تظاهرات واعتصامات طلابية غاضبة في جامعة عدن احتجاجا على توقيف طالبين

تظاهرات واعتصامات طلابية غاضبة في جامعة عدن احتجاجا على توقيف طالبين

> عدن - أنيس منصور
شهدت كليات جامعة عدن، صباح السبت الماضي، احتجاجات طلابية غاضبة، وتنوعت بين الاعتصامات والتظاهرات والمسيرات في ساحات الكليات، رفعت فيها اللافتات والهتافات تندد وتدين القرارات التعسفية من قبل نيابة شؤون الطلاب بالجامعة، الذي قضى بفصل وحرمان الطالبين وافي صالح حسن وحبيب أحمد سالم الصبيحي، من الدراسة لمدة عامين متتاليين، بحجة تنظيمهما اعتصامات سلمية وممارسة حقهما في التعبير المكفول لهما وفق القانون والدستور ولوائح جامعة عدن.
وأصدر مئات الطلاب المشاركين في
التظاهرات في كليات التربية عدن، والتربية صبر –لحج، والحقوق، والاقتصاد والعلوم الإدارية، وكليات ردفان وطور الباحة والضالع ويافع، وكليات أبين بيانا استنكروا فيه هذا القرار الذي وصفوه بأنه تعسفي ولا يستند إلى أي قانون، مؤكدين أنهم لم يمارسوا إلا كل حق كفله لهم الدستور والقانون ووفق اللوائح الجامعية المعمول بها، وأن رئاسة الجامعة ومن وراءها تريد جرجرة الطالبين وإرهاقهما نفسيا ومعنويا.
وأشار البيان إلى أن رئاسة جامعة عدن هوت بنفسها إلى مرتبة المحاكم السياسية لتصدر حكماً كهذا القرار، وأنها تتعامل مع الطالبين كتعامل المثل القائل "مغني جنب أصنج"، ضاربة عرض الحائط بكل نداءاتنا للمطالبة بإلغاء القرار، ولا نعلم أهو تغافل أم تلاعب وتغاض عن أصواتنا. واستنكر الطلاب اتهامهم بأنهم هم من يقوم بالشغب في جامعة عدن. وتساءل البيان بالقول: "أم أننا عبارة عن محاليل في مختبرات الأمن السياسي تجرى علينا التجارب؟ وما هي الحجج والبراهين التي يستند إليها هذا القرار ولم يتم مواجهتنا بها؟".
واتهم البيان رئاسة الجامعة بأنها هي أول من يخالف القرارات الشرعية، مشيرا إلى أنها لازالت ترفض إجراء أي انتخابات طلابية نزيهة، مفضلة على ذلك اللجوء إلى تعيين أشخاص يعملون لديها بصفتهم مخبرين وعسسا لا ممثلين لقطاع طلابي، مؤكدا أن رئاسة الجامعة لم تلجأ إلى إصدار هذا القرار إلا بعد إدراكها العميق أن فسادها المصلحي سوف ينهار في ظل وجود طلاب لا يمكن لهم أن يصمتوا على حقهم، وهم كثيرون، ولم نكن نحن إلا تجربة إذا تم التغافل عنا سوف يضعون سكاكينهم على جيد كل طالب يرفع صوته لا للظلم لا للتهميش والتمييز.
ودعا البيان الطلابي في ختامه جميع طلاب جامعة عدن إلى الوقوف صفاً واحداً ضد هذه الممارسات التعسفية ورفضها والمطالبة بوقفها وإعادة كل الطلاب المفصولين إلى مقاعدهم الدراسية. محذرا من مغبة التمادي في مثل هذه الأعمال. وداعيا أيضاً إلى الإفراج عن زميلهم الطالب بكلية الإعلام إياد عماد غانم الذي يقبع في سجن صبر المركزي بحكم سياسي.
الجدير بالذكر أن كليات جامعة عدن كغيرها من قطاعات المجتمع المدني، شهدت خلال العام الماضي حملة احتجاجات طلابية واسعة نظمتها جميع الكليات تضامنا مع المعتقلين في سجون السلطة.
وقال عدد من الطلاب المتضامنين مع الطلاب وافي وحبيب وغانم، إن رئاسة الجامعة استبقت العام الدراسي الجامعي 2009/2010، الذي دشن قبل أسبوعين، بهذه القرارات التعسفية، وهي محاولة إرسال رسالة إلى كل الطلاب الناشطين بالحراك الجنوبي، هدفها تخويفهم وتهديدهم بسلاح الفصل عن الدراسة.
على هامش التظاهرات تحدثت الطالبة رنا العولقي قائلة: حتى لا نوكل كما أكل الثور الأبيض، فما تعرض له الطالبان حبيب ووافي مؤشر وبداية خطيرة لن نسكت عنه، وندعو رئاسة الجامعة ووزير التعليم العالي للتعامل مع الاعتصامات بمسؤولية، ومعالجة مطالبهم، وعدم المكابرة في ظل الأوضاع الحالية، حتى لا تتحول الجامعة إلى ساحة تظاهرات يومية وفوضى، وتسقط هيبة التعليم الجامعي.