مروان مسعود: عدت للنادي وقال لي عبدالجبار سلام: "اذهب للحراك أفضل لكـ"!

مروان مسعود: عدت للنادي وقال لي عبدالجبار سلام: "اذهب للحراك أفضل لكـ"!

* انخراط رياضيي الجنوب في الحراك نتاج طبيعي للمعاناة! * سنصعّد قضية العبث بتاريخ الجنوب الرياضي وهويته للهيئات الدولية! عيعيش نادي التلال هذه الأيام اهتماماً غير ملحوظ من قبل أهل السياسة، وهو الاهتمام الذي يأتي وفق أجندة معينة، ملعب "النداء" بحث عن لاعب تلالي كانت له بصمة واضحة في مسيرة الفريق خلال السنوات الماضية، سألنا مروان مسعود.. حاورناه.. وتطرقنا لقضايا هامة لعل أهمها ما يدور على ساحة الجنوب هذه الأيام من حراك سياسي. - حاوره: شفيع العبد
* انخراط رياضيي الجنوب في الحراك نتاج طبيعي للمعاناة! * سنصعّد قضية العبث بتاريخ الجنوب الرياضي وهويته للهيئات الدولية! يعيعيش نادي التلال هذه الأيام اهتماماً غير ملحوظ من قبل أهل السياسة، وهو الاهتمام الذي يأتي وفق أجندة معينة، ملعب "النداء" بحث عن لاعب تلالي كانت له بصمة واضحة في مسيرة الفريق خلال السنوات الماضية، سألنا مروان مسعود.. حاورناه.. وتطرقنا لقضايا هامة لعل أهمها ما يدور على ساحة الجنوب هذه الأيام من حراك سياسي. - حاوره: شفيع العبد > المشهد الرياضي عامة، والجنوبي على وجه الخصوص، وصل إلى حالة من تسييس الرياضة على حساب الكفاءات وأهل الخبرة، كيف تنظر لهذا؟ - بادئ ذي بدء أشكر كل من سأل عني، والشكر موصول لصحيفة "النداء"، ابتعدت عن ممارسة كرة القدم مرغماً بسبب الإصابة ونكران الجميل الذي تعرضت له من قبل إدارة النادي. أنا –وأعوذ بالله من كلمة أنا- خدمت التلال ومنتخب الشباب والمنتخب المدرسي، ولم يقدروا كل ذلك.. تجاهلوه.. ولم يسألوا عني مجرد سؤال! > المشهد الرياضي عامة، والجنوبي على وجه الخصوص، وصل إلى حالة من تسييس الرياضة على حساب الكفاءات وأهل الخبرة، كيف تنظر لهذا؟ - دعني أوضح لك أن الاتحاد الدولي "الفيفا" يمنع منعاً باتاً تدخل السياسة في شؤون الرياضة، وهذا يدل على مكانة الرياضة والخصوصية التي تتمتع بها، وأهميتها في خدمة الشعوب، وتعكس الوجه الآخر لثقافة الدولة ونظامها، ولذلك يفرض الاتحاد عقوبات تدريجية تصل إلى تجميد النشاط الرياضي لأية دولة في العالم تخالف ذلك، ويتم عزلها رياضياً لأن الاتحاد الدولي ينطلق من مبدأ أن الرياضة تصلح ما تفسده السياسة، ولكن للأسف عندنا حصل العكس، حيث إن السياسة أفسدت ما تصلحه الرياضة، بل وأفسدت كل شيء حلو في الجنوب كله، والسبب هو حرب صيف 94، حيث تأثرت رياضة وأندية الجنوب ومنها التلال، ولم تستطع التأقلم في وضع جاء انعكاساً لواقع فرضته الحرب، لأنها في الأصل غير معتادة عليه، لان رياضة الجنوب كانت تعتمد على نظام مؤسسي مخطط له بدعم الدولة، بعكس رياضة الشمال التي تعتمد على دعم رجال الأعمال والمشائخ. وهذا الاختلاف الكلي في الثقافتين يعود لنهج النظامين على مدى أكثر من عقدين من الزمان، وحتى توقيع مشروع الوحدة، لهذا نلاحظ أن رياضة الشمال تطورت قياساً بما كانت عليه قبل الوحدة، بينما تدهورت رياضة الجنوب بشكل ملحوظ. > لكن هناك محاولات يبذلها البعض هذه الأيام للاهتمام برياضة الجنوب وبالذات أندية عدن. - حتى الدعم غير المحدود وتسابق الساسة ورجال الأعمال، ومنهم أحمد علي عبدالله صالح وحافظ معياد ورشاد هائل، دليل واضح على المكانة التاريخية والسياسية للتلال بما يمثله من هوية رياضية لعدن والجنوب. ولولا "الحراك الجنوبي" لما دعموا أندية عدن، وهو دعم يفتقر للمؤسسية، فالتلال مثلاً كان يعتمد على نظام مؤسسي وتخطيط يهدف إلى الحفاظ على الانتماء للتاريخ والهوية، تأثر كغيره من الأندية بسبب الواقع المحيط به، بل إن هذا الدعم كان السبب في إفساد لاعبي التلال. وبصراحة كانت هناك أياد دخيلة على النادي مدعومة بخفايا سياسية مدروسة، عملت لإيصال رياضة الجنوب والتلال إلى نسيان هويتهم وتاريخهم من خلال تهميش اللاعبين ومحاربة النجوم والكوادر الإدارية والإعلامية وأخذ الأراضي والمساحات التي كان يعتمد عليها شباب الجنوب في ممارسة الألعاب، لهذا نلاحظ أن جميع أندية الجنوب الكبيرة والصغيرة في الدرجة الثانية، حيث كانت أكثر إبداعاً، أين التلال والشرطة والجيش والميناء وشمسان والشعلة وحسان والوحدة وشعب حضرموت والشرارة والطليعة والتضامن وأهلي الغيل وعرفان وفحمان ونصر الضالع..؟ > ما هي أسباب عزوف بعض الرياضيين وابتعادهم وهم في ريعان الشباب؟ - مثال بسيط لما تقول فإنه خلال موسم او موسمين ابتعد عن التلال 11-12 لاعباً وهم في ريعان الشباب، وعندهم القدرة على العطاء لسنوات قادمة، وكانوا نجوماً وهم: مروان مسعود، باسل عوض، عصام السمان، محمد العرشي، فهد جميل، رياض قريشي، عصمت وعاصم خدشي، سند فهد، ناظم ناصر، باسل سليمان، عبدالرؤوف عبدالله، وآخرهم فتحي جابر. ومن بين الأسباب غياب الاهتمام بالمواهب. > على ذكر فتحي جابر.. كيف تنظر لموضوع الاستغناء عنه من قبل إدارة النادي بتلك الصورة؟ - ما حصل لفتحي جابر دليل واضح على العشوائية التي وصلت إليها إدارة النادي، أو بالأصح اللجنة المؤقتة للنادي، حيث تقوم بشطب لاعب، وهي لجنة مؤقتة، على سبب تافه. وحسب علمي إن عبدالجبار سلام كان وراء شطب اللاعب. بالنسبة لعبدالجبار سلام يعمل على محاربة أبناء النادي، وأستغرب سكوتهم على هذا الشخص، وقبولهم باستمراره في قيادة النادي، وأنا واحد ممن حاربهم عبدالجبار، فعند عودتي للنادي قبل 6 أشهر قال لي: "ماذا جاء بك..؟ لا يوجد لك مكان"، فرددت عليه: يعني تطلب مني أن أذهب للحراك؟ فقال: اذهب للحراك. > تحدثت عن الحراك وهناك أيضاً رياضيون انضموا إليه.. ما رأيك؟ - من ناحية دخول الرياضيين الحراك السلمي هو نتاج طبيعي، وبصراحة هذه المرة الجنوبيون ينطلقون من مبادئ التصالح والتسامح بسبب المعاناة، ولسان حالهم يقول لدغنا من جحر عدة مرات، ولن نلدغ هذه المرة، وقد جمعنا الحراك ضد وحدة الإنهاك. وفي تصوري إن هذا هو تجسيد لوحدة أبناء الجنوب بمختلف شرائحه، ونضالهم السلمي يدل على ثقافة غير مسبوقة في الوطن العربي، ولكن للأسف تقابله السلطة بالقتل والاعتقال. > كيف تنظر لواقع الإعلام الرياضي؟ - الإعلام الرياضي يعيش وضعاً صعباً في ظل المحسوبيات وتدخلات السياسة، حتى صحيفة "الأيام الرياضي" أوقفوها دون ذنب، مع العلم أنها تعمل بمهنية في نشر جميع الأحداث الرياضية، إلا أنها عوقبت مثل "الأيام" السياسية. ولأن "الأيام الرياضي" كانت محافظة على هوية وتاريخ رياضة الجنوب من خلال إفرادها حيزاً لرياضة زمان ونشر مشاكل أندية الجنوب ومعاناتها، وكشف سلبيات القائمين على الرياضة، ولهذا أوقفوها! > رياضة الجنوب تدهورت؛ الكل يقول هذا.. لكن دون أن يعملوا شيئاً.. ألا تفكرون كرياضيين في تحرك مستقبلي جاد؟ - رياضة الجنوب تعاني بسبب تدخلات السياسة، ونحن كرياضيين كنا لا نتمنى أن نصل لهذه المرحلة، وكنا نتوقع أننا سنكون في منأى عن السياسة، لكن لابد أن يكون لنا موقف مما يحدث، وسنطرق كل الأبواب من أجل أن تعترف السلطة بوجود أزمة رياضية سياسية سببها حرب صيف94، لأنه لا يستطيع أحد أن يجد حلاً قبل أن يعرف سبب المشكلة، ولهذا الاتحاد الدولي فصل الرياضة عن السياسة لضمان عدم تأثر الرياضة بما يحدث في الدول. بصراحة إذا استمرت السلطة في نهجها الاستعلائي فإننا كرياضيين سنكون مضطرين لإيصال رسالتنا إلى الاتحاد الدولي الفيفا واللجنة الأولمبية الدولية ومختلف الهيئات الرياضية الدولية بأية طريقة، وسنشرح لهم أن هويتنا الرياضية وتاريخنا يتم طمسه تدريجياً من خلال التهميش، والدليل ما وصلت إليه رياضة الجنوب، وأن يقوم بإرسال لجنة محايدة وتتأكد من صدق ما نقوله. يا أخي برشلونة الإسباني عندما يلعب على ملعبه في النوكامب، فإن 100 ألف متفرج يرفعون أعلام كتالونيا وينشدون نشيدهم الخاص بهويتهم وهم دولة، فما بالك بدولتين، ولم تتدخل السلطة لقمعهم، وهذا دليل على الديمقراطية والتمسك بالثقافة. مقتطفات من الحوار: < أنيس السماوي وصالح باصرة خدموا النادي بتفان وإخلاص وموضوعية ولكن للأسف لم يتركوهم ليواصلوا البناء < غياب التخطيط وتخلف البنى التحتية والعشوائية أسباب رئيسية لتراجع الرياضة وعدم تطورها < لا أتصور إقامة خليجي 20 في عدن لأنهم لا يريدون ذلك لأسباب سياسية والأيام ستكون بيننا < أشكر عارف الزوكا رئيس اللجنة المؤقتة للنادي لتواصله معي وعرضه حل مشكلتي ولكنني قلت له إنها ليست مشكلة شخصية بل مشكلة كل رياضيي الجنوب.