الاختفاء المدهش للمقالح.. وسفن الأسلحة!

الاختفاء المدهش للمقالح.. وسفن الأسلحة!

> فوزي الكاهلي
التريث لأكثر من 6 أسابيع قبل أن أحسم أمري بكتابة هذه المادة عن اختفاء/إخفاء الأخ اليمني والزميل الصحفي محمد المقالح (عجل الله ظهوره).. اقتنعت أخيراً أنه كان تريثاً غبياً، يضاف إلى سجلي الحافل بقائمة طويلة من القرارات والمواقف والتصرفات الأشد غباوة محلياً وإقليمياً ودولياً! تصوروا، لقد اعتقدت أن الكشف عن وجود عبدالرحيم محسن -يمني وصحفي أيضاً- في سراديب الأمن السياسي، بعد أيام من نفي وجوده، سوف يتكرر مع المقالح، ولا يهم فارق السنين بين الحالتين، ولا توجيه تهمة حيازة "قارورة خمر" للمخفي حالياً. المهم نعرف أين الضائع حقنا، وبعد ذلك يحلها الله.
في جلسة قات أيام العيد، علق قيادي في الحزب الحاكم على ما جرى للمقالح بمزحة لم يستبعد فيها سفره سراً إلى إيران لتلقي تدريب عسكري في أحد معسكرات الحرس الثوري في مجال التوجيه المعنوي! ولا أخفيكم أن عدم الكشف عن مصيره طيلة ما مضى من شهر ونصف على تغييبه، بدأ يثير خشيتي من تحول المزحة إلى بيان لمصدر مسؤول يرجح مغادرته البلاد بعد فشل الجهود الأمنية الكبيرة للعثور عليه في الأراضي اليمنية.
ثم بعد شهر أو شهرين يعلن مصدر أمني آخر عن أن البحث المتواصل عنه -ليلاً ونهاراً- قد مكن وزارة الداخلية من معرفة وجوده في سجن بالسعودية يقضي فيه فترة عقوبة تأديبية على تسلله إلى المملكة للبحث عن عمل وليس معه "فيزا" قانونية! وتأكيد المصدر الأمني على وجود مفاوضات بين السلطتين في البلدين الشقيقين، من أجل الإفراج عنه بضمانة رئاسية يمنية، يسبقها تعهد المقالح بعدم دخوله السعودية عن طريق التهريب.!
تخيلوا أن غبائي المزمن قادني أيضاً للتفكير بإمكانية حدوث سيناريو قد لا يخطر على بال أكبر حمار (أمني) لإماطة اللثام عن مكان وجود المقالح منذ منتصف سبتمبر الفائت. السيناريو باختصار شديد: إعلان العثور عليه في زنزانة تابعة للأمن القومي تقع بإحدى ضواحي العاصمة، تم سجنه فيها بطريق الخطأ، أو لأنه ألقي القبض عليه وهو يحمل أوراقاً مزورة لا توضح هويته الحقيقية، وهو ما أوجد التباساً (أمنياً) تجاه اسمه وشخصيته، ولذلك سيتم إحالته للمحكمة بتهمة التزوير وانتحال شخصية، ليقول القضاء كلمته فيه وينال جزاءه العادل! بيني وبينكم؛ تزوير وانتحال شخصية أفضل وأشرف من شرب خمر أو إدارة شبكات دعارة، وأحسن من بقائه مغيباً لا ندري أما زال حياً أم (نُقل) إلى الرفيق الأعلى.. لا سمح الله.
بالمناسبة، وعلى ذكر تزوير الأوراق الرسمية، مازال فهمي المحدود عاجزاً عن استيعاب حقيقة ما أثير في الأسابيع الأخيرة عن سفن محملة بالأسلحة في الشواطئ اليمنية. قناة روسيا اليوم الفضائية تنفرد بخبر عن وصول سفينة محملة بأسلحة صينية ثقيلة إلى سواحل الحديدة. الخبر يفجر قضية -فضيحة- تتضارب بشأنها التصريحات والمصادر الرسمية، وكأن الخبر يتحدث عن وجود مفاعل نووي يجعل اليمن الضلع الثالث -بدلاً عن العراق- في مثلث الشر، إلى جانب إيران وكوريا الشمالية! مصدر أمني يؤكد خبر السفينة، ولكنه يقول إن أوراق ملكية وزارة الدفاع للأسلحة مزورة، والمستوردون لها ومعهم أعضاء برلمانيون يؤكدون العكس. وفي خضم اشتعال الحديث عنها تختفي السفينة من الحديدة، ويليه خروج نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن ليقول إن السفينة لم تدخل المياه الإقليمية اليمنية من الأساس، وأما مصير الأسلحة فيبدو أنها أصبحت في المشمس.
خبر ثان خاص بقناة العربية عن سفينة إيرانية محملة بأسلحة ثقيلة مرسلة للحوثيين، وصلت إلى ميناء ميدي في حجة، وهي قيد احتجاز السلطات اليمنية. إيران تنفي واليمن تلتزم الصمت وهي ترفع شعار "لا تشلوني ولا تطرحوني". ويبقى الغموض محيطاً بمعظم جوانب القضيتين. لا بأس في استمرار الحديث عن السفينتين باعتبارهما لغزين محيرين. المهم ألا نتفاجأ بمصدر مسؤول يعلن هروب محمد المقالح على إحداهما إلى إيران أو إلى بني ظبيان. وأسأل الله حسن الختام.