، على الأقل، تعليق العمليات الحربية مؤقتاً.
وواصلت الحكومة اليمنية توزيع الاتهامات على جيرانها بشأن الحرب في صعدة. وبعد إيران وقطر وجمعيات ومراجع شيعية في العراق والبحرين، فاجأ وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي الرأي العام العربي عبر قناة «الجزيرة» الأسبوع الماضي بتوجيه اتهامات لجهات كويتية قال إنها متورطة في دعم الحوثي.
وسائل الإعلام المحلية والخليجية تناقلت الخبر في اليوم التالي، وانتظرت قيام الخارجية اليمنية بتقديم حيثيات الاتهام، لكن الحكومة اليمنية سارعت إلى غلق الموضوع باعتباره زلة لسان، حسبما قال لـ«النداء» مصدر في وزارة الخارجية.